بيروت - العرب اليوم
لا يمكن الكلام عن سبب واحد أدى إلى تأليف الحكومة اللبنانية، بل هناك 5 أسباب أساسية ساهمت مجتمعة في ولادتها في هذا التوقيت بالذات. يتأثر لبنان بما يجري في محيطه، وهذا أمر طبيعي وتاريخي، وهذا ما دفع القوى المؤسسة للكيان اللبناني إلى اعتماد او إقرار مبدأ الحياد تجنّباً لنقل نزاعات الخارج إلى الداخل، والتحييد لم يحل دون ان يتأثر لبنان برياح غربية من هنا وعربية من هناك، ولكن لم يسبق ان كان فاقداً قراره كما كان عليه الوضع إبّان حقبة الوصاية السورية.
وبعد خروج الجيش السوري عام 2005 استعاد لبنان جزءاً من قراره وحيويته الداخلية، فيما الجزء الآخر ظل خارجيّاً بفعل دور «حزب الله» الإقليمي ورفضه تسليم سلاحه للدولة اللبنانية. وعلى رغم من ذلك استعادت الحياة السياسية الداخلية وزنها وتأثيرها، وأصبحت العوامل الداخلية تطغى أحياناً على العوامل الخارجية، وهذا ما حصل مع انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، ولكن الأهم في كل ذلك انّ التدخل الخارجي لم يعد مرئياً ولا فظاً ولا مباشراً.
فالتدخلات الخارجية تحولت تمنيات وتحذيرات، وهذه التدخلات لم تنجح مثلاً في ثَني عون عن ترشحه للانتخابات الرئاسية، ولم تنجح ايضاً في دفع خصومه الى انتخابه.
وهذا الانتخاب لم يحصل إلّا نتيجة التفاهمات التي أبرَمها عون مع «القوات اللبنانية»، ومن ثم مع تيار «المستقبل»، وأخيراً مع «الحزب التقدمي الإشتراكي»، واضعاً نفسه على مسافة واحدة من الجميع، أي انتقاله من موقع الطرف إلى موقع الوسط.