القاهرة – محمد عبد الحميد
ودّع المخضرم كوبي براينت (37 عاما) اسطورة لوس انجلوس ليكرز ملاعب كرة السلة على الطريقة الهوليودية بتسجيله 60 نقطة في المباراة الأخيرة التي قاد فيها فريقه للفوز على يوتا جاز 101-96 الأربعاء في اليوم الأخير من الموسم العادي للدوري الأميركي للمحترفين.
شهدت المباراة حضور عدد من المشاهير كالممثل جاك نيكولسون ولاعب كرة القدم الانجليزي السابق ديفيد بكيهام وغيرهم على مدرجات ملعب "ستيبلز سنتر" الى جانب 19060 متفرج، ولم يبخل براينت بتقديم افضل ما عنده ليلة وداعه مذكرا بأفضل أيامه عندما قاد الفريق إلى لقب الدوري خمس مرات.
وقاد براينت لوس انجليس ليكرز إلى اللقب خمس مرات أعوام 2000 و2001 و2002 و2009 و2010، واختير افضل لاعب في الدوري عام 2008، وافضل مسجل مرتين في 2006 و2007.
وعلق اسطورة ليكرز بعد المباراة قائلا "لا أصدق كيف مرت الأعوام العشرين بهذه السرعة، إنه جنون".
وتابع "حاولت اللعب بطريقة هجومية في هذه المباراة، بقوة، وأن استعرض بالقدر الذي اقدر عليه، شعرت بأنني بحال جيدة لفعل ذلك للمرة الأخيرة"، وأضاف "لقد شاهدني أولادي العب بالطريقة التي كنت أؤدي بها سابقا".
وكانت المباراة محط اهتمام محبي اللعبة وعشاق ليكرز بالدرجة الأولى حيث سجل سعر تذكرة الدخول أرقامًا هي الأعلى في تاريخ البطولة الأميركية إذ أكد أحد مواقع البيع أنه باع تذكرتين بمبلغ 27500 ألف دولار للواحدة.
ويصنف كوبي براينت بين عظماء كرة السلة الأميركية، وهو ثالث أفضل مسجل في تاريخ الدوري بعد كريم عبد الجبار وكارل مالون، كما يصنف أحد أساطير اللعبة بشكل عام إلى جانب ماجيك جونسون ومايكل جوردان نجمي ليكرز وشيكاغو بولز السابقين على التوالي، وعانى براينت من سلسلة من الاصابات في الأعوام الاخيرة التي ابعدته طويلا عن الملاعب.
واشاد ماجيك جونسون ببراينت قائلا "إنه ليس لاعبا رائعا ورمزا رياضيا فقط، بل إنه افضل من ارتدى قميص ليكرز باللونين الارجواني والذهبي".
ونال براينت شهادة أخرى من مدرب ليكرز براينت سكوت الذي قال للاعبي الفريق "لقد شهدتهم التاريخ"، مضيفا "آمل ان يكونوا قد استمتعوا باللحظة وأن يعرفوا أنه قدم كل ما يمكنه في 20 عاما وأنه فعل ذلك أيضا في المباراة الاخيرة".
وكان آلاف من عشاق ليكرز افترشوا الساحات المحيطة بالملعب باللونين الأرجواني والذهبي طوال النهار بانتظار المباراة الأخيرة لنجمهم، وقال واحد من جمهور الفريق لفرانس برس "إنه كأحد افراد الأسرة".
عندما يريد عاشقو كرة السلة من انحاء العالم كافة الحديث او التطلع إلى نجوم كبار تركوا بصمتهم في اللعبة الشعبية فاسم كوبي براينت سيكون من الاسماء التي ستردد كثيرا إلى جانب عمالقة آخرين وعلى رأسهم مايكل جوردن، وبما ان لكل شيء نهاية مهما كان كبيرا او مميزا.
من المؤكد ان النجم البالغ من العمر 37 عاما كان يمني النفس بأن ينهي مسيرته الأسطورية التي قادته إلى إحراز لقب الدوري 5 مرات بشكل افضل لكن التقدم بالعمر لم يساعده والاصابات تركت اثرها الكبير عليه.
وعانى براينت، المتوج مع المنتخب الأميركي بذهبيتين أوليمبيتين (2008 و2012)، من الإصابات في المواسم الاخيرة وعجز بسبب ذلك عن استعادة مستواه السابق ما اثر على اداء ليكرز الا ان ذلك لم يمنعه من الاستمتاع باللعب.
واعترف براينت انه يشعر بالاحباط في بعض الاحيان لانه لم يعد بامكانه الاختراق تحت السلة كما كان يفعل في السابق او مطاردة الكرات، مضيفا: "عملت بجهد كبير جدا جدا من اجل تجنب اللعب بشكل مزر".
واعترف نجم ليكرز، الفائز بجائزة افضل لاعب في الدوري عام 2008 وفي الدور النهائي عامي 2009 و2010 والذي شارك في مباراة كل النجوم التقليدية في 17 مناسبة منذ أن بدأت مسيرته عام 1996 مع ليكرز بعد ان اختاره تشارلوت هورنتس في "درافت" ذلك العام، انه اتخذ قرار اعتزاله قبل انطلاق الموسم وصارح به جوردان.
واشار براينت إلى أن أحد الأمور التي يريد القيام بها بعد انتهاء الموسم الحالي هو صناعة الافلام والافلام الوثائقية مثل الفيلم الذي اصدره واسمه "كوبي براينت ميوز" اي "كوبي براينت، القدوة".
وتابع: "هناك بعض الأمور التي أشعر بالشغف تجاهها. ولدت من أجل لعب كرة السلة، علي أن أعمل من أجل محاولة التوصل إلى ما أريد فعله لاحقا".