صنعاء - العرب اليوم
شهدت العاصمة اليمنية صنعاء ليل السبت الأحد غارات جوية للتحالف بقيادة السعودية، وصفها مواطنون بأنها أشد الضربات خلال عام، وذلك في وقت تجد فيه الأمم المتحدة صعوبة في تنفيذ اتفاق سلام جرى التوصل إليه الشهر
الماضي. وذكر متحدث باسم التحالف أن طائراته الحربية هاجمت سبع منشآت عسكرية تستخدم لعمليات الطائرات المسيرة في صنعاء الخاضعة لسيطرة قوات الحوثيين المناوئة.
وتخوض حركة الحوثي المتحالفة مع إيران الحرب ضد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وتركت الملايين على شفا المجاعة.
الطائرات الحربية هاجمت أهدافا عسكرية
وذكر تلفزيون العربية إن الطائرات الحربية التابعة للتحالف هاجمت عدة أهداف عسكرية بينها قاعدة الدليمي الجوية وموقع لتخزين الطائرات المسيرة ومعسكرات تدريب. وأبلغ مسعفون وسكان بأن مدنيين على الأقل قتلا وأصيب آخرون في الضربات التي دمرت منازل أيضا.
مصنع للبلاستيك كان من ضمن أهداف الضربات الجوية
وأفاد تلفزيون المسيرة الذي يديره الحوثيون اليوم الأحد بأن التحالف الذي يسانده الغرب شن 24 ضربة جوية على صنعاء منذ مساء أمس السبت، منها أربع ضربات على القاعدة الجوية. وقال إن أهدافا غير عسكرية تعرضت للقصف أيضا مثل مصنع للبلاستيك ذكر التلفزيون أن حريقا كبيرا نشب فيه.
وأظهرت لقطات حفرة كبيرة إلى جانب المصنع ومنازل قريبة تعرضت لأضرار.
وقالت مواطنة من صنعاء تدعى أروى عبد الكريم إن "الغارات كانت عنيفة للغاية ولم نشهد مثلها منذ عام... المنزل اهتز كثيرا لدرجة أننا ظننا أنه سيسقط على رؤوسنا".
الهدنة الهشة في الحديدة
ويثير التصعيد في القتال الشكوك بشأن عقد جولة ثانية من المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة هذا الشهر بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات والتي أودت بحياة آلاف الأشخاص. ويأتي ذلك التصعيد في أعقاب هجوم دام بطائرة مسيرة شنه الحوثيون قبل عشرة أيام على عرض عسكري للحكومة اليمنية.
وأطيح بهادي من السلطة في 2014، وتدخل تحالف من الدول السنية بقيادة السعودية والإمارات في 2015 في محاولة لإعادته لسدة الحكم.
محاولات الأمم المتحدة أمام تصعيد من الجانبين
وتحاول الأمم المتحدة تنفيذ وقف لإطلاق النار واتفاق لانسحاب القوات في مدينة الحديدة الساحلية، المنفذ الرئيسي لمعظم الواردات والمساعدات إلى اليمن.
والهدنة متماسكة إلى حد بعيد في الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون ويحتشد آلاف من القوات التي يساندها التحالف على مشارفها. لكن سحب كلا الجانبين للقوات توقف بسبب خلاف على من سيسيطر على المدينة الواقعة على البحر الأحمر.
وجرى التوصل إلى الاتفاق خلال محادثات رعتها الأمم المتحدة في السويد الشهر الماضي، وهو أول تقدم ملموس في جهود السلام في خمس سنوات لتفادي هجوم شامل على الميناء.
وتنتقد الجماعات الحقوقية التحالف بسبب الضربات الجوية التي أودت بحياة آلاف المدنيين في المستشفيات والمدارس والأسواق منذ 2015 . كما تنتقد الحوثيين لهجماتهم الصاروخية على المدن السعودية، بما فيها العاصمة الرياض.
وتضغط الدول الغربية، وبعضها يزود التحالف بالأسلحة ومعلومات المخابرات، على الرياض وأبوظبي لإنهاء الصراع الذي دفع اليمن إلى شفا المجاعة. ويُنظر إلى الصراع في المنطقة إلى حد بعيد على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران. وينفي الحوثيون تلقيهم أي دعم من إيران ويقولون إن ثورتهم تستهدف الفساد.