الفنانة الفرنسية فرانس غال

 توفيت الفنانة الفرنسية فرانس غال وهي من أبرز نجمات الغناء في فرنسا خصوصا خلال الستينات والسبعينات، الأحد عن 70 عاما إثر مضاعفات اصابتها بالسرطان.

وقالت المتحدثة باسمها جنفياف سلامة في بيان لوكالة فرانس برس "ثمة كلمات نأبى التلفظ بها يوما. لقد انضمت فرانس غال إلى +الجنة البيضاء+ في السابع من كانون الثاني/يناير بعد تحديها منذ عامين بصمت وشموخ مضاعفات اصابتها بالسرطان".

ونعى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المغنية الراحلة قائلا "فرانس غال عبرت الأزمنة بفضل صدقها وسخائها"، وذلك على هامش مشاركته في احياء الذكرى السنوية الثالثة للهجوم على مكاتب مجلة "شارلي ايبدو" الساخرة في باريس.

وأضاف ماكرون "هي تترك أغنيات يعرفها جميع الفرنسيين ومثالا يحتذى به عن حياة زاخرة بالاهتمام بالآخرين، أولئك الذين كانت تحب وتساعد".

وقد واجهت المغنية الشقراء مصاعب كبيرة في حياتها. فبالإضافة لوفاة زوجها المغني والمؤلف الموسيقي ميشال بيرجيه في عز عطائه عن 44 عاما سنة 1992، اكتشفت اصابتها بسرطان الثدي في العام التالي.

كما أن احد ولديها من بيرجيه، وهي ابنتها بولين، توفيت أيضا جراء اصابتها بالتليف الكيسي سنة 1997.

- زوجة وملهمة -

وبعد هذه الصدمة، احتجبت فرانس غال عن الأضواء. غير أنها خرجت عن هذا الصمت في 2015 من خلال المسرحية الاستعراضية "ريزيست" التي أعادت تسليط الضوء على الأغنيات الناجحة للثنائي الذي شكلته مع بيرجيه. وهي أطلت في هذا العمل عبر الفيديو من دون الاداء على المسرح.

وقد شكل لقاؤها سنة 1973 مع ميشال بيرجيه بعيد انفصاله عن المغنية فيرونيك سانسون، محطة حاسمة في حياة فرانس غال، إذ دخلت معه هذه الفنانة المولودة في كنف عائلة فنية في 9 تشرين الأول/اكتوبر 1947 في باريس باسم ايزابيل، مرحلة من النضج الفني بوصفها ملهمته وزوجته ومؤدية أغنياته على مدى ما يقرب من عقدين.

وولّد هذا الاتحاد بينهما أغنيات ناجحة عدة بينها "إيل جويه دوبيانو دوبو" و"ريزيست" و"إيلا أيل لا" و"باباكار"، اضافة الى سبعة ألبومات والكثير من الحفلات أشهرها حفل مشترك قدماه على قاعة "باليه ديسبور" في باريس العام 1982.

وقالت فرانس غال إنها "ولدت مع ميشال بيرجيه"، غير أن نجما آخر في مجال الغناء الفرنسي هو الذي أطلق مسيرتها. فقد كتب المغني والمؤلف الموسيقي سيرج غانزبور لها في العام 1964 أغنيتي "نيكوت با ليزيدول" و"ليس تومبيه لي في" قبل إعطائها اغنيتها الشهيرة "بوبيه دو سير بوبيه دو سون" التي فازت بفضلها بمسابقة "يوروفيجن" الغنائية العام 1965.

وأشادت وزيرة الثقافة الفرنسية فرنسواز نيسين بالمغنية واصفة اياها بأنها "أيقونة للأغنية الفرنسية". وقالت "فرانس غال لم تكن ملكا لجيل بل هي عرفت كيف تخاطب الجميع. لقد واجهت المعارك الشخصية مع تقديم كل شيء للموسيقى".

ووجه الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند بدوره تحية لروح الفنانة الراحلة واصفا اياها بأنها "مغنية مشرقة" و"فرنسية عظيمة" التزمت "الدفاع عن القضايا الكبرى وخصوصا من أجل افريقيا".