جورجيوس ساماراس

بقدمين ثابتتين وعزيمة راسخة وعينين مركزتين تركيزاً تاماً على الكرة، خطوة واحدة إلى الوراء، ثم اثنتان وثلاث وأربع، 60 الف شخص يرصدون حركاته من مدرجات الملعب، بينما يترقب الملايين من منازلهم. بلد بأكمله يصلي من أجل اكتمال القصة بنهاية سعيدة. انتهى العد العكسي لتسديد ركلة الجزاء وتوقفت عقارب الساعة وقلوب المشجعين لبضعة أجزاء من الثانية قبل أن تتعالى الصيحات مهللة بتسجيل الهدف؛ هدف يحمل في طياته فرحة شعب بأكمله.
هذا بالضبط ما عاشه جورجيوس ساماراس في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة بين اليونان وكوت ديفوار. فبترجمة ركلة الجزاء ببراعة داخل الشباك الأفريقية، ضمن الفريق اليوناني تأهله إلى الدور الثاني من كأس العالم لأول مرة في تاريخه. في مثل هذه الحالات، قد ينال الضغط والتوتر وحجم المسؤولية من اللاعب الذي يضطلع بتنفيذ الضربة، ولكن الأمر بدا وكأنه مجرد عملية روتينية بالنسبة لمهاجم سلتيك.
واعترف ساماراس في حديث حصري لموقع الاتحاد الدولى لكرة القدم /فيفا.كوم/، قائلا "بماذا شعرت في تلك اللحظة؟ لا شيء على الإطلاق. أخذت الكرة، ووضعها على النقطة. ثم واجهت حارس المرمى بغاية واضحة، حاولت الحفاظ على التركيز ووضع الكرة في المرمى. لقد فعلت ذلك آلاف المرات في التدريب، وأحياناً في بعض المباريات. في النهاية، إذا فكرت ملياً في الأمر، فستجد أن الأمر هو نفسه سواء كان يشاهدك شخص واحد في مقر النادي أو الآلاف من الناس في الملعب."
واضاف "قبل أن أتخذ الخطوات الأربع كنت أعرف بالضبط أين يجب أن أسدد الكرة. كانت الفكرة واضحة جداً في نظري. أما البقية، فكان يتعين فقط الإنتقال من الفكرة إلى التطبيق على أرض الواقع."
تميز ساماراس بعزيمة من حديد، على غرار جميع زملائه، حيث أكد ابن التاسعة والعشرين أنه لم يشك ولو لحظة واحدة في إمكانية صعود اليونانيين حتى عندما بدا الإقصاء وشيكاً، على بعد ثوان معدودة فقط من النهاية.
واوضح"لم نتوقف عن الإيمان بحظوظنا في أي وقت، وقاتلنا حتى الثانية الأخيرة. نحن جميعاً نعرف الكثير من القصص حيث تغير كل شيء في الثانية الأخيرة، وليس في أي مباراة، بل في مبارزات حامية الوطيس! أحياناً بهدفين في اللحظات الأخيرة. في كرة القدم، لا يمكنك الإستلام قبل صفارة الحكم معلنة لحظة النهاية."
كانت النتيجة هي الشيء الأكثر أهمية بالنسبة للفريق اليوناني منذ ذلك التتويج الشهير بكأس الأمم الأوروبية 2004. فمنذ ذلك الإنجاز، اكتسب الإغريق سمعة الفريق الراكن إلى الدفاع، بدلاً من السعي للوصول إلى مرمى الخصم. لكن ساماراس يريد تغيير هذه الصورة في نسخة 2014.
وقال "أود أن أقول إننا لم نكن ذوي نزعة دفاعية في هذه البطولة. في المباراة الأولى خسرنا 3-0 لكننا حاولنا الهجوم. ضد اليابان لم يكن لدينا أي خيار لأننا بقينا بعشرة لاعبين، ولكن مع ذلك بقينا نبحث عن الفرصة للقيام بهجمات مضادة كلما استطعنا ذلك. أشعر أننا سيطرنا اليوم على المباراة بشكل عام. لعب دفاعنا بشكل جيد للغاية ولكن خط هجومنا سجل في الأوقات المناسبة. في الواقع كان علينا قتل المباراة عندما كانت النتيجة 1-0، ولكن ثلاث كرات ارتطمت بالقائم."
بعد الإنتصار، حان الوقت لتحليل الخصم المقبل، منتخب كوستاريكا، الذي لم يسبق لليونان أن واجهته طوال تاريخها. وقال ساماراس في هذا الصدد: "نحن نعرف بعض لاعبي كوستاريكا الذين يلعبون في أوروبا. وقد تابعنا أيضاً مباراتيهم أمام أوروجواي وإيطاليا. يجب الآن أن نحلل الفريق، والوقوف على نقاط القوة والضعف لديه. يجب أن نكون قادرين على المنافسة."
وبنبرة مازحة، ختم ساماراس متحدثاً عن أوجه التشابه البدني بينه وبين الكوستاريكي برايان رويز، رغم أن المهاجم اليوناني يرى أن هناك فرقاً جوهرياً بينهما، حيث استطرد قائلاً: "بخلافه هو، أنا لدي لحية! هو لن يكفيه الوقت لكي تنمو لحيته وأنا لن أحلق لحيتى. ولذلك لن يكون هناك أي خلط بيننا. وبعيداً عن المزاح، يجب القول إنه لاعب ممتاز حقق مسيرة مذهلة في هولندا. إذا أردنا التغلب عليهم، فسيجب علينا أن نأخذه هو ورفاقه على محمل الجد."