هدف كولومبيا

بدا أن كولومبيا قد تمكنت من التخلص من وصفها بأنها تقدم أداء غريبا ليتم الإقرار بأسلوب لعبها الممتع وذلك عقب ضمان الفريق مكانا في دور الستة عشر لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بعد تحقيقه لانتصارين في دور المجموعات.وكانت مسيرة كولومبيا في كافة مشاركاتها السابقة في نهائيات كأس العالم مزيجا من المآسي والأمور المثيرة للسخرية وهو ما ألقى بظلاله على الكرة الكولومبية ذاتها التي تبدو كرة مبهجة عند متابعتها وان ظهرت غير فعالة إلى حد ما.وقدمت كولومبيا أداء مميزا يغلب عليه الاستحواذ على الكرة في التسعينات من القرن الماضي وقبل أن يرد ذكر أسلوب اللعب من لمسة واحدة إلا أن جيل كارلوس فالديراما بات يتم تذكره بقصات الشعر الغريبة وحارس مرماه غريب الأطوار وليس بجودة الأداء الذي كان يقدمه الفريق.وانتهى مشوار الفريق في نهائيات كأس العالم 1990 بواحدة من أشهر الأخطاء التي يمكن لحارس مرمى أن يرتكبها على الإطلاق عندما فقد ريني هيجيتا - وهو حارس مرمى يملك أسلوبا مميزا ويشتهر بانطلاقاته خارج منطقة جزاءه - الكرة عندما كان يحاول مراوغة المهاجم الكاميروني روجيه ميلا في منطقة خط الوسط.وقبل المهاجم المخضرم الهدية وانطلق بالكرة ليسجل في المرمى الخالي مؤديا بعدها رقصته الشهيرة عند راية الركلة الركنية.واشتهر هيجيتا بمثل هذه الانطلاقات إلى الأمام وتورط في وقائع اقل شهرة على مستوى الأندية التي لعب لها. وسجل الحارس بعض الأهداف الرائعة من ركلات حرة وأدى بعض من لمحاته الشهيرة في مباراة ودية أمام انجلترا على استاد ويمبلي.وبعدها بأربع سنوات وصلت كولومبيا للمشاركة في كأس العالم وسط توقعات ضخمة عقب فوزها 5-صفر خارج ملعبها أمام الأرجنتين في التصفيات إلا أن مسيرة الفريق انتهت بالخروج من الدور الأول ومأساة كبيرة.وعقب العودة إلى البلاد بوقت قصير قتل المدافع اندريس اسكوبار بعد إطلاق النار عليه بعد أن سجل هدفا بطريق الخطأ في مرماه في المباراة التي خسرتها كولومبيا 2-1 أمام الولايات المتحدة. وقتل اسكوبار في مرأب مطعم في ميديلن.وتأهلت كولومبيا إلى نهائيات كأس العالم 1998 إلا أن الفريق الذي تقدم السن بلاعبيه سجل هدفا واحدا وحقق فوزا واحدا في طريقه للخروج من الدور الأول وتمت إعادة اللاعب فوستينو اسبريلا إلى بلاده بسبب انتقاده لخطط لعب الفريق.وفي خضم كل هذه الإثارة كان يتم دوما تناسي أن كولومبيا التي كان لديها جيلا يضم فالديراما واسبيرلا وفريدي رينكون والسريع ادولفو فالنسيا كانت تقدم كرة قدم مميزة.وقال خوسيه بيكرمان مدرب كولومبيا عقب الفوز 2-1 على كوت ديفوار أمس "ذاكرة جيل لا يمكن محوها".وأضاف المدرب "لن نسمح أن تصل الأمور بنا للتفكير أن بوسعنا أن نتجاوز انجاز هذا الجيل. لا يزال أمامنا مباراة اليابان ويجب أن نفكر فيها".وعقب عام 1998 تحولت كولومبيا من النقيض إلى النقيض وتبنت طريقة لعب أكثر دفاعية وفشلت في التأهل لكأس العالم لثلاث نسخ متتالية.إلا إنها استثمرت وقتا ومجهودا في تطوير قطاع الناشئين مثل بقية دول أمريكا الجنوبية. وقد أتى هذا أكله مع ظهور جيل جديد من اللاعبين الموهوبين الذين نشأوا تحت رعاية بيكرمان الذي فاز بكأس العالم تحت 20 عاما ثلاث مرات مع بلاده الأرجنتين.وحول بيكرمان كولومبيا إلى اللعب بطريقة مفتوحة وأسلوب هجومي ولكن بطريقة أكثر فاعلية مقارنة بالمنتخب الذي لعب في كأس العالم 1990 وهو ما ظهر في انتصار الفريق 3-صفر على اليونان والتغلب على كوت ديفوار أمس الخميس.