ميسي

وصف أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا ما يحدث في كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا بالبرازيل بأنه أمر رائع.
وقال مارادونا، من خلال رؤيته التحليلية للبطولة والتي يطرحها بصحيفة "الاتحاد" الإماراتية :"نحن على أعتاب بطولة مختلفة حيث الأهداف الكثيرة والممتعة التي تخطف قلوب الجماهير في أرجاء العالم كافة".
وأضاف :"أرى أن كل الفرق صغيرة كانت أو كبيرة تذهب إلى أرض الملعب من أجل إحراز الأهداف، وهذا بالنسبة لي ولكل محبي كرة القدم بمثابة الفرحة الكبرى بأن نشاهد هذا العدد الوافر من الأهداف".
وأوضح :"الأهداف الكثيرة التي أحرزت حتى الآن جزء كبير منها مسئولية المدافعين من خلال الأخطاء التي لا داعي لها وتكلف فرقهم الكثير عقب نهاية المباراة. ولا أرى مكانا للحظ حتى الآن في المونديال، فكل الفرق التي نجحت في تحقيق الفوز حققته عن جدارة واستحقاق دون أن يلعب القدر معها في أي لقاء من المباريات التي جرت في الحدث المثير جدا هذه المرة".
وقال مارادونا :"كثيرون توقعوا أن يكون مونديالا مملا ولكنه ضرب بالتكهنات عرض الحائط ودخلنا في إثارة بالغة نظرا لرغبة جميع المنتخبات في البحث عن الانتصار مهما كان المنافس. وما حدث في مباراة الأرجنتين أمام البوسنة والهرسك بداية جيدة. وأشعر بالسعادة لما قدمه ميسي وأمتن له جدا، لأننا عملنا سويا خلال المونديال الماضي".
وأضاف :"عندما شاهدت ميسي يحرز الهدف قلت لنفسي هنا يستطيع هذا اللاعب أن يفعل ما لم يفعله في المونديال الماضي حيث لم يحالفه الحظ. أتمنى أن تكون هذه انطلاقة له إلى الأمام".
وأكد مارادونا :"أريد الإشارة لنقطة مهمة للغاية مفادها أنني لم أتحدث من قبل على ميسي بشكل لا يليق لأنني أعلم هذا اللاعب جيدا من كافة النواحي، وهو لاعب ذو أخلاق ومستوى عال. ولا أملك شيئا للتحدث من خلاله عن ميسي بشكل سيء.
وأنا لست حسودا، بل بالعكس ، استطعنا جميعا أن نصل إلى منصة التتويج. هذا أمر يسعدني كثيرا وفيما يخص هدف ميسي فهو رائع جدا نظرا للدهاء والذكاء الكبيرين فيه. يستطيع التصرف ويتخذ قرار التصويب ، أو من خلال التمرير لزملائه كما فعل في الكرات الأخرى. الهدف جاء بمثابة راحة للفريق بأكمله، وميسي عندما يلعب ، ينشط فريق الأرجنتين".
وقال مارادونا :"لم أشعر بالراحة مطلقا عندما سجل منتخب البوسنة هدفه الأول في الشوط الثاني، وكانت النتيجة 2/صفر للأرجنتين، وكنت أتمنى أن تنتهي المباراة 2/صفر ولكن عندما سجلت البوسنة عادت رغبة التانجو للسيطرة مجددا".
واسترجع مارادونا ذكريات الماضي عندما شاهد مباراة الأرجنتين أمام البوسنة حيث قال :"منتخب الأرجنتين في مونديال 1986صعد مستواه تدريجيا من 6 إلى 10 ، فالبداية تكون أقل أحيانا ولكن الجيد هو الصعود دائما.
ولعبنا كل المباريات مع بلغاريا ودافعنا عن اسمنا كثيرا. الفريق الوحيد الذي واجهتنا أمامه صعوبة كان منتخب أوروجواي طبعا بسبب الرياح التي كانت في هذا اليوم التي جعلتنا لا نرى الكرة. هذه المباراة لم تمح من الذاكرة، فنحن أبدا لم نكن نستطيع أن نسجل الهدف الثاني".
وانتقل مارادونا في تحليله إلى منتخبات أخرى حيث قال :"المنتخب الفرنسي فريق متزن كثيرا، ولكن سيشعرون بالنقص الهجومي مستقبلا نظرا لغياب فرانك ريبيري. كما أن المباراة لم تكن مع فريق صعب بل هندوراس منتخب خبرته قليلة مقارنة بفرنسا".
وعن منتخب كولومبيا، قال مارادونا :"ما قدمه منتخب كولومبيا أمام اليونان كان جيدا للغاية من وجهة نظري والدليل الفوز بثلاثية نظيفة، والأهم من ذلك أيضا عدم وجود تصدعات أو شقوق في دفاع كولومبيا حيث كان رائعا للغاية، ولابد من الإشادة باللاعب ماريو ييبس، فرغم تقدم عمره لكنه ظهر بشكل قوي ومتميز".
وعن مباراة أوروغواي وكوستاريكا، قال مارادونا :"مفاجأة لم أتوقعها بخسارة أوروجواي، لأنني كنت مؤمناً بهم تماما، وأداء المنتخب الكوستاريكي وضع المنافس في حرج. كوستاريكا لم تسرق المباراة بل لعبت بذكاء وحكمة، ولم تكن نسبة التركيز عالية في صفوف أوروجواي".
وفيما يخص إيطاليا وانجلترا قال إن "ما حدث من المنتخب الإيطالي أمام انجلترا جعلني سعيدا بالمباراة بشكل عام.
والإيطاليون أظهرو سرعة فائقة مع دقة وتركيز في التحركات ولاحظت أنهم يبحثون عن مرمى انجلترا من أي مكان، وهذا شيء إيجابي في عالم الكرة.
وكانت رغبة إيطاليا في الانتصار قوية وهو ما حدث، وهذا لا يقلل من كفاءة انكلترا".