لندن ـ كاتيا حداد
رجحت دراسات علمية حديثة أن تناول وجبات الطعام في أوقات منتظمة، يمكن أن يساهم في الحفاظ على الساعة البيولوجية الصغيرة وتجنب مرض التهاب المفاصل وهشاشة العظام، كما يوصي الباحثون البريطانيون في جامعة مانشستر بممارسة التمارين الرياضية في وقت محدد كل يوم.
ويؤثر الشكل الأكثر شيوعًا من التهاب المفاصل على أكثر من 8 ملايين من البريطانيين.
ومع عدم الخضوع للعلاج وتناول مسكنات الألم وتجنب العلاج الطبيعي، الذي يعد الدعامة الأساسية للعلاج، يتم اللجوء لعمليات استبدال الفخذ والركبة باعتبارها الملاذ الأخير.
وتوحي البحوث الجامعية بأن الساعات البيولوجية الصغيرة داخل خلايا الغضاريف هي المفتاح لهذا المرض، وقد اكتشف عالم الأحياء، الدكتور تشينغ جونغ منغ، أن هذه الساعات تتحكم في آلاف الجينات المسؤولة عن حفظ الغضروف قويًا وصحيًا، وعندما تعمل الساعات بشكل صحيح، فإنها تقوم بتوقيت الجينات لتكون أكثر أو أقل نشاطًا في أوقات مختلفة من النهار والليل، وتصلح الغضاريف التالفة في سلسلة من الخطوات.
ومع ذلك، فإن تقدُم العمر يضعف التوقيت لتلك الساعات ويوقف عملية الإصلاح من أن تتم بشكل صحيح.
ومن خلال دراسة الخلايا البشرية تحت المجهر، أظهر الدكتور منغ أن مستويات ساعة البروتينات الرئيسية للجسم، تسمى BMAL1، تتساقط وتفاقم هشاشة العظام.
والدراسة التي نشرت في مجلة التحقيقات السريرية، قد تؤدي في نهاية المطاف إلى توصل الأدوية للساعة البيولوجية للجسم، تلك التي تستخدم للتغلب على التهاب المفاصل.
لكن في الوقت نفسه، يقول الدكتور منغ إن شيئًا بسيطًا مثل المواظبة على روتين يومي، يمكن أن يساعد على الحفاظ على ساعة الغضروف أن تعمل بشكل صحيح، مما يؤخر علامات تقدم السن وتخفيف الألم.
وأضاف الدكتور منغ: إذا قمت بتمارين رياضية عادية ولطيفة يوميًا في السابعة صباحًا، فإنك تعطي إشارة قوية إلى الساعات في المفاصل، الأمر نفسه ينطبق على وجبات الطعام، فإذا تناولت وجبة الإفطار والغداء في نفس الوقت كل يوم، هذا يعزز الإيقاع الداخلي".