الأرجنتيني آنخل دي ماريا

هدف واحد فقط كان كافيا ليعيد على المدرب الألماني أوتمار هيتسفيلد المدير الفني للمنتخب السويسري لكرة القدم الذكريات المؤلمة التي عاشها قبل 15 عاما في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا وينهي مسيرته مع المنتخب السويسري دون تحقيق الحلم الذي سعى إليه.
وقبل 15 عاما ، خسر هيتسفيلد نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي في اللحظات الأخيرة من المباراة عندما كان مديرا فنيا لبايرن ميونيخ الألماني.
والآن ، وبعد مرور كل هذه السنوات ، استعاد هيتسفيلد هذه الذكرى المؤلمة خلال مباراة فريقه أمس الثلاثاء على استاد "كورينثيانز" بمدينة ساو باولو أمام المنتخب الأرجنتيني في دور الستة عشر لكأس العالم 2014 بالبرازيل.
وسجل الأرجنتيني آنخل دي ماريا الهدف الوحيد للمباراة في الدقيقة 118 وقبل دقيقتين فقط من انتهاء الوقت الإضافي الذي لجأ إليه الفريقان بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.
وأعاد هذا الهدف على هيتسفيلد ذكريات نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1999 عندما استقبلت شباك بايرن هدفين في الوقت بدل الضائع ليخسر الفريق 1/2 أمام مانشستر يونايتد بعدما كان متقدما 1/صفر في هذه المباراة على استاد "نو كامب" بمدينة برشلونة الأسبانية.
وجاء هدف دي ماريا إثر تمريرة من زميله الموهوب ليونيل ميسي ليحرم هيتسفيلد والمنتخب السويسري من الوصول باللقاء لضربات الترجيح.
وأنهى هذا الهدف مسيرة هيتسفيلد مع المنتخب السويسري الذي تولى قيادته قبل ست سنوات كما أنهى مسيرته التدريبية حيث يعتزل التدريب بنهاية مشاركته في المونديال الحالي.
ولدى سؤاله عن السبب وراء دخوله إلى أرض الملعب بعد انتهاء المباراة لمواساة وتهدئة لاعبيه ، قال هيتسفيلد :"هذه كأس عالم وكان لدى الفريق الإمكانية للوصول إلى ضربات الترجيح ولكننا خسرنا في نهاية اللقاء".
وأوضح :"كانت المباراة مثل نظيرتها أمام مانشستر يونايتد. عندما تكون قريبا للغاية من تحقيق شيء ثم تخسر كل شيء في اللحظات الأخيرة ، فإنك بحاجة إلى أن تكون داخل الملعب مع اللاعبين. أفتخر للغاية بهؤلاء اللاعبين. يمكننا الآن أن نودع البطولة برؤوس مرفوعة عاليا".
وأضاف :"أفتخر بالحماس الذي أظهره اللاعبون. حافظنا على هدوئنا وقدمنا أداء خططيا متكاملا على مدار المباراة. كانت لدينا فرص أيضا لتحقيق الفوز خاصة في نهاية المباراة ولكننا لم نستطع حسم الللقاء".
وقال هيتسفيلد :"في الدقائق الثلاث الأخيرة من المباراة ، رأيت كل شيء يمكن أن يحدث لمدرب. تشاهد هذه المشاعر في كرة القدم ، ولهذا نعشق الرياضة.. أعتقد أننا اكتسبنا بعض الأصدقاء اليوم في كل أنحاء العالم. رد فعل الفرق بعد المباراة كان رائعا".
وقال هيتسفيلد في اليوم السابق للمباراة إن لديه خطة لإيقاف ميسي. وعلى مدار 117 دقيقة ، نجحت الخطة قبل أن يحقق دي ماريا الفوز للأرجنتين بهذا الهدف المتأخر.
وقال هيتسفيلد :"الجميع اجتهدوا لإيقافه ولكنه يستطيع حسم مباريات ونجح في هذا في النهاية".
وكان حلم هيتسفيلد هو قيادة المنتخب السويسري لدور الثمانية في المونديال البرازيلي وهو ما لم يحققه الفريق منذ أن نجح فيه خلال مونديال 1954 الذي استضافته بلاده.
وقبل 48 ساعة فقط من مباراة الأمس ، تلقى هيتسفيلد نبأ وفاة شقيقه الأكبر وينفريد في سويسرا عن عمر يناهز 81  عاما.
وبينما يتجه هيتسفيلد /65  عاما/ لاعتزال التدريب ، سيخلفه في قيادة المنتخب السويسري المدرب فلاديمير بيتكوفيتش.
وسبق لهيتسفيلد أن أحرز لقب دوري أبطال أوروبا مع بوروسيا دورتموند في 1997  ثم مع بايرن ميونيخ في 2001  ليكون اللقبان من أبرز إنجازات مسيرته التدريبية التي امتدت على مدار 31  عاما.
كما شهدت مسيرته التدريبية فوزه بسبعة ألقاب في الدوري الألماني (بوندسليجا) مع فريقي بايرن ودورتموند إضافة لثلاثة ألقاب في كأس ألمانيا مع بايرن بخلاف خمسة ألقاب في دوري وكأس سويسرا مع فريقي جراسهوبرز وأراو.
وقال هيتسفيلد :"انتهيت كمدرب الآن,, أقول وداعا للمنتخب السويسري بقلب زاخر بالمشاعر. سأعمل الآن في التلفزيون. كمدرب ، لا يمكن أن تخسر مباريات عندما تعمل في التلفزيون".
وخلال استعدادات الفريق لمباراة الأمس ، تحدث هيتسفيلد عن "فرصة منتخب سويسرا الرائعة لصناعة التاريخ وأن يكون ضمن أفضل ثمانية منتخبات في العالم".
ولكن الفريق فشل في استغلال الفرصة في ساو باولو. ورغم هذا ،لم تقلل لاالهزيمة من افتخار هيتسفيلد بفريقه".