ريو دي جانيرو - د.ب.ا
يصعب تخيل ذلك الآن خاصة بعد الفوز المثير على اسبانيا يوم الأربعاء ولكن وحتى وقت قريب كان منتخب تشيلي الأول لكرة القدم واحدا من أضعف المنتخبات في أمريكا الجنوبية وكان يعاني من عدم الانضباط وتعصف به الفضائح ويحمل سجلا في البطولات الكبرى يوصف فقط بأنه مثير للشفقة.وكان فوزه الوحيد في نهائيات جنوب أفريقيا 2010 الأول له على صعيد نهائيات كأس العالم في 48 عاما.ولم يفز منتخب تشيلي ببطولة أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) من قبل في 36 مشاركة بدأها في عام 1916.وفي التصفيات المؤهلة لنهائيات 2002 في كوريا واليابان انهى الفريق حملته في قاع المجموعة بثلاثة انتصارات فقط في 18 مباراة.ولكن كما أظهر أمام إسبانيا حاملة اللقب يوم الأربعاء على استاد ماراكانا بات الفريق الآن واحدا من أفضل المنتخبات في المنطقة واتسع نطاق طموحاته.وبدأ التخطيط للنهوض بالفريق في 2007 بعد فشله في التأهل لنهائيات 2006 في ألمانيا. وفي ذلك العام شارك منتخب الناشئين تحت 20عاما في بطولة بكندا وأذهل الجميع باحتلاله المركز الثالث.وكانت فرقتهم تضم مجموعة من اللاعبين الذين باتوا الآن من أهم العناصر في المنتخب الأول ومنهم فيدال واليكسيس سانشيز وجاري ميديل وماوريسيو بينيا.
وفي نفس العام تولى الأرجنتيني مارسيلو بيلسا تدريب المنتخب.وأصبح بيلسا الذي يوصف بالغرابة والنزعة الفلسفية والانطواء في بعض الأحيان معشوقا للجماهير في تشيلي وظلت لمساته على الفريق حاضرة حتى اليوم ومنها الضغط الشديد على الخصم والهجوم الجامح دون حذر في بعض الأحيان.وتصدى بيلسا أيضا لانعدام الانضباط ليصبح اللهو الذي خيم على رحلة إلى دبلن لخوض مباراة ودية عام 2006 وبطولة كوبا أمريكا 2007 أمورا من الماضي.وأبدى الجميع رغبته في استمراره في مهمته رغم الخسارة أمام البرازيل في نهائيات 2010 ولكن وبعد مشاحنات مع اتحاد كرة القدم في تشيلي غادر المدرب وحل محله مواطنه كلاوديو بورجي.واستكمل بورجي بناء النجاح على قواعد بيلسا في بطولة كوبا أمريكا 2011 قبل أن يسلم المهمة لأرجنتيني ثالث وهو خورخي سامباولي الذي تأهل بالفريق للبرازيل.ويمكن وصف سامباولي بأنه من تلامذة بيلسا لكنه وضع بصمته الخاصة على الفريق فضم لاعبين جددا منهم ادواردو فارجاس وتشارلز ارانجيز صاحبي الهدفين في مرمى إسبانيا.