سلاف فواخرجي

أكدت النجمة السورية سلاف  فواخرجي خلال افتتاح عروض تجربتها الإخراجية الأولى فيلم "رسائل الكرز" الذي كتبت له السيناريو بنفسها عن قصة للأديب نضال قوشحة، أن الفيلم هو رسالة مؤمنة بسورية وبالسوريين الأوائل الذين كتبوا تاريخ هذا الوطن بمداد الأرجوان، وهاهم يكتبونه بحبر الكرز فداء وذودًا عن تاريخهم وأرضهم وحضارتهم.

وأضافت سلاف فواخرجي مخاطبة جمهورها الذي حضر بكثافة لحضور عرض الافتتاح: "عناقيد كرز تمتد من فلسطين إلى الجولان تحكي قصة عشق بين شاب وفتاة بين شعب وأرض بين هوى وهوية ورسائل كرز كتبت حروفها من حبر كرز الجولان، حبر بحنو القلب ولون الدم حبر يخفق بالحب وتتقطع شرايينه بالحرب حتى ضاعت من رسائله الحروف، أما آن للناي أن يستريح وللبيت أن يعود".

ويعتبر الفيلم  الذي يمتد على 72 دقيقة بمثابة قصيدة سينمائية وطنية، فتاريخ شخصيات الفيلم مستلهمة من يوم السابع عشر من نيسان / أبريل من عام 1946 كمولد لبطل الفيلم "علاء" الذي جسد شخصيته الفنان محمود نصر وقصة حبه للفتاة الجولانية "سما" التي جسدت شخصيتها الفنانة دانة مارديني، لتشكل هذه البداية افتتاحية للغة سينمائية تجاوزت الصورة إلى رمزية تخطت الأسلاك الشائكة بين أهل الجولان السوري المحتل ووطنهم الأم معيدة ذكرى النزوح عن الأرض عام 1967 دون أن تهمل تسلسلها التاريخي.

واستطاع الفيلم الذي حاز مؤخرًا على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان الإسكندرية الدولي، أن ينقل أجواء بصرية لافتة من حيث مقاربته لمناخ أرض الجولان العربي السوري المحتل جاعلًا من البشر والحجر مادة أساسية في تناول تشبث الإنسان بأرضه وقدرة الحب على مواجهة الطغيان منتقلًا بين مراحل زمنية عدة شهدتها سورية منذ نيلها للاستقلال وحتى عام 2013.

وتجلت إدارة لافتة للممثل في "رسائل الكرز" عبر أداء الفنان غسان مسعود الذي أدى شخصية عازف الناي الأعمى عطا الله الحيفاوي، حيث رمزت هذه الشخصية إلى تجذر الإنسان العربي في أرضه وسخطه على من ترك فلسطين من العرب "القادرون والساكتون" كما جاء على لسان الشخصية التي فجرت غضبها بعد نكبة 1948 وما قامت به العصابات الصهيونية من جرائم يندى لها جبين الإنسانية في القرى والمدن الفلسطينية، ليلقي الفيلم عبر هذه الشخصية الضوء على وحدة المصير السوري الفلسطيني عندما يقول الفنان ناصر مرقبي على لسان شخصية الأب: "اللي ما بيحب فلسطين ما فيه يحب سورية".

وتمكنت فواخرجي في عملها الإخراجي الأول، من انتزاع تكريمها الخاص في الندوة التي أعقبت العرض على يد الفنان الكبير دريد لحام الذي قدم لها درع التكريم فبادرته بالقول: "أشعر أن التاريخ يكرمني هذه الليلة".

بدوره أفاد الفنان لحام: "عشقت كل ذرة تراب في سورية وعشقت كل لحظة من عمر سورية وأخذها هذا العشق لتدون رسائل محبة إلى تراب الجولان جولان الفخر والصمود والانتماء، هذا الانتماء الذي يختبئ عبر الأسلاك الشائكة وحواجز الفصل بينه وبين أمه سورية لتحدق خفقات القلوب من جانب لتحط في القلوب على الجانب الآخر، سيبقى الجولان شامخًا مقيمًا في الوجدان وفي رسائل الكرز، سلاف الزميلة المتميزة في الفن والشريكة الرائعة في الوطن أن هذا التكريم يتكرم بك وإلى رسائل جديدة في عشق وطن خذله بعضنا".