برازيليا ـ أ.ش.أ
قدمت لجنة المشاريع والإرث تجربة جديدة وفريدة من نوعها لمتابعة أحداث كأس العالم 2014 في منطقة المشجعين المبردة التي أقامتها اللجنة في الحيّ الثقافي كتارا بالدوحة.
وتعد التجربة القطرية أول تجربة لتقنية التبريد المبتكرة للمناطق العامة المكشوفة والتي سُتستخدم خلال تنظيم كأس العالم 2022 في قطر.
وقد توافدت جموع كثيرة لمنطقة الجماهير الأيام الماضية وخاصة أمس الإثنين لمتابعة مباراة المنتخب الجزائري ضد نظيره الألماني والتي فاز فيها المنتخب الألماني بصعوبة بهدفين مقابل هدف واحد بعد وصول المباراة إلى الأشواط الإضافية.
وتخطت منطقة مشجعي البرازيل 2014 توقعات مئات المشجعين الذين توافدوا إليها لمتابعة مباريات فرقهم المفضلة مع بداية الدور الثاني لكأس العالم 2014، إذ أجمع المشجعون من قطر ومصر وسوريا والهند والبرازيل وهولندا وأيسلندا وغيرها من البلدان على أن اللجنة العليا "أنجزت عملاً مبهراً" من خلال جودة التنظيم وحسن الاستقبال بالإضافة إلى التقنيات المستخدمة والعروض الترفيهية المتعددة التي أمتعت الجمهور الحاضر من كل الأعمار.
وقد تحدث مشجعو كرة القدم عن تجربتهم في منطقة المشجعين إذ يقول عمار ورنا المشجعان من سوريا أنهما كانا متفاجئين بدرجة الحرارة في المنطقة: " لو لم نكن هنا لما صدقنا أن منطقة عامةً مكشوفة يُمكن أن تكون بهذه البرودة .. المنظمون ودودون جداً ويُرحبون بجميع الزوار".. أما جاكسون من الهند وهو أحد مشجعي فريق البرازيل والذي جاء إلى المنطقة بصحبة زوجته وأولاده فيقول: " إن أولادي متحمسون جداً لفعاليات الرسم على الوجوه وعروض الدمى، لقد حجزنا بالفعل تذاكر لربع النهائيّ يوم الخميس، وسنظل نحضر المباريات في هذه المنطقة حتى المباراة النهائية."
بدروها تقول ماريا المشجعة من أيسلندا والتي علمت عن منطقة المشجعين من خلال صحيفة محلية وبادرت إلى التسجيل على الفور: " إن الأجواء باردة جداً، لقد بت على قناعةٍ الآن بأن قطر ستستضيف كأس عالمٍ مذهل بفضل الملاعب المبردة".. مضيفةً " بعد هذه التجربة أصبح لدي فكرة عن المناخ الملائم الذي ستُستقبل فيه الجماهير في قطر عام 2022 وخاصة بالنسبة للعائلات."
وقالت لندا المشجعة من هولندا والتي حضرت إلى المنطقة لتُشاهد منتخب بلادها يتغلب على المكسيك في مباراة مثيرة قائلةً: " لا أصدّق مدى برودة الجو داخل منطقة المشجعين رغم أن السقف مفتوح ودرجات الحرارة في الخارج تزيد على الـ30 درجة مئوية، في الواقع لقد شعرت بالبرد واضطررت لأن أرتدي سترة من الصوف."
ولم يقتصر الحديث حول البداية الناجحة التي شهدتها المنطقة التي أقامتها قطر لمشجعي البرازيل 2014 على ردود فعل الجمهور في الدوحة، إذ وصلت أصداء هذا النجاح إلى المشجعين في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل التي تقترب فيها درجة الحرارة من الـ30 مئوية، حيث يقول ريكاردو أحد سكان المدينة: " إنها فكرة رائعة، إننا نعاني دوماً من درجات الحرارة المرتفعة في ريو، وتكييف الملاعب سيكون مفيداً جداً خاصةً للاعبين. أود أن أسافر إلى قطر لمشاهدة مناطق جديدة، وأظن أن قطر بإمكانها أن تُنظم بطولة عظيمة لكأس العالم فسيكون لديهم ملاعب حديثة وجميلة لإقامة المباريات."
وكلوديا التي ترتدي قميص المنتخب المكسيكيّ وتقف في الظل في أحد جوانب منطقة مشجعي الفيفا في كوبا كابانا أُبدت أيضاً إعجابها بالفكرة إذ قالت: "يا للروعة، منطقة مكشوفة ومبردة في الوقت ذاته، إنه شيءٌ جميل جداً، ومن المؤكد أن المشجعين سيشعرون براحة أكبر."
أما بيانكا إحدى مشجعات منتخب البرازيل فقد رأت أن هذه التقنية يُمكن مشاركتها مع مختلف بلدان العالم خاصة ونحن نعيش في عالم بات كالقرية الصغيرة حيث تقول: " لقد كنت حاضرةً في استاد ماراكانا خلال مباراة روسيا وبلجيكا، وقد كان الجو حاراً جداً حتى بالنسبة للاعبين، وكنا جميعاً سنكون أكثر ارتياحاً لو كانت الحرارة أبرد قليلاً. حبذا لو تتم مشاركة هذه التقنية مع الدول الأخرى خاصة في ظل العولمة التي نعيشها اليوم." وستبقى منطقة مشجعي البرازيل 2014 في كتارا تستقبل الجمهور طوال أيام المباريات وحتى المباراة النهائيّة لكأس العالم 2014 في الثالث عشر من يوليو، ومع أن تذاكر الحجز المسبق قد نفدت نظراً للإقبال الكبير من الجمهور فإن اللجنة العليا احتفظت بعدد من الأماكن الشاغرة للمشجعين الذين سيتوافدون إلى المنطقة في أيام المباريات وذلك وفق نظام يُعطي الأولوية لمن يحضر أولاً، علماً أن المنطقة تفتح أبوابها لاستقبال الزوار قبل ساعتين من موعد المباراة الأولى وتُغلق بعد ساعة من صافرة النهاية للمباراة الأخيرة.
وتدعو اللجنة العليا للمشاريع والإرث عشاق كرة القدم من جميع أنحاء قطر والمنطقة إلى الحضور إلى منطقة مشجعي البرازيل 2014 للاستمتاع بتجربة مبهرة لكأس العالم في ظلّ مناخ مبرد لا مثيل له، وعبر شاشات فائقة الوضوح تنقل المباريات مباشرةً من البرازيل في أجواء رمضانيّة رائعة مفعمة بالإثارة والحماس.