الرياض – العرب اليوم
أناب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مستشاره أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ الأمير خالد الفيصل، لافتتاح الدورة التاسعة للسوق مساء الأربعاء في موقع السوق في منطقة العرفاء في محافظة الطائف، بحضور ومشاركة عدد من الأمراء والوزراء والأدباء والمثقفين والأكاديميين من داخل المملكة وخارجها، وعدد كبير من الحرفيين المشتغلين في الصناعات التراثية القديمة.
وأكد الأمير خالد الفيصل، أن سوق عكاظ سيواصل هذا العام كما في الأعوام الماضية رسالته الإنسانية والحضارية والتنموية التي تنطلق للعالم برؤية مستقبلية من أرض الحرمين الشريفين ومهد الحضارتين العربية والإسلامية، ترعاه قيادة حكيمة رشيدة آمنت بأن العلم والإيمان لا يختصمان، وتعهدت بالعمل بلا كلل ولا ملل لصناعة الغد السعودي المشرق بالرفاه المزدهر بالمحبة والتسامح الفخور بعقيدته وإيمانه.
وأضاف أن سوق عكاظ كان ولا زال يستمد نهجه من رؤية القيادة السعودية التي تمثلت في نهج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بدعوته الصادقة والمخلصة إلى تبني التعايش محل النزاع والمحبة محل الأحقاد والصداقة محل الصدام، للدفاع عن الإنسانية في مواجهة التطرف والكراهية عبر تبنيه تلك المفاهيم من خلال أنشطته وبرامجه الثقافية والعلمية والفنية والتراثية.
وأفاد الفيصل: "تنمية الثقافة والفكر والأدب وتشجيع العلوم والمعارف الحديثة ورعاية الموهبة وتشجيعها طريقنا نحو بناء الحضارة الإسلامية الجديدة، لنؤكد للعالم أجمع أن الإسلام دين ودنيا، وأن المسلم جهاده الأول في بناء الإنسان وتعمير الأوطان وسلاحه العقل والقلم".
وأوضح أن سوق عكاظ وهو محفل للفكر والثقافة والأدب ومنتدى للحوار وحاضنة للإبداع والتميز للمثقفين والمفكرين والأدباء والشعراء، داعيًا رجال العلم والمعرفة والمثقفين والأدباء والمفكرين إلى احتضان سوق عكاظ ورعايته كما يجتهد هو لاحتضانهم ورعايتهم من خلال حرصهم على المشاركة في أنشطته وبرامجه وإثرائه بعطائهم وإبداعاتهم المميزة، مؤكدًا أن نجاح سوق عكاظ سيحسب للمشاركين فيه من الأدباء والشعراء والمبدعين والحرفيين قبل أن يحسب للعاملين على تنظيمه وإعداد أنشطته وبرامجه.
ويشهد حفل الافتتاح تتويج الشاعر العراقي هزبر محمود ببردة شاعر عكاظ، وحسن طواشي ببردة شاعر شباب عكاظ، وكذلك تكريم الفائزين بمسابقات الخط العربي، والتصوير الضوئي، ولوحة وقصيدة، فضلا عن عرض مسرحية لبيد بن ربيعة "سراة الشعر والكهولة".
وبيّن أمين سوق عكاظ الدكتور سعد مارق أن سوق عكاظ لا يسعى فقط إلى أن يكون واحدًا من أبرز المناسبات الثقافية والأدبية والتراثية السعودية بل يتطلع إلى الأفقين العربي والعالمي، ويسعى إلى التعبير الجلي عن التطور الذي تشهده بلادنا في هذه المرحلة في الجوانب الاقتصادية والتجارية والصناعية والثقافية، مضيفًا أن سوق عكاظ الأربعاء يستعيد دوره التاريخي كحاضنة للإبداع الثقافي والأدبي والشعري والفني بإقامة العروض المسرحية والمعارض الفنية إلى جانب إحياء الموروث الوطني ودعمه وتشجيعه والمحافظة عليه كما بدأ في مد جسوره للغد عبر برنامج "عكاظ المستقبل" الذي يسعى إلى نقل المعارف الحديثة والعلوم التقنية إلى المتلقي العادي والتعريف بإسهامات المملكة لزوار المهرجان والمهتمين بهما.
وأبرز "إن سوق عكاظ سيقدم لزائريه هذا العام برنامجًا ثريًا ومتكاملًا يضم عناصر عدة فكرية وأدبية وثقافية وعلمية وتراثية تعبر عن رؤية سوق عكاظ وأهدافه من خلال مد جسور بين الماضي والحاضر والمستقبل"، مشيرًا إلى تكاتف جهود وزارات وجهات حكومية عدة من أجل إنجاح سوق عكاظ عبر إشرافها على أعمال التنظيم وإعداد أنشطته وبرامجه المتنوعة في مقدمتها إمارة منطقة مكة المكرمة، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ووزارة التعليم، ووزارة الثقافة والإعلام، ومحافظة وأمانة وجامعة الطائف".
وشدد على حرص جميع هذه الجهات على تطوير القديم وتقديم الجديد كل عام لإثراء الزائر ومنحه الفائدة والمتعة معًا، مشيرًا إلى أن برنامج الأنشطة والفعاليات سيبدأ الأربعاء وينتهي الأحد المقبل ويشمل محاضرات لتجارب الكتاب وندوات فكرية و16 أمسية شعرية، فضلًا عن مسابقة المساجلات الشعرية، وبرامج جادة، وعرض مسرحية رئيسة تجسد شخصية أحد شعراء المعلقات المشهورين وهو لبيد بن ربيعة بعنوان "سراة الشعر والكهولة".