الرياض – العرب اليوم
وجدت أحدث البحوث الطبية، أنّ كفاءة دماغ النساء أطول عمرًا منها في الرجال، إلا أنّ أجسامهن لا تسري عليها نفس القواعد، إذا إن تراجع حجم جسمهن في الشيخوخة أسرع مما عند الرجل.
وأشارت البحوث أيضًا إلى أن العمر المتوقع للإناث قد ازداد على مدى السنوات الـ 20 الماضية. وأفضت البحوث إلى نتائج قاطعة حول أن النساء يعانين في مرحلة الشيخوخة من مشاكل في الذاكرة أقل من الرجال بكثير.
ويتعارض هذا الاكتشاف غير المتوقع مع معظم التوقعات السابقة، التي كانت تشير جميعها إلى أن معدلات الخرف تزداد كلما عاش الناس أكثر، بغض النظر عن النوع.
بالرغم من ذلك يظل الأمر ثابتًا بين الرجال الذين يعانون مع التقدم في العمر من حالات "الضعف الادراكي المعتدل" بنسب متفاوتة.
وقال الخبراء إنّهم لا يستطيعون حتى الآن تفسير النتائج التي توصلوا إليها، ولكنهم يشكون في أن يكون التحسن الكبير في تعليم المرأة في الآونة الأخيرة هو السبب وراء ذلك.
ويعتقد العلماء أن الأشخاص الذين يستخدمون دماغهم أكثر في مهام التفكير المعقد هم أقل عرضة للمعاناة من الخرف في وقت لاحق من الحياة، ومع ذهاب عدد أكبر من النساء إلى الجامعة في العقود الماضية، يفترض أن تقل بينهن معدلات الخرف بنسبة كبيرة وملحوظة، أما الرجال الذين عاشوا طوال حياتهم في مهن بسيطة، لا تحتاج للكثير من التفكير المعقد، فهم الفئة الأكثر عرضة لمشاكل الذاكرة.
ووجدت الدراسة التي أجراها خبراء من جامعات نيوكاسل وكامبريدج حول التأثيرات الصحية للشيخوخة ونُشرت في مجلة لانسيت، أن أدمغة النساء تبقى أكثر حدة وذكاء لمدد أطول مما لدى الرجال، إلا أن حجم الجسم يقل بمعدلات أكبر مما لدى الرجل.
وحتى لو عاشت النساء عمرًا أطول مقارنة بالرجال، فإنهن تقل لديهن المدة التي يعانين فيها من مشاكل الذاكرة إلى حد كبير، مقارنة بالرجال الذين يعيشون نفس الفترة الزمنية.
واستندت هذه البحوث إلى نتائج بيانات 7600 شخص في نيوكاسل ونوتنجهام وكامبريدج شاير تم جمعها في عام 1991، ثم مقارنتها بنتائج جُمعت في عام 2011، ووجدت نتائج الخبراء إن العمر المتوقع للمرأة قد ازداد خلال العقدين الأخيرين بمعدل 3.6 سنة ليصل إلى 85.3 سنة في عام 2011، إلا أنهن يقضين الـ 5 سنوات الأخيرة فقط من العمر بمشاكل في الذاكرة. هذا بينما تبدأ مشاكل الذاكرة عند الرجال في عمر 78 سنة.