القاهرة ـ أسامة الهواري
ينتمي الفنان محمد فوزي إلى الجيل الثاني من المجددين في الموسيقى العربية، وهو الملحن والمطرب تلقائي الموهبة اشتهر بأغاني أفلامه، وتمتع بشخصية مرحة جذبت إليه جمهور السينما، كما اشتهر بتلحينه أغاني خالدة للأطفال أحبها الصغار والكبار وذاعت شهرتها وامتدت حتى يومنا هذا.
ويعد محمد فوزي عبد العال حبس الحو، أو كما اشتهر باسمه الفني "محمد فوزي" فنانًا مصريًا شاملًا، ولد يوم 28 آب/أغسطس لعام 1918م في قرية كفر أبو جندي في مركز طنطا في محافظة الغربية لعائلة متوسطة الحال، وهو يأتي في الترتيب 21 من بين أصل 25 ولدًا وبنتًا منهم المطربة هدى سلطان، حصل على الشهادة الإعدادية من معهد فؤاد الأول للموسيقى في القاهرة ولكنه ترك الدراسة فيما بعد.
وتعلم محمد فوزي، أصول الموسيقى منذ طفولته على يد صديق والده محمد الخربتلي الذي كان يصحبه للغناء في الموالد والأفراح، فتعلق بالموسيقى وتأثر بأغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم التي كان يغنيها في احتفالات المدينة في مولد السيد البدوي، وكان ولع محمد فوزي بالموسيقى السبب الأساسي في تخليه عن الدراسة حيث حضر إلى القاهرة عام 1938م وعمل في ملهى الشقيقتين رتيبة رشدي قبل أن تغريه بديعة مصابني بالعمل في صالتها.
وتعرّف محمد فوزي في ملهى بديعة على فريد الأطرش ومحمد عبد المطلب ومحمود الشريف واشترك معهم في تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها، مما شجعه على دخول امتحان الإذاعة كمطرب وملحن، ولكن على الرغم من نجاحه كملحن ورسوبه كمطرب إلا أن هاجس الغناء كان مسيطرًا عليه فقرر إحياء أعمال سيد درويش التي أتاحت له الفرصة للتعاقد مع الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى كممثل ومغني في مسرحية "شهرزاد" لسيد درويش.
ولحق فوزي بركب السينما عام 1944 وامتد نشاطه السينمائي في أكثر من 30 فيلمًا حتى عام 1959 وكان أول ظهور لمحمد فوزي في السينما في دور ثانوي في فيلم "سيف الجلاد" عام 1944 أسنده إليه يوسف وهبي، وثاني أفلامه كان "قبلة في لبنان" أمام أنور وجدي ومديحه يسري، ثم كانت أول بطولة سينمائية له عام 1946 في فيلم أصحاب السعادة أمام المطربة نور الهدى.