برازيليا ـ أ.ش.أ
استفاد المهاجم المخضرم ميروسلاف كلوزه على أكمل وجه من الفرصة التاريخية التي أتيحت أمامه اليوم الثلاثاء، في بيلو هوريزونتي عندما التقى منتخب بلاده ألمانيا مع البرازيل المضيفة في الدور نصف النهائي لمونديال 2014، إذ تمكن من تحقيق ثأره من "سيليساو" فيليبي سكولاري ورد الاعتبار لبلاده و"المدفعجي" جيرد مولر وبطريقة قاسية تماما جدا لا بل مذلة إلى أقصى الحدود.
أراد مهاجم لاتسيو الايطالي أن يعود مجددا إلى ملعب "ماراكانا" الأسطوري لكي يخوض النهائي المقرر الأحد المقبل، وذلك بعد أن كانت زيارته "الرسمية" الأولى لهذا الملعب ناجحة الجمعة الماضي حيث خرج الألمان فائزين على جيرانهم الفرنسيين 1-صفر في الدور ربع النهائي في مباراة شارك فيها مهاجم بريمن وبايرن ميونيخ السابق أساسيا للمرة الأولى في نهائيات النسخة العشرين دون أن يتمكن من الوصول إلى الشباك وتحطيم رقم البرازيلي رونالدو من حيث عدد الأهداف في العرس الكروي العالمي برصيد 15 هدفا.
"أريد العودة إلى ماراكانا"، هذا ما قاله كلوزه الذي كان يبحث عن تحقيق ثأره من المنتخب البرازيلي الذي حرمه وبقيادة سكولاري بالذات من الفوز باللقب العالمي مع "ناسيونال مانشافت" عام 2002 بعد أن فاز "سيليساو" في تلك المباراة بثنائية لرونالدو.
وضع كلوزه نصب عينيه تحقيق "هدف سام" بإعادة الاعتبار لألمانيا واستعادة الرقم القياسي الذي خطفه منها رونالدو في معقلها عام 2006 بعد ان كان الرقم صامدا منذ 1974 باسم جيرد مولر.
احتفظ مولر بالرقم القياسي منذ عام 1974 بعد أن سجل 14 هدفا في مشاركتين فقط، قبل ان يأتي "الظاهرة" رونالدو إلى ألمانيا من اجل انتزاعه منه في عقر داره، لكن كلوزه الذي اثبت انه ما زال يتمتع بالحس التهديفي القاتل رغم انه يخوض مغامرته المونديالية الرابعة وهو في السادسة والثلاثين من عمره، قال "أنا موجود من أجل ألمانيا" وأعاد الرقم القياسي إلى بلاده وبأفضل طريقة من خلال الفوز على البرازيل بالذات في الدور نصف النهائي.
"الأمر الأهم بالنسبة لي هو الفوز في نصف النهائي والوصول إلى النهائي. من البديهي أني سأكون سعيدا في حال حصولي على فرصة التسجيل"، هذا ما قاله كلوزه الذي أصبح اكبر هداف ألماني في النهائيات بعد تسجيله في مرمى غانا متفوقا على رودي فولر الذي كان يبلغ 34 يوما و80 يوما حين سجل أمام بلجيكا في الثاني من يوليو 1994.
من المؤكد أن كأس العالم 2014 المحطة الأخيرة لكلوزه مع المنتخب الألماني وهو استفاد منها حتى الآن على أكمل وجه وتبقى الفرحة الكبرى بإحراز اللقب العالمي الأحد المقبل في "ماراكانا".
وأصبح كلوزه ثاني أكثر اللاعبين خوضا للمباريات في كأس العالم "23" على نفس المستوى مع الايطالي باولو مالديني ولا يتقدم عليه سوى ماتيوس "25".
كما حقق كلوزه رقما قياسيا آخر في هذا اليوم التاريخي لبلاده إذ أصبح أكثر لاعبا خوضا للمباريات في الأدوار الإقصائية من نهائيات كأس العالم 13 مباراة، متقدما على ماتيوس أيضا والبرازيل كافو، وهو أصبح أيضا أول لاعب يشارك في أربع مباريات نصف نهائية في كأس العالم متفوقا على مواطنه اوفي سيلر الذي خاض ثلاث.
ومن المستبعد أن يتمكن مهاجم لاتسيو من الوصول إلى رقم قياسي آخر متمثل بعدد المباريات الدولية بقميص بلاده "136 حاليا" والمسجل باسم ماتيوس "150".