بيروت - العرب اليوم
إسم مي شدياق من الأسماء المؤثرة التي تُحدِث تفاعلاً، إيجاباً أو سلباً، وليس إسماً عادياً مجرداً، بل له وقعُه على أذن مؤيّديه أو معارضيه. تسميتُها وزيرةً من حزب «القوات اللبنانية» في الحكومة تخلق بدورها ردود فعل متفاوتة. بالنسبة إلى «القواتيين» وإلى مليون ونصف مليون لبناني توحّدوا في 14 آذار 2005، أن تصبح شدياق «معالي الوزيرة» إشارة تحفيزية.
منذ الانتخابات النيابية في أيار 2018 أوصل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى شدياق رسالةً مفادها: «ستكونين وزيرة «القوات» في الحكومة المقبلة».
شدياق بالنسبة إلى مناصري «القوات» ليست فقط «قواتية مناضلة» إنما وجهاً إعلامياً بارزاً، و«امرأة صلبة» لم تَخَف يوماً من المواجهة ومن إشهار مبادئها وآرائها ومن معارضة الوجود السوري في لبنان منذ ما قبل 2005.
لحظة مصيرية نقلت شدياق من صفوف وجوه 14 آذار إلى صفّ المُستهدَفين منهم والشهداء الأحياء. فبعد ستة أشهر على اغتيال الرئيس رفيق الحريري في عام 2005، تعرضت شدياق لمحاولةِ تفجيرِ سيارتها ما تسبّب في فقدانها ساقها اليسرى وذراعها. لكنّ هذا الاستهداف لم يحبط من عزيمتها ولا أوقف مسيرتها الإعلامية والنضالية.
طرحُ إسم شدياق لتسلُّم وزارة الثقافة لم يكن بالأمر المفاجئ، فمَن يشارك في الأحداث الثقافية على أنواعها في لبنان يعلم أنّ شدياق تكون أوّل الحاضرين دائماً. وكان يُؤمل في ظلّ التراجع الثقافي وانعدام اهتمام الدولة بهذا القطاع الأساسي، أن تعيد شدياق المُهتمّة بمختلف ميادين الثقافة الاهتمامَ الرسمي بها.