برلين - أ.ف.ب
غالبا ما يتميز لاعبو المنتخب الألماني بروحية الفريق الواحد التي يعكسها أداؤهم الجماعي في مباريات كرة القدم، ولو سجلت استثناءات في بعض المباريات.
وبعيدا من أرضية ملاعب مونديال البرازيل حيث يستعدون لمواجهة قوية في ربع النهائي مع فرنسا غدا الجمعة، يحافظ اللاعبون على هذه الروحية من خلال نظام حياة خاص يتبعونه في مقرهم في مجمع "كامبو باهيا" الفخم في سانتو اندري.
أوقات منظمة
لا تختلف العادات الألمانية حتى وإن اختلف توقيت النهار في البرازيل حيث الشمس تغيب حوالى السادسة مساء. فموعد استيقاظ اللاعبين محدد بين السابعة والثامنة صباحا، والعشاء يقدم باكرا ايضا، بين السادسة والسابعة مساء كحد أقصى.
أما التدريبات، فتقام عموما في العاشرة قبل الظهر، باستثناء الأيام التي تسبق مباريات المنتخب والتي يقام فيها التدريب في زمن إقامة المباراة.
وتخصص نهاية الفترة الصباحية وبعد الظهر إما للإعلاميين وإما لفترة تدريبية ثانية أو لمهمات محددة كزيارة أحد الأماكن. غير أن حصة الأسد تبقى لفترات الاسترخاء.
إقامة هادئة.. ومختلطة
"ناسيونال مانشافت" هو أول قاطني مجمع كامبو باهيا، الذي يمتد على مساحة 15 ألف متر مربع قرب الشاطئ، محاطا بأشجار النخيل. واللافت أن مقاولين ألمان تولوا إنشاء هذا المجمع الفخم المخصص لأن يكون مجموعة سكنية أو فندقية، في قرية سانتو أندري التي يتطلب الوصول إليها عبور نهر بواسطة عبارة.
هذا ما يضمن إقامة هادئة بكل تأكيد، لكن هل ترضي كل هذه الفخامة أعضاء المنتخب؟.
لم ير مدير المنتخب اوليفر بيرهوف ضرورة لكل هذه المساحة، فبحسب رأيه، كان من الأنسب الإقامة في مقر أصغر، لعدم التأثير سلبا على "روحية الفريق". كما انتقد بيرهوف بعد المقر عن الملاعب التي احتضنت مباريات المنتخب الألماني في الدور الأول.
ويبيت اللاعبون الـ23 في غرف فردية، لكنهم يتقاسمون أربعة أجنحة، لكل منها مسؤول محدد: باستيان شفاينشتايغر وبير مرتيساكر ويواكيم لوف وميروسلاف كلوزه.
وكشفت صحيفة "بيلد" أن لاعبي بايرن ميونيخ ودورتموند وشالكه مختلطون داخل الأجنحة، لعدم كسر روح الفريق لصالح مجموعات مشتتة.
وتبرز داخل المقر شاشة معلقة على أحد الجدران، تعرض بشكل متواصل تغريدات الدعم التي ينشرها المشجعون على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، الى جانب ملصق كبير يحمل عنوان "نظامك الغذائي" الذي يفصل كل ما يجب أن يعرفه اللاعب عما يفيده أو يضره من أطعمة.
نشاطات فريدة إنما محدودة
تقام التدريبات على أرضية عشبية فائقة الجودة في وسط الطبيعة، على بعد بضعة كيلومترات من "كامبو باهيا". وينتقل اللاعبون على الدراجات الهوائية الى موقع التدريب الخاص بهم.
وكان أعضاء الفريق تلقوا زيارات من قدامى اللاعبين الألمان الدوليين، لكن الزيارة المميزة كانت لقبيلة باتاكسوس المحلية. وقد احتفل هنود القبيلة بالعيد السادس والثلاثين لكلوزه خلال تمارين الفريق قبل ايام قليلة على انطلاق المونديال.
وارتدى الهنود ملابسهم التقليدية (تنانير بضفائر نباتية، تسريحات شعر بالريش، اقواس من دون اسهم صادرتها الشرطة)، وتجمع نحو عشرين شخصا من باتاكسوس ليرقصوا ويغنوا حول مهاجم المنتخب الالماني، بعد احتفالية اولى ترحيبية بالبعثة الالمانية.
ودعا الهنود لاعبي المدرب يواكيم لوف بعد ذلك الى حلقة الرقص، فلم يترددوا وطبقوا التعليمات بحماسة على غرار المهاجم لوكاس بودولسكي. ومنح اللاعبون قمصانهم بعدها لافراد باتاكسوس فكانت فرحة بعضهم عارمة.
وكانت تلك مناسبة مميزة للاعبين الممنوعين من مغادرة مقرهم إلا الى الشاطئ المخصص لهم. وقد اشتكى بعضهم من عدم التواصل على الاطلاق مع السكان المحليين، علما أن الشرطة تمنع خروجهم من دون مواكبة أمنية.
والى جانب التمتع بالسباحة على شاطئهم الخاص، يلعب أعضاء المنتخب كرة الطاولة، ويمضون بعض أوقاتهم على الانترنت أو يتابعون أفلامهم المفضلة على الأقراص المدمجة، وربما بعض الرياضات الأميركية على الشاشة الصغيرة.
أما أهم أوقات الراحة فيأتي مباشرة بعد كل مباراة، وهو الوقت الوحيد الذي يسمح فيه لزوجات اللاعبين أو رفيقاتهم بإمضاء الليلة تحت سقف "كامبو باهيا". وهذا ما "يعزز الأجواء العائلية ويدفع اللاعبين الى الذهاب الى أسرتهم باكرا"، والكلام لبيرهوف.