يدرك توماس مولر أن كل المجهود الذي قام به في كأس العالم البرازيل 2014 قد يذهب أدراج الرياح في غضون 90 دقيقة في حال لم يتمكن ورفاقه في المنتخب الألماني من الفوز على الأرجنتين الأحد على ملعب "ماراكانا" الأسطوري في المباراة النهائية للنسخة العشرين من العرس الكروي العالمي.
"إن نهائي كأس العالم يشكل أكبر مباراة يمكن لأي لاعب أن يخوضها"، هذا ما قاله مولر الذي لعب دورا أساسيا في قيادة ألمانيا إلى النهائي للمرة الثامنة في تاريخها بتسجيله 5 أهداف بينها هدف في المباراة التاريخية أمام البرازيل المضيفة (7-1) في نصف النهائي.
وتابع مهاجم بايرن ميونيخ فى حديث مع موقع الا تحاد الدولى لكرة القدم "سنقدم كل شيء في هذه المعركة، كل شيء، كل مقدراتنا الذهنية والفنية. سنقدم كل شيء من أجل تحقيق النجاح في هذه المعركة".
رأى مولر، في معرض على سؤال حول أي لقب يفضل الهداف أو بطل العالم، أن تسجيله للأهداف يساعده في الناحيتين، "لكن أحدهما (بطل العالم) أهم بكثير".
وعن مقاربة الألمان لموقعتهم المرتقبة مع ليونيل ميسي ورفاقه في المنتخب الأرجنتيني، قال مولر: "يجب أن نبني هجماتنا من الخلف، أن يكون لقلبي الدفاع دورا في إطلاق الهجمات وأن يقوم خط وسطنا بتمرير الكرة بسرعة. يجب أن نشغل المساحات بشكل جيد، أن نحاول مفاجأة الأرجنتين بأقل لمسات ممكنة (للكرة). أن نلعب بسرعة نحو الأمام مع الإعتماد على لاعبي الطرفين والمخاطرة بالهجوم".
ويعلم مولر (24 عاما)، الفائز بالدوري الألماني ثلاث مرات والكأس الألمانية ثلاث مرات ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية مرة واحدة بجان المشاركة لثانى مرة فى المونديال، عما يتحدث عندما يقول "لا أعلم كيف ستكون المباراة، لكن لن تكون بنتيجة 5-0 مع انتهاء الشوط الأول (كما كانت الحال أمام البرازيل). حتى إن كانت المباراة متقاربة أو إن وجدنا أنفسنا في وضع صعب، يجب دائما محاولة المحافظة على رباطة جأشنا وفرض الإيقاع الذي نريده. سنرى من يخرج فائزا، لكننا نعرف العمل الذي يجب أن نقوم به".
وعن المقارنة بين شعور خوض نهائي دوري أبطال أوروبا ونهائي كأس العالم، يقول مولر: "إن نهائي كأس العالم يشكل أكبر مباراة يمكن لأي لاعب أن يخوضها. لا تحصل إلا كل أربعة أعوام. كأس العالم هي صاحبة القيمة الأكبر على الإطلاق، ومن البديهي أن تكون أفضل من نهائي دوري أبطال أوروبا".
من المؤكد، أن أوجه الشبه التي تجمع بين "المدفعجي" جيرد مولر نجم المانيا فى السبعينيات وتوماس مولر كثيرة جدا.
بالطبع كلاهما يحمل اسم العائلة ذاته، وكلاهما ولدا من مقاطعة بافاريا، لعب جيرد في صفوف بايرن في الستينات والسبعينات، في حين بدأ توماس مسيرته في صفوف الفريق البافاري موسم 2008-2009، كلاهما يملك حاسة التهديف، وكلاهما حمل ويحمل الرقم 13.
بيد أن أوجه الشبه تتوقف هنا حتى الآن، لأن المدفعجي يملك سجلا قلة من النجوم تستطيع أن تتبجح به، فهو توج بجميع الألقاب حيث رفع كأس العالم عام 1974، وكأس أبطال الأندية الأوروبية ثلاث مرات (1974 و75 و76)، وكأس الأمم الأوروبية مرة واحدة (1972)، بالإضافة إلى الدوري المحلي والكأس المحلي مرات عدة، وكان يحمل الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في صفوف منتخب بلاده (قبل أن يتفوق عليه كلوزه) حيث نجح في هز الشباك 68 مرة في 62 مباراة خاضها بين عامي 1966 و1974، وزارها أيضا 365 مرة في الدوري الألماني.
وشاء القدر أن يكون جيرد خلف اكتشاف توماس عام 2008 وقال بالحرف الواحد "هذا اللاعب يستطيع أن يبدأ مسيرته في الحال، يملك ميزات عدة أبرزها قدرته على التسديد بالقدمين وبالرأس ويمكن أن يشغل مركزا على الجبهة اليمنى أو اليسرى". ونال مولر الجديد الاشادة من مولر القديم الذي قال عنه "يذكرني توماس كثيرا بنفسي عندما كنت شابا، يقوم باستدارته كما كنت أفعل أنا سابقا".