البرلزيل ـ د.ب.أ
ما من شخص يرى في وجه المدرب لويس فيليبي سكولاري، المدير الفني للمنتخب البرازيلي لكرة القدم، واجهة لحملة ما لحقوق الإنسان، ولكن معظم البرازيليين يرون فيه الرجل المناسب لقيادة الفريق في أحرج فترة من تاريخ المنتخب البرازيلي، ومع انطلاق دور الـ16 من بطولة كأس العالم، صار «سكولاري» ولاعبوه مطالبين بقطع الخطوة الأولى على طريق تحقيق الهدف الكبير لراقصي السامبا وهو الفوز باللقب العالمي السادس من خلال بطولة كأس العالم.
وبنفس القدر الذي يناله المنتخب البرازيلي في هذه البطولة من مساندة جماهيرية، تكون الضغوط التي يواجهها «سكولاري» واللاعبون، خصوصاً بعد الأداء غير المقنع خلال المباريات الثلاث الأولى أمام كرواتيا والمكسيك وأخيراً الكاميرون.
ويدرك معظم البرازيليين جيدا منذ 2001 قدرة «سكولاري» على تحفيز لاعبيه وقيادتهم إلى تقديم أفضل العروض، بعد أن سبق له تولي قيادة المنتخب البرازيلي في عام 2001 عندما كان مستوى الفريق في واحدة من أسوأ الفترات في تاريخه، ولكنه قاده في العام التالي مباشرة إلى لقبه العالمي الخامس من خلال بطولة كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، وذلك على عكس كل التوقعات التي رافقت الفريق إلى المونديال.
وبعدها بأربع سنوات، قاد سكولاري المنتخب البرتغالي للفوز بالمركز الرابع في بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا ليكون أفضل مركز للمنتخب البرتغالي في بطولات كأس العالم منذ أربعة عقود، وكانت هذه الإنجازات مناقضة تماما لرؤية العديد من النقاد الرياضيين الذين لا يجدون في سكولاري مدربا ساطعا.
وقال المهاجم البرازيلي السابق جوزيه فيريرا نيتو، إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن «سكولاري متأخر من وجهة النظر الخططية»، موضحاً أنه «أخفق في 2012 عندما كان مديرا فنيا لفريق بالميراس البرازيلي وقاد الفريق إلى الهبوط لدوري الدرجة الثانية».
كما يستند منتقدو «سكولاري» إلى إشادته في 2001 بالديكتاتور التشيلي السابق أوجوستو بينوشيه، حيث قال سكولاري، إن بينوشيه «أصلح العديد من الأشياء في تشيلي».
كما يشير النقاد الرياضيون إلى شخصية سكولاري التي تتسم بسرعة الانفعال والغضب والتي ظهرت بوضوح عندما لكم المدافع الصربي إيفيكا دراجوتينوفيتش فى نهاية المباراة بين المنتخبين البرتغالي والصربي في 2007 بتصفيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008).
وقال المعلق والناقد الرياضي البرازيلي الشهير جوكا كفوري «فيليباو هو ذلك الناصح والمساند الذي تفضله حتى وإن كان رجعيا.. وخلال تناوله وجبة الغداء مع العائلة في أيام الأحد ، يحتسي كوبين من مشروب الكابرينها ويبدأ في القسم وفي سرد الدعابات والفكاهات القذرة ليضحك بها أبناء أشقائه. ثم يجمعهم سويا ويصطحبهم في نزهة بالسيارة. هذا هو فيليباو. في المقابل الأول، يتسم بأنه معالج نفسي ومحفز للاعبيه».
ويتفق المهاجمان البرازيليان السابقان رونالدو ودينلسون، اللذان فازا مع المنتخب البرازيلي بلقب كأس العالم 2002، مع كفوري في هذا التعريف، حيث قال هداف مونديال كوريا واليابان: «إنه مدرب متكامل تماما بأفكار واضحة عن كرة القدم. وقبل كل شيء، إنه مدير جيد للمجموعات وللناس».
ويتفق دينلسون معه ويقول: «التحفيز هو أفضل ما يجيده سكولاري.. إنه شخص حنون.. نراه كأب. يعامل اللاعبين بشكل جيد ويعتني بهم»، مشيراً إلى رسائل التحفيز التي كتبها «سكولاري» للاعبيه خلال مونديال 2002.
وقال دينلسون: «خضنا النهائي أمام ألمانيا. كانت هناك هذه الرسالة بأن البرازيل معنا وكيف يتعين علينا أن نفكر في آبائنا وأمهاتنا وفي الشعب الذي ينتظرنا. وقبل مغادرتنا الفندق، لم يكن يتحدث على الإطلاق. أعلن التشكيلة الأساسية ثم عرض لنا شريطا مسجلا لآبائنا وأطفالنا وجدودنا وهم يبعثون إلينا برسائل».
وأضاف «تعلم أن المدرب هو أهم شيء. ولكن في وقت كهذا، أن تجد والدك وابنتك يتحدثان إليك، هذا يحفزك بشكل هائل للغاية».
ومن المؤكد أن تكرار نجاح مونديال 2002 من خلال مونديال 2014، سيكون تحديا ضخما للغاية بالنسبة لسكولاري. وهو حتى الآن يحفز مواطنيه من خلال الوعود بإحراز لقب المونديال البرازيلي.
وأكد سكولاري «ألعب في البرازيل، وألعب أمام مشجعي فريقي. لدينا اللاعب الثاني عشر وهذا يصنع الفارق. لدينا فريق يتميز بالإمكانيات العالية والقدرة على المنافسة بمساندة المشجعين. سنكون أفضل دائما. لن نخوض البطولة من أجل المنافسة فحسب وإنما من أجل الفوز».