شركة مايكروسوفت

كشفت شركة «مايكروسوفت» الأميركية النقاب، أخيراً، عمّا أسمته «خطة رئيسة لتغيير العالم»، وذلك عبر تبنيها فئة جديدة من أجهزة الكمبيوتر الشخصية، تحمل اسم «إيه سي بي سي»، أو «أجهزة الكمبيوتر الشخصية الدائمة الاتصال بالإنترنت»، ومن أهم صفاتها أنها أجهزة كمبيوتر شخصية فائقة النحافة والخفة، ومزودة بخدمات خلوية، أو خدمة الاتصال الدائم المستقر بالإنترنت، عبر وحدة إرسال واستقبال بيانات «مودم» لاسلكية، تعمل مع شبكات المحمول اللاسلكية الخلوية. 

مستقبل جديد ونشرت غرفة الأخبار، في موقع «مايكروسوفت» news.microsoft.com، تفصيلات حول هذه الخطوة على لسان نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة «ويندوز» وأجهزة «مايكروسوفت»، تيري مايرسون، الذي أوضح أن الطراز الأخير والأحدث من أجهزة كمبيوتر «مايكروسوفت سيرفس برو»، الذي جاء مزوداً بوحدة «مودم» خلوية لاسلكية هو أول خطوة في هذا الاتجاه الذي يعد بحسب قوله «مستقبلاً جديداً لأجهزة الكمبيوتر الشخصية المحمولة»، التي تعمل ببطاريات تستمر في العمل 20 ساعة، وتظل على اتصال بالإنترنت، سواء صادفتها شبكات «واي فاي» في طريقها وأثناء عملها أم لا. 

انتشار واسع

وتوقع مايرسون أن تشهد أجهزة «إيه سي بي سي» صعوداً صاروخياً وانتشاراً واسعاً، بين المستخدمين من الأفراد والمؤسسات على السواء، مرجعاً ذلك إلى التغير الهائل الذي حدث في سوق أجهزة الكمبيوتر، مع صعود منصات «الحوسبة السحابية»، مثل خدمات «ويب أمازون»، و«مايكروسوفت أزور»، وغيرهما.

وفي تقديره، أن الانتشار الواسع لخدمات الحوسبة السحابية العامة، يتطلب على التوازي تغييراً في مواصفات أجهزة الكمبيوتر الشخصية المحمولة، بحيث تستجيب لاحتياجات الاتصال الدائم والسرعات العالية، والخفة في الحمل، والتقليل في الحجم، إذ بات من المتعين أن تظل لصيقة بالمستخدم، حتى يستطيع الوصول للسحابة العامة بسرعة وكفاءة طول الوقت، وهو أمر لا يمكن تحقيقه من خلال شبكات «واي فاي» متقطعة، في حين أن التغطية بشبكات الاتصالات المحمولة الخلوية متاحة دوماً، في أي مكان وأي وقت بلا تعقيدات. 

معايير جديدة

وإذا كانت «مايكروسوفت» تعلن رسمياً عن تبنيها فئة «إيه سي بي سي» المحمولة تحت شعار «خطة رئيسة لتغيير العالم»، فإن الأمر لا يقتصر عليها وحدها، وإن جاء بأشكال مختلفة، فخلال الربع الأخير من عام 2017، والأيام الأولى من العام الجديد، كانت أكبر خمس شركات مصنعة لأجهزة الكمبيوتر المحمولة قد أعلنت بصورة أو بأخرى عن دعم مبدأ الاتصال الدائم، والبطارية ذات التشغيل الطويل المدى في أجهزتها، وهي «لينوفو»، «إتش بي»، «ديل»، «إسوس»، و«إيسر». 

وفي هذا السياق، فإن خطة «مايكروسوفت» لإنتاج أجهزة كمبيوتر «إيه سي بي سي» الجديدة، تأتي ضمن توجه عامّ جديد يتوقع أن يشهده عام 2018، يتمثل في بروز أجهزة الكمبيوتر الشخصية المحمولة التي تعمل بالمعالجات المصممة في الأصل للعمل مع الهواتف الذكية والاجهزة اليدوية المعروفة باسم «معالجات إيه آر إم»، التي يتم بناؤها وفق هيكلية معمارية مختلفة كل الاختلاف عن المعالجات المعتاد استخدامها مع أجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية، وفي مقدمتها معالج «كوالكوم سناب دراغون»، الذي يضيف للكمبيوتر المحمول ميزات غير مسبوقة في ما يتعلق بطول عمر البطارية، والبقاء على اتصال دائم بالإنترنت، وهذا الأمر سيجعل معيار قياس أداء البطارية السائد هو يوم العمل الكامل، وليس بضع ساعات، كما هو معروف حالياً، ومعيار الاتصال بالإنترنت هو الاتصال الدائم بلا انقطاع طوال الوقت، وليس لبعض الوقت. 

فئة «إيه سي بي سي»

وقدم نائب رئيس «مايكروسوفت» للمنتجات، مات بارلو، شرحاً إضافياً حول فئة «إيه سي بي سي»، قائلاً إن هناك معايير يجب أن تتوافر في أي جهاز حتى يصبح من فئة «إيه سي بي سي»، وهي ألا يقل طول فترة تشغيل البطارية عن 13 ساعة دون الحاجة للشحن، وأسابيع من عمر البطارية إذا كان الجهاز في وضع سكون أو استعداد، وأن يكون مزوداً بـ«مودم» خلوي يعمل علي شبكات الاتصالات اللاسلكية المعتمدة على تقنية «إل تي إي»، وأن يكون خفيفاً، أي وزنه أقل من 700 غرام، وفائق النحافة، بحيث يبدو كصحيفة مطوية باليد، فضلاً عن نظام تشغيل «ويندوز 10»، وقدرات في المعالج والذاكرة الإلكترونية، ووحدة التخزين تسمح بتشغيل كل التطبيقات الاعتيادية والمطلوبة للعمل بكامل مواصفاتها. وباختصار هو كمبيوتر تأخذه أينما تذهب من دون قلق بشأن الاتصال بالإنترنت، أو الاحتياج للطاقة، أو المضايقة من الحمل، أي يجمع أفضل ما في الكمبيوتر المحمول، وأفضل ما في الهاتف المحمول. 

ووفقاً لبارلو، فإن الجهاز الذي يستوفي جميع هذه المعايير، يغير الطريقة التي تستخدم بها الأجهزة بالفعل، فحالياً قد لا تأخذ الكمبيوتر المحمول معك في رحلة على الطريق لأن البطارية قد تنفد، وقد لا تكون قادراً على العثور على مكان به شبكة اتصال «واي فاي» لتتمكن من الوصول للإنترنت، لكن مع كمبيوتر «إيه سي بي سي» ستصبح قادراً على العمل والإنتاج، في أي وقت وفي أي مكان. 

ومن وجهة نظر محللي «زد دي نت»، فإن «مايكروسوفت» تحرص هذه المرة على تفادي الأخطاء التي وقعت فيها، حينما طرحت قبل عامين أجهزة «ويندوز آر تي»، التي حاولت فيها تنفيذ فكرة الاتصال الدائم بنسخة خفيفة من «ويندوز»، تعمل على أجهزة كمبيوتر وهواتف ذكية مزودة بمعالجات «إيه آر إم»، وفشلت فيها فشلاً ذريعاً، لعدم وجود «مودم» خلوي، وعدم قدرة نسخة «ويندوز آر تي» على تشغيل كل التطبيقات الاعتيادية بكامل مواصفاتها، وعدم وصول فترة تشغيل البطارية إلى حدود اليوم الكامل أو 20 ساعة تشغيل.