الأمم المتحدة

دفعت الأوضاع التي تعيشها ليبيا بالأمم المتحدة إلى تأجيل عقد "المؤتمر الوطني" بين الفرقاء الليبيين، الذي كان مقررا تنظيمه في منتصف أبريل/نيسان، إلى أجل غير مسمى. وقال الموفد الأممي إلى ليبيا غسان سلامة: "لا يمكن لنا أن نطلب الحضور للمؤتمر، والمدافع تضرب والغارات تشن". أما ميدانيا، تواصل قوات حفتر هجومها باتجاه طرابلس وسط معارك عنيفة مع قوات حكومة الوفاق الوطني.

قررت الأمم المتحدة مساء الثلاثاء إرجاء "المؤتمر الوطني" بين الأطراف الليبية الذي كان مرتقبا في منتصف أبريل/نيسان، إلى أجل غير مسمى بسبب المعارك في جنوب طرابلس، فيما يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا الأربعاء حول هذا البلد.

وقال الموفد الأممي إلى ليبيا غسان سلامة "لا يمكن لنا أن نطلب الحضور للمؤتمر، والمدافع تضرب والغارات تشن"، مؤكدا تصميمه على عقده "في أسرع وقت ممكن".

وسيشرح سلامة قراره هذا أمام مجلس الأمن الدولي الذي يعقد الأربعاء جلسة طارئة مغلقة في شأن ليبيا، بحسب ما أعلن دبلوماسيون في نيويورك الثلاثاء.

وكان مقررا أن يبحث المؤتمر في وضع "خريطة طريق" لإخراج البلاد من الفوضى ومن أزمة سياسية واقتصادية غير مسبوقة منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.

الوضع الميداني

من المرتقب أن يعاد مساء الثلاثاء فتح مطار طرابلس أمام الرحلات الليلية فقط بعد أن كان تعرض لغارة جوية، اضطرت معها السلطات إلى إغلاقه.

وقال المتحدث باسم الخطوط الجوية الليبية محمد قنيوة إن سلطة الطيران المدني قررت "استئناف الرحلات الليلية فقط، حتى إشعار آخر".

ميدانيا، قال العقيد محمد قنونو، المتحدث باسم القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، إن منطقة وادي الربيع كانت تحت سيطرتها الثلاثاء، وتم دفع قوات حفتر إلى منطقتي سوق الخميس والعزيزية جنوبا.

وأكد قنونو أن قوات حكومة الوفاق الوطني شنت غارات جوية على مواقع "الجيش الوطني الليبي" جنوب طرابلس، وعلى خطوط الإمداد التابعة له في وسط البلاد.

وتواصل قوات حفتر هجومها باتجاه طرابلس وسط معارك عنيفة مع خصومها الموالين لحكومة الوفاق الوطني، ما أدى إلى سقوط 35 قتيلا ونزوح أكثر من 3400 شخص حتى الآن.

وكانت المعارك استؤنفت صباح الثلاثاء جنوب العاصمة، في جسر بن غشير ووادي الربيع (حوالي 30 كم)، بحسب مصدر أمني في طرابلس.

ورغم العنف الذي يطرق أبواب العاصمة، يواصل سكان طرابلس حياتهم بشكل اعتيادي مع تواصل العمل في الدوائر الحكومية والمدارس والشركات.

ويتضرر اللاجئون أكثر من هذه الأوضاع، حيث أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أنها أجلت أكثر من 150 لاجئا من مركز اعتقال ليبي جراء الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها العاصمة، قائلة إنه يمكن أن تكون هناك حاجة إلى إجراء مماثل في مناطق أخرى.