برلين - العرب اليوم
زاد الإقبال على شراء أقراص الفيتامينات والمكملات الغذائية بشكل ملحوظ، خاصة تلك التي تحتوي على مواد مضادة للأكسدة مثل فيتامين C وA و E، رغبة من الناس في الحفاظ على صحتهم. لكن العلماء يحذرون من تناول هذه الأقراص والأغذية التي تباع في المتاجر دون استشارة طبية، ويحذرون بشكل خاص مرضى السرطان، إذ أظهرت دراسة جديدة في معهد الأورام في جامعة سالغرينسكا في مدينة غوتيبرغ السويدية أن المواد المضادة للأكسدة تقوي الخلايا السرطانية وتساعد على انتشارها في الجسم.
وحذر الباحثون كذلك من كريمات الشمس التي تحتوي على بيتا كاروتين وفيتامين اي، لأنها قد تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الجلد حسبما نقل موقع أوزنابروكر تسايتونغ الألماني. وكان الباحثون قد لاحظوا في دراسة أولية في عام 2014 أن الفئران المصابة بسرطان الرئتين قد تدهورت حالتها بعد تناول هذه المواد.
وهذه النتيجة مفاجئة كما يؤكد مارتن بيرغو، قائد فريق البحثى في معهد سالغرنسكا قائلاً: "حتى الآن كان المجتمع العلمي مقتنعاً تماماً بأن المواد المضادة للأكسدة لها خصائص واقية من السرطان لأنها تحارب الجذور الحرة (الشقائق)". فبدلاً من الإبطاء من انتشار المرض كما توقعوا، ساعدت هذه المواد على تقوية تلك الخلايا وزيادة انتشارها.
وأكد الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة "Science Translational Studies" أن الأمر ينطبق أيضاً على سرطان الجلد، بعد أبحاث أجروها على فئران مصابة. ورغم أن الأورام الأولية ظلت كما هي في تلك الفئران، كثر الانبثاث في الغدد الليمفاوية، "وهي مشكلة كبيرة لأن الانبثاث هي السبب الرئيسي للوفاة لمرضى سرطان الجلد"، كما يوضح بيرغو.
وليست هذه هي الدراسة الوحيدة من نوعها، إذ نشر موقع Heilpraxisnet الألماني نتائج بحث قام به أطباء في مركز الجنوب الطبي في جامعة تكساس الأمريكية، توضح أن المواد المضادة للأكسدة تسرع نمو وانتشار الخلايا السرطانية في الجسم. ورغم أن مضادات الاكسدة تحمي الخلايا السليمة، لكنها تساعد الخلايا السرطانية. وبعد تجربة هذه المواد على عدة حيوانات، وجدوا أن مضادات الأكسدة تساعد في تسريع عملية انتقال الخلايا السرطانية من عضو لآخر في الجسم، وينطبق الأمر أيضاً على خلايا الجلد والرئتين. ومضادات الأكسدة تحتوي فيتامين سي اي وبيتاكاروتين وهي عناصر موجودة في الآلاف من الأطعمة. حتى الآن كان من المعتقد أن مضادات الأكسدة تحمي الخلايا من "الجذور الحرة" والتي يتم إنتاجها من الجسم بشكل طبيعي كجزء من عملية الأيض.