ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني

كانت صورة ليونيل ميسي، يسير مباشرة إلى غرفة خلع الملابس أشعث الرأس بعد الهزيمة الكبيرة التي تلقتها الأرجنتين على يد كرواتيا بثلاثة أهداف نظيفة، مساء الخميس، واحدة من أكثر الصورة رمزية في كأس العالم 2018 في روسيا.

وكانت تلك المباراة هي الثانية التي يفشل فيها "أفضل لاعب في العالم خمس مرات" في تسجيل أهداف أو حتى مساعدة فريقه على تحقيق هدف أو الفوز، بل إنه أضاع ركلة جزاء في مباراة فريقه الأولى أمام أيسلندا، التي انتهت بالتعادل السلبي. وأصبحت الأرجنتين مهددة بقوة بالخروج من كأس العالم نهائيا من دور المجموعات، للمرة الثانية منذ بطولة 2002 والأولى منذ ظهور ميسي في كأس العالم.

وعمليا مازال أمام ميسي، 30 عاما، فرصة أخرى للظهور في كأس العالم المقبلة 2022، لكن بالنسبة لكثير من النقاد فإن البطولة الحالية ربما تكون فرصته الأخيرة للفوز بلقب هام والعودة إلى الأرجنتين بكأس العالم، ولم يحقق ميسي مع بلاده سوى إنجاز واحد بالحصول على ميدالية ذهبية في أولمبياد بكين، عام 2008.

وكان موسم النجم الأرجنتيني صعبا أيضا مع فريقه الأسباني بشلونة، فرغم الفوز ببطولتي الدوري والكأس إلا أنه أخفق في دوري أبطال أوروبا وخرج من ربع النهائي للموسم الثالث على التوالي، وترك لغريمه التقليدي ريال مدريد بقيادة البرتغالي كريستيانو رونالدو، السيطرة على القارة الأوروبية.

وهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تفسر معاناة ميسي هذا الموسم، ومنها:

أولا: الاستنزاف البدني والجسدي.

فخلال الموسم الأوروبي الماضي 2017/2018 ، لعب ميسي 54 مباراة، وهو أعلى معدل منذ 2014/2015 وواحد من أعلى المعدلات في السنوات الخمس الأخيرة. وبحسب موقع إحصاءات Transfermarkt ، فقد لعب 4.468 دقيقة وقضى ما معدله 82.7 دقيقة على أرض الملعب. ومع ذلك، أنهى الموسم برصيد 45 هدفا و 18 تمريرة حاسمة لبرشلونة.

ثانيا: إصابة صغيرة

في أبريل /نيسان 2018، نقلت صحيفة كلارين الأرجنتينية عن مصادر في المنتخب أن ميسي كان يعاني من إصابة في فخذ ساقه اليمنى، مما يؤثر على قدرته على الركض وتغيير السرعة. وأصبحت المشكلة علنية بعد أن كان خارج القائمة أثناء المباريات الودية قبل كأس العالم أمام إيطاليا وإسبانيا، وشاهد فريقه يخسر 6-1 أمام الأسبان.

ثالثا: فريق الأرجنتين ليس في أفضل حالاته

تأهلت الأرجنتين بصعوبة بالغة إلى كأس العالم، وحصلت على بطاقة التأهل في الفرصة الأخيرة من خلال ملحق بعد النتائج السيئة التي قدمتها في التصفيات، وكان ميسي كالعادة والهداف وأحرز سبعة أهداف ، لكن ذلك لم يمنع المعجبين ووسائل الإعلام من انتقاد أداء الفريق.

وكانت الأرجنتين قد وصلت المباراة النهائية في كأس العالم الماضية بالبرازيل، وخسرت من ألمانيا بهدف وحيد في الوقت الإضافي، ولم تضف جديدا إلى سجلها المدون به كأس عالم واحدة في 1986، من خلال الأسطورة مارادونا.

رابعا : وجود رونالدو في الصورة دائما

زاد من مشكلات ميسي الظهور الرائع لمنافسه الدائم البرتغالي كريستيانو رونالدو، والذي دائما ما توجد منافسة ومقارنة بينهما طوال 10 سنوات. ومشاركة رونالدو في كأس العالم ناجحة ولافتة حتى الأن، فقد سجل ثلاثة أهداف في أول مباراة ضد أسبانيا، ثم قاد فريقه للفوز أمام المغرب بهدف رائع برأسه.

ويبدو أنه لا يمكن إيقاف رونالدو حتى الآن، وقبل عامين، فعل رونالدو ما لم يستطع ميسي فعله، وقاد البرتغال للفوز ببطولة أوروبا (يورو 2016)، في حين لم تفز الأرجنيتن بكأس أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) منذ 1993. ويخاطر ميسي بأن يكون ظهوره في كأس العالم الحالي كمتفرج، إلا إذا كانت الإصابة ذريعة مناسبة لالتماس العذر له.