رودريجيز

أثار ركض جيمس رودريجيز باتجاه عدسات الكاميرات عقب تسجيله مباشرة من ركلة ركنية خلال مشاركته مع كولومبيا في بطولة كأس العالم للشباب عام 2004 حماس مكتشفي المواهب الذين رأوا فيه لاعبا صغيرا يبدو في طريقه نحو دائرة الضوء.
وبعد نحو عقد من الزمان وخلال مشاركته في نهائيات كأس العالم أبهر لاعب الوسط المهاجم المهاجمين انفسهم وجعلت منه عروضه الرائعة واحدا من افضل المواهب الكروية في العالم.
وجاء صعود نجمه سريعا حيث استطاع اللاعب البالغ من العمر 22 عاما أن يفوز بألقاب الدوري في الارجنتين والبرتغال قبل أن يرحل عن بورتو لينضم إلى موناكو الغني في صفقة بلغت 45 مليون يورو (61.3 مليون دولار).
ولو كانت قيمة الصفقة هذه لم تجذب انتباه الجماهير فان الاهداف الخمسة التي سجلها في اربع مباريات خلال كأس العالم بالبرازيل بما في ذلك افضل اهداف البطولة حتى الان امام اوروجواي الذي سدده من مسافة 20 مترا لترتد الكرة من باطن العارضة الى داخل المرمى قد لعبت هذا الدور واثارت مقارنات بينه وبين ليونيل ميسي ونيمار.
ودفعت تلك الحصيلة إلى جانب ارساله لتمريرتين مؤثرتين برودريجيز إلى صدارة الهدافين في كأس العالم كما بات بطلا في بلاده مع بلوغ الفريق دور الثمانية لاول مرة على الاطلاق على مدار مشاركتها في البطولة.
وتمثل هذه احصاءات ملائمة بالنسبة للاعب يرتدي القميص رقم 10 والذي سبق وان ارتداه كارلوس فالديراما احد عظماء الكرة في كولومبيا.
وقال فالديراما "عندما يرحل نجم فان نجما آخر يحل مكانه. وهذا هو رودريجيز."
وسواء العب في اليسار او خلف المهاجمين فان رودريجيز يستطيع قراءة المباراة بذكاء وبالفطرة.
كما اظهر اللاعب الكولومبي مهاراته في العاب الهواء وكذلك على ارضية الملعب خلال كأس العالم وليس اوضح من ذلك تلك الحركات الراقصة التي يؤديها احتفالا باهدافه في ظل ابتسامة ترتسم على وجهه.
وكان رودريجيز قائدا لمنتخب كولومبيا تحت 20 عاما الذي بلغ دور الثمانية لكأس العالم للشباب وترك بصمته في اول ظهور له بشكل كامل مع منتخب بلاده وحصل على جائزة افضل لاعب في المباراة التي فازت فيها كولومبيا على بوليفيا 2-1 في اكتوبر 2011.
وعلى الرغم من حداثة عمره توجه رودريجيز الى البرازيل كلاعب غير اساسي في الفريق حتى اصابة المهاجم الكبير رادامل فالكاو وهو ما ادى للدفع به نحو واجهة المشهد مباشرة باعتباره المهاجم الرئيسي وهي المسؤولية التي اداها على النحو الاكمل حتى الان.