ريو دي جانيرو - أ.ش.أ
في الماضي زعمت وسائل الإعلام الإنكليزية أن اللاعبين الذين يمثلون بلادهم يكون حسّ المسؤولية والإهتمام لديهم أقلّ من ذلك عندما يلعبون مع أنديتهم. وزادت مصداقية هذا الزعم قليلاً بعد صدور الإقتباس التالي في السيرة الذاتية لجيمي كاراجر:
"الهزيمة عندما أكون مرتدياً قميص المنتخب الإنجليزي لا تؤلمني بنفس القدر عندما أكون ألعب مع النادي. لم أكن أهتم...ببساطة لم يكن مصير إنجلترا [كروياً] في طليعة قائمة أولوياتي. الخسارة كانت بمثابة خيبة أمل، أكثر منها مصيبة. أصلاً لم أكن شغوفاً باللعب لصالح إنجلترا."
لكن إن رأى المرء كيف كانت عليه حال لاعبي المنتخب الإنجليزي وهم خارجون من أرضية الميدان على ملعب ساو باولو سيقول حتماً أن كتيبة الأسود الثلاثة لعام 2014 شعورها مختلف كلياً عما عبّر عنه كاراجر. فالإحباط وخيبة الأمل كانتا واضحتين للغاية على مُحيى اللاعبين الثلاثة والعشرين وكذلك كادر التدريب، وبالأخص تلك العناصر التي دخلت المستطيل الأخضر في الخسارة بنتيجة 2-1 على يد أوروجواي.
أحد أولئك اللاعبين هو جاري كاهيل، صاحب القميص رقم 5. فقد سبق لابن الثامنة والعشرين، الذي لعب في دوريات الهواة حتى سن الخامسة عشرة، أن اختبر مرارة الهزائم في الماضي، ولكنه قال لموقع الاتحاد الدولى لكرة القدم /فيفا.كوم/ إن ما اختلج صدره عند الخروج من الملعب مساء اليوم كان مرارة تقطّع أوصال القلب.
وقال نجم تشيلسي: "كان هذا من بين أسوأ ما شعرت به في مسيرتي. إلا أن العزاء الوحيد لأنفسنا هو أننا قدمنا 110 في المئة وكلّ ما في وسعنا، فيما يتعلق بالإستعدادات والتدريب. إلا أن هذا كله لا يكون كافياً في بعض المرات. كرة القدم تنطوي على جانب قاس."
وأكمل قائلاً: "لعبنا بشكل جيد هذه المرة أيضاً، ظهرنا بشكل طيب، إلا أننا خسرنا المباراة ولم ننل شيئاً من اللقاء. كنت منخرطاً في مباريات كلاعب، وكان الأداء على المستوى الشخصي والفريق بشكل عام، أسوأ بكثير من هذا وحصدنا نتيجة إيجابية. وبصراحة، أفضل أن ألعب بشكل أسوأ وأنال نتيجة في النهاية."
رغم كل ذلك، يتمتع كاهيل بروح رياضية عالية تجعله يشيد باللاعب الذي أحدث كل الفارق في المباراة، وهو الرائع لويس سواريز الذي تألق بعودته للمستطيل الأخضر من الإصابة وسجل هدفي أوروجواي. وكان الفائز بدوري أبطال أوروبا قد واجه مراراً في الماضي هذا القناص المولود في سالتو، وفي هذه المناسبة كانت الأفضلية لابن أوروجواي البار.
وقال كاهيل عن سواريز "كان أحد أفضل اللاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، وهو لاعب عظيم لجهة إنهاء الهجمات. اقتنص الهدف الأول بشكل رائع. أعتقد أن الثاني كان فيه محظوظاً للغاية. يحتاج المرء في بعض المرات ذلك البعض من الحظ في المباراة، وهو ما كان لهم في اللقاء."
ولا بديل لكاهيل ورفاقه الآن سوى تشجيع الأزوري في موقعته المقبلة في ريسيفي، بما أن فوز الكتيبة الإيطالية سيعني بصيصاً من الأمل قبيل خوض آخر مباريات المجموعة الرابعة أمام كوستاريكا.
وختم كاهيل حديثه قائلاً: "الأمر عصيّ على الإستيعاب حالياً. ستكون أربعة أيام صعبة جداً بالنسبة لنا. ومن ناحية أخرى، نتمنى أن تقدم إيطاليا أداءاً طيباً جداً في مباراتيهما المقبلتين وأن نفوز في آخر مواجهة لنا. هذا كل ما بوسعنا القيام به الآن."