لندن - قنا
أكد سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس اتحاد كرة القدم أن قطر فازت بتنظيم كأس العالم 2022 لأن ملفها كان الأفضل ولكفاحها وسط منافسين معروفين للحصول على موضع قدم.. مبديا في الوقت نفسه الاستعداد للتعاون الكامل بخصوص تحقيق الفيفا حول الملف لأنه ليس لدى قطر ما تخفيه أو تخافه.وقال سعادته في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أمس "أسبوع واحد منذ انطلاق نهائي كأس العالم 2014، وقد رأينا ما رأينا من خيبة آمال الكثير من المشجعين. لا يهم إن كان خروج إسبانيا المبكر من البطولة أو هزائم انجلترا، فهناك أسباب كروية تفسر هذه النتائج. وبالرغم من كل ما سمعتم خلال الأسابيع الماضية، هناك أيضا أسباب وجيهة لأن تتفوق قطر على منافسين معروفين وتفوز بتنظيم البطولة بعد ثماني سنوات. الأمر ببساطة هو أننا كافحنا للحصول على موضع قدم".وأوضح أنه ليس لقطر تاريخ كروي حافل. نحن دولة صغيرة. درجات الحرارة عالية خلال فصل الصيف. مع ذلك وحدها ثروتنا، ظلما، تثير الشكوك. لقد فاز ملف قطر 2022، ليس بتجاهل هذه الأسئلة الكبيرة، ولكن بتقديم إجابات مقنعة. لقد فزنا لأن ملفنا اعتبر هو الأفضل. قد يكون تاريخ قطر الكروي أحدث بكثير من أوروبا وأمريكا الجنوبية، ولكن الشغف باللعبة هنا وفي الشرق الأوسط آخذ في الزيادة يوما بعد يوم. لقد فهم أعضاء الفيفا ذلك وحرصوا على إقامة البطولة في منطقة جديدة.وأشار إلى مساهمة نهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة 1994، وفي اليابان وكوريا الجنوبية 2002 وفي جنوب افريقيا 2010 في بناء شعبية عالمية لكرة القدم. وقال إن هذه فرصة لأخذ البطولة للملايين من مشجعي كرة القدم في الشرق الأوسط.وأكد رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم أن اقتناع أعضاء الفيفا قد زاد بعد النجاح الذي حققناه في إخراج العديد من الأحداث الرياضية مثل الألعاب الآسيوية 2006 ودورة الألعاب العربية 2011 وكأس آسيا لكرة القدم 2011.. وقال إن حجم قطر الصغير أعطى لهذه الأحداث شعورا مختلفا، وهو ما يعد نقطة إيجابية أخرى لأعضاء الفيفا.. لقد تحدثنا عن بطولة كأس العالم حيث لن يضطر اللاعبون ولا المشجعون أن يقوموا برحلات جوية طويلة بين أماكن إقامة المباريات كما هو الحال في البرازيل الآن أو في روسيا بعد أربعة أعوام. لقد أدركوا كذلك أن قطر مجتمع مستقر، مسالم مع حد أدنى لمعدلات الجريمة في العالم.وأضاف ان البعض ينظر لحرارة الصيف لدينا على أنها السبب الرئيس لعدم إمكانية فوزنا عن جدارة، ولكننا أظهرنا كيف يمكن لعب ومشاهدة المباريات في جو مكيف.. لم يكن لعب البطولة في فصل الشتاء جزءا من ملفنا. قد يبدو للبعض أن وجود ملاعب مكيفة الهواء هو ضرب من الخيال، ولكن قد امتلكنا أنظمة تكييف للأحداث الرياضية المقامة في الملاعب المفتوحة منذ عام 2008.وقال أقر بأننا قد أنفقنا على حملتنا الدعائية أكثر من الملفات الأخرى، ولكنه اضاف "كان ذلك فقط من أجل مصارعة منافسينا المعروفين بدرجة أكبر. كان علينا أن نطلع العالم على بلدنا وعلى ما يمكن أن نقدمه. لكنا ومنذ اليوم الذي أطلقنا فيه حملتنا وحتى يوم إعلان فوزنا من مدينة زيورخ، كنا ملتزمين بالقواعد التزاما صارما. ولهذا نحن مستعدون للتعاون الكامل بخصوص تحقيق الفيفا حول الملف. ليس لدينا ما نخفيه أو نخافه".وأضاف ان كل ذلك لم يوقف وابل الاتهامات الهمجية المتزايدة. على سبيل المثال، نفت منظمة الإنتربول هذا الأسبوع ادعاء صحيفة الـ (صنداي تايمز) بأن المنظمة قد طالبت بفتح تحقيق جنائي حول قرار فوز قطر بتنظيم البطولة في 2022.وقال لقد أرينا الفيفا كيف أردنا لكأس العالم أن تكون حافزا لإحداث تغيير إيجابي في المنطقة. لقد كنا دوما عند التزامنا، وبالفعل شرعنا في اتخاذ عدد من الخطوات، وكمثال على ذلك تطوير قوانين العمل. لقد أكدنا أيضا إيماننا القوي بأن تنظيم نهائيات كأس العالم في الشرق الأوسط من شأنه أن يعزز التفاهم داخل المنطقة وخارجها.وأضاف "للأسف يسود عالمنا الكثير من الانقسامات وعدم التفاهم، ولكن الشغف المشترك بكرة القدم يمكن أن يزيل التحيزات ويوحد الناس حول ما لديهم من القواسم المشتركة. هذه الرسالة، والتي لم تكن أبدا أكثر أهمية، كانت في صميم ملفنا. بل هي أيضا السبب في أننا نتطلع إلى الترحيب بالعالم في بلدنا في عام 2022، وسوف يكون حدثا مذهلا".