فيضان

تسببت الأمطار الغزيرة، أمس الأحد فى تجمع كبير للمياه فى مسرح بصرى السورى، مما تهدد مساحات كبيرة من المتحف.

يذكرأن، نحت مسرح بصرى من الحجر البازلتى الأسود، وهو يتسع لأكثر من خمسة عشر ألف متفرج، ويبلغ ارتفاع جدرانه نحو 22 متراً وعرضه 54 متراً وقطره حوالى المائة متر، ويتألف من ثلاثة أقسام هى منصة التمثيل المزينة بمحاريب وأبواب كبيرة، والمدرج الذى يتألف من سبعة وثلاثين درجة، وساحة تتوسطهما على شكل نصف دائرة، كانت مخصصة لجلوس العازفين وإقامة الشعائر الدينية، ويتميز بكثرة مداخله، بحيث يمكن للجمهور أن يخلى المسرح خلال عشر دقائق فقط، وحافظ مسرح بصرى على معظم أجزائه، حتى أنه يعد اليوم المسرح الأكمل من نوعه فى العالم، ويُرجع عدد من المختصين ذلك إلى إنشاء القلعة من حوله، بجدرانها وأبراجها الأيوبية الأحد عشر، والتى أسهمت إلى حد بعيد بالحفاظ عليه، ولاسيما أن المسرح جرى إلغاء دوره فى بعض المراحل التاريخية وأقيمت فى تجويفه أبنية أخرى، ظلت موجودة حتى خمسينيات القرن الماضى، حيث جرت إزالتها فى عملية ترميم واسعة وعلى عدة مراحل، لكشف المسرح المتوارى تحتها.

وتقع مدينة بصرى على هضبة حوران، وتبعد مسافة 140 كم إلى الجنوب من دمشق، ومسافة 40 كم إلى الشرق من مدينة درعة، وهى عاصمة العرب الأنباط، وعاصمة المقاطعة العربية التى تشمل بلاد الشام والجزيرة العربية فى الإمبراطورية الرومانية. وتعد واحدة من أقدم المدن فى بلاد الشام، وكثيراً ما يخطئ البعض فينسب مدرج بصرى إلى الرومان، لكن الحقيقة أن مصمم هذا الصرح المعمارى العظيم هو المهندس البارع أبولودورو الدمشقى، الذى وظف علوم الفيزياء فى إبداعه المعمارى، فوضع للمسرح تصميماً فريداً من نوعه فى ذلك الزمن.