القاهرة – محمد عبد المحسن
تأتي بريطانيا على قمة سباقات فورمولا 1 للسيارات، مع بدء لويس هاميلتون مشوار البحث عن لقبه الخامس في أستراليا الأسبوع المقبل، لكن هناك مخاوف على مستوى القاعدة.
ومع ارتفاع التكاليف وامتلاك بعض فرق سباقات السيارات الصغيرة (الكارتنج) لميزانية من ستة أصفار، تتقلص كثيرا فرص السائقين الشبان في تكرار مسيرة هاميلتون من الإسكان الاجتماعي إلى النجومية.
ويقول الاتحاد البريطاني لرياضات المحركات إن عدد حاملي ترخيص المشاركة في سباقات الكارتنج - حيث يكتسب أبطال المستقبل المهارة اللازمة - انخفض بنسبة 30% في السنوات العشر منذ مشاركة هاميلتون في سباقه الأول في فورمولا 1 عام 2007.
وأقل من 12% من إجمالي حاملي الترخيص تحت 21 عاما.
وقال ديفيد ريتشاردز، الذي أصبح رئيسا للاتحاد البريطاني لرياضات المحركات في يناير"لا أعتقد أنها مشكلة لا يمكن تخطيها لكننا في حاجة إلى التعامل مع الأمر بسرعة، لو لم يحدث ذلك، فمن أين سيأتي لويس هاميلتون الجديد".
وتابع "لذا سيكون من أكبر اهتماماتنا في الوقت الحالي وعلى مدار السنوات المقبلة في الاتحاد البريطاني سباقات الكارتنج، والتفكير في كيفية تسهيل الالتحاق بها وأن تصبح تكاليفها يمكن تحملها وأن نوقف تحولها إلى شيء بيروقراطي للغاية".
ويعتقد ريتشاردز، الذي تدير شركته برودرايف المختصة برياضة المحركات والهندسة في بانبيري برامج السباقات لعدد من الصانعين مثل أستون مارتن، أن بريطانيا لا تزال في موقع جيد مقارنة بدول أخرى.
وقدمت بريطانيا مجموعة من السائقين البارزين وتمتلك مهندسين من طراز عالمي وتتخذ أغلب فرق فورمولا 1 مقرا لها هناك.
لكن ريتشاردز يشعر بالقلق مما يمكن أن يحدث خلال خمس أو عشر سنوات.
وقال "لو كانت هناك مثل هذه العوائق الكبيرة من أجل المشاركة فلن نمتلك أفضل المواهب وهذا يعني أننا لن نحصل على الأفضل".
وأضاف "أثق تماما في وجود هذه العوائق على مستوى القاعدة".
وفي حديثه خلال الكشف عن سيارة فريقه مرسيدس الجديدة الشهر الماضي، شكك هاميلتون في إمكانية أن يشق سائق قادم من خلفية مماثلة له، وبدون أموال أو علاقات، طريقه في فورمولا 1 الآن.
وأضاف السائق البالغ عمره 33 عاما "في الوقت الحالي فإن تكاليف السباقات باهظة بشكل سخيف، أعتقد أن بات من الأصعب الآن على أي شخص قادم من منطقة فقيرة في ستيفنيدج (شمال لندن) أن يصل إلى فورمولا 1، يبدو الأمر مستحيلا لأن المرء لا يمتلك المال".
ويعتقد ريتشاردز أن استخدام سيارات كارتنج كهربائية ربما يكون من الحلول المتاحة للسيطرة على التكاليف وجعل الفرص متساوية بين السائقين.
وقال "يمكن البحث عن طرق تضمن أن كل سيارات الكارتنج متساوية ولا نصل إلى الموقف السخيف حيث يشتري الناس عشرة محركات للتعرف على أفضل محرك".
وأضاف رجل الأعمال "لا يمكن أن تكون رياضة المحركات متاحة فقط للأغنياء، هذه الرياضة يجب أن تكون متاحة للمزيد من الناس".
ويتمنى ريتشاردز، رئيس فريقي بنيتون وبار السابق في فورمولا 1، أن تشارك المزيد من السيدات في رياضة المحركات على كافة المستويات.
وأحد مخاوف ريتشاردز أيضا هو مصير سباق جائزة بريطانيا الكبرى، واستضافت حلبة سيلفرستون السباق الأول في بطولة العالم عام 1950 لكن مصيرها غير واضح بعد 2019.
وقام ملاك الحلبة بتفعيل شرط في العقد سيؤدي إلى خروجها من جدول سباقات بطولة العالم ما لم يتم التوصل لاتفاق جديد.
وقال ريتشاردز، الذي لم يشترك بعد في المفاوضات، إن السباق من الأصول المهمة التي لا يجب أن تفرط فيها بريطانيا خاصة في ضوء الخروج الوشيك من الاتحاد الأوروبي.
وقال "أعتقد أنه على مستوى الحكومة لا ينبغي التفريط في حدث مهم مثل سباق الجائزة الكبرى للترويج لبريطانيا في وقت نحتاج فيه إلى الترويج لأنفسنا وبراعتنا في الهندسة ومواهبنا في هذه الدولة".
وأضاف "سنفعل كل شيء ممكن كجهة حكومية لمحاولة الوصول إلى حل يسمح بالاحتفاظ بالسباق ونتطلع إلى الفرص المتاحة لتنفيذ ذلك".