ريو دي جانيرو - أ.ش.أ
تشهد مباراة البرازيل وكولومبيا فى دور الثمانية لبطولة كأس العالم فى البرازيل مواجهة من نوع خاص تعشقه الجماهير بين نيمار نجم البرازيل وجيمس رودريجيز نجم كولومبيا اللذان يحملان آمال بلديهما فى الصعود للمربع الذهبى حيث يتصدر جيمس ترتيب الهدافين برصيد خمسة اهداف بينما يأتى نيمار فى المركز الثانى مناصفة مع الارجنتينى ليو ميسى برصيد اربعة اهداف.
ويتشابه النجمان فى العديد من الامور حيث يحملان الرقم 10 بالقميص الأصفر، ويبلغان من العمر 22 عاما ولكن لن يكون هناك سوى واحد منهما فقط في الدور نصف النهائي! البرازيلي نيمار ضد الكولومبي جيمس رودريجيز في قمة الدور ربع النهائي للنسخة العشرين من كأس العالم البرازيل 2014 FIFA.
ويملك اللاعبان مؤهلات فنية خارقة. جيمس رودريجيز ونيمار بإمكانهما مراوغة أي مدافع. يعطيان الانطباع بأن الكرة تلتصق بقدميهما. بإمكانهما التحكم في الكرات الصعبة ويتمتعان بخفة حركة استثنائية. جيمس يلعب بقدمه اليسرى فيما يلعب نيمار بالقدم اليمنى لكنه أكثر مهارة مثلما يتضح من خلال الهدف الذي سجله في مرمى كرواتيا في الدور الأول. فنيا، تميل الكفة قليلا إلى نيمار الأكثر بهلوانية أيضا.
ويبلغ طول جيمس متر وثمانين سنتيمترا ويقل نيمار بواقع خمسة سنتيمترات .و أسلوب لعب جيمس يشبه كريستيانو رونالدو، حيث بإمكانه الركض والمراوغة بقوة خلافا لنيمار الذي على الرغم من ذلك ليس لاعب هشا: يمكن أن يتلقى الضربات ولكنه لا يخاف. الامتياز للكولومبي على أي حال.
كما ان كلاهما قادران على التفوق على المدافعين بالسرعة ولكن نيمار يركض بسرعة كبيرة جدا في حين أن جيمس يركض فقط... بسرعة. التفوق لنيمار.
من ناحية اخرى تمثل ضربات الرأس نقطة الضعف بالنسبة إلى اللاعبين. ولكن جيمس أظهر في كأس العالم أن بإمكانه التسجيل بالرأس وأنه مرتاح داخل المنطقة. نيمار ينفذ ركلات الركنية من الجهة اليمنى ولكن على الرغم من قصر قامته 75ر1 م فبإمكانه القفز عاليا جدا داخل المنطقة أو الإرتماء بمتابعة الكرة برأسه. تعادل اللاعبين.
وكلا اللاعبين يرتديان الرقم 10، ولكن جيمس هو الأكثر تقمصا لمركز اللاعب صاحب الرقم 10 من نيمار. كان رودريجيز أفضل ممرر في بطولة فرنسا، يبدع في التمريرات العمياء، والكرات العرضية، والكرات الثابتة والانحرافات الصغيرة. نيمار هو أكثر من الرقم 10، فهو مهاجم يمكنه أيضا القيام بتمريرات حاسمة ولكنه يفضل أن يكون في استقبال الهجمات. الامتياز للكولومبي.
اما عن الحس التهديفى فحدث ولاحرج، فجيمس رودريجيز هو الهداف الحالي لكأس العالم (5 أهداف). لذلك من الصعب القول أنه لا يملك موهبة هز الشباك، ولكن أهدافه كانت عبارة عن لمحات فنية أكثر من مجرد أهداف يسجلها قلب هجوم. كما بإمكان نيمار صاحب 35 هدفا (بينها 4 في كأس العالم) في 53 مباراة دولية، تسجيل أهداف بلمحات فنية رائعة أيضا ولكن لديه الحاسة السادسة التي تسمح له بالتوقع وأن يكون هدافا حاسما داخل وخارج المنطقة. التفوق لنيمار.
ورغم سنهما الصغيرة نوعا فإنه في سن الثانية والعشرين، يتضمن سجل نيمار لقب كأس القارات والمشاركة في العديد من البطولات الكبرى (كوبا أميركا والألعاب الاولمبية)، كما لعب تقريبا ضعف المباريات الدولية التي خاضها جيمس (26 مباراة دولية و10 هدفا). الامتياز لنيمار.
ولكن تخوض البرازيل النهائيات تحت ضغط كبير. ضد تشيلي، بدا البرازيليون مشلولين بسبب الضغوطات. نيمار أقل شيئا ما من زملائه ولكنه على الرغم من ذلك حصل على بطاقة صفراء "غبية" ضد كرواتيا. بفضله خرجت البرازيل فائزة في هذه المباراة، كما أنه نجح في ترجمة ركلتي جزاء سنحتا أمامه حتى الآن الأولى أمام كرواتيا والثانية الركلة الترجيحية الخامسة أمام تشيلي في ثمن النهائي. على العكس، يلعب جيمس متحررا تماما ونجح في كل محاولاته. تم الاستخفاف بكولومبيا قبل البطولة بسبب غياب نجمها راداميل فالكاو جارسيا للإصابة، لكن كل شىء تغير الآن بفضل رودريجيز. يصفه زملاؤه ومدربوه دائما ب"رباطة الجأش" على الرغم من صغر سنه. الأفضلية لجيمس.
وبالنسبة للادوار الدفاعية فإنه رغم انه يتألق النجوم دائما عبر المحاولات الهجومية التي يخلقونها ويشنونها، ولكن مدربيهم يطالبونهم دائما بالدفاع للدفاع. في هذه الناحية، يقوم جيمس بالمهمة بشكل عاد. لا علاقة لذلك مع العمل الدفاعي القتالي لنيمار، والذي غالبا ما يستشهد به سكولاري. الامتياز لنيمار.
والسؤال هو من سيحسم المواجهة الثنائية ومن يكون التألق من نصيبه ليقود منتخب بلاده للدور قبل النهائى لمونديال البرازيل 2014؟