جوزيف بلاتر

فيما ينتظر نشر كتاب جديد، يتوقع أن يكون صادما تملؤه الحكايات المثيرة عن أربعة عقود داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، يحتفل اليوم الخميس السويسري جوزيف بلاتر بعيد ميلاده الثمانين محاطا بالمقربين له متمتعا بحالة مزاجية جيدة، رغم النهاية الدرامية لمسيرته العملية.

وقال بلاتر في تصريحات ساخرة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "أشعر بسعادة بالغة بكل ما لدي، كل يوم هو احتفال وهكذا سأحتفل بيوم مولدي، سأجتمع مع عائلتي حول منضدة صغيرة، سيكونون بضع مئات".

ولا يزال الكثير من الأشخاص يدعمون الرئيس السابق للفيفا في هذا اليوم المميز من حياته، رغم أنه لن يقيم اليوم مأدبة للمسؤولين أو سيلقي خطابا رسميا على مسامع العالم.

وأكد بلاتر المعاقب بالإيقاف لمدة ست سنوات عن ممارسة أي أنشطة تتعلق بكرة القدم من قبل لجنة القيم في الفيفا، التي أنشأها هو بنفسه، أنه لا يشعر بأي أذى نفسي وأن الأمور تسير معه على مايرام وأنه يشعر بالسعادة أيضا.

ورغم ذلك، يظل ضياع السلطة والابتعاد عن الأضواء على هذا النحو أمرا يصعب قبوله: "تصورت هذ الأمر على نحو مغاير، على الأقل كان بإمكاني أن أقول وداعا في الاجتماع الأخير للجمعية العمومية ولكننا سنفعل هذا".

وقال بلاتر عقب انتخاب جياني انفانتينو خلفا له في منصب رئيس الفيفا في تصريحات لصحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية: "لم أعد رئيسا ولكنني انتمي للنظام الفرنسي الذي يصبح فيه من كان رئيسا، رئيسا إلى الأبد".

ويظل منصب الرئيس مرتبطا ببلاتر بشكل أو بآخر، حيث يدعوه بعض المقربين منه إلى الآن بلقب "الرئيس".

ويعتبر منصب رئيس الفيفا أمرا مميزا لن يفرط بلاتر أبدا في المكاسب التي حصل عليها منه بشكل كامل، حتى وإن أصبح خارج المنصب في الوقت الحالي.

بيد أن الوضع الراهن مختلف بعض الشيء، فمن المقرر أن يتسلم بلاتر من المؤسسة التي كان يعمل لصالحها في الماضي فواتير إيجار المسكن الذي يقيم به في حي سونينبيرج، بالقرب من مقر الفيفا بزيورخ، والذي عاش به دون تحمل أي تكاليف عندما كان رئيسا لهذا الاتحاد.

وبعد بلوغه الثمانين من العمر سيتحول بلاتر إلى مستأجر وإن كان بشكل مؤقت ولوقت قصير.

ويبحث بلاتر مع ابنته كوريني، أكثر الشخصيات المحيطة به استحواذا على ثقته، طبيعة المكان الذي يرغب في العيش به في المستقبل، حيث قرر المسؤول السويسري تجميد مشروع إنشاء فندق جديد في الوقت الراهن.

ويراهن المقربون من الرئيس السابق للفيفا على أنه سيجد "ملعبه الجديد"، مؤكدين أن المطاف لن ينتهي به بالجلوس في حانة بمسقط رأسه.

وخرج بلاتر إلى الحياة في قرية فالياس السويسرية في العاشر من مارس 1936، وحسبما يحكي دائما بأنه ولد شهرين مبكرا، ليستدعي هذا أن يبدأ كفاحه في الحياة منذ البداية، الأمر الذي غذى شعوره بالفخر كونه استطاع أن يحقق نجاحا وأن يطور من ذاته رغم انطلاقته البسيطة.

ويواجه بلاتر صراعا لم يكن متوقعا مع المحكمة الرياضية الدولية "كاس"، التي استأنف أمام ساحتها قرار بإيقافه لستة أعوام صادر من لجنة القيم التابعة للفيفا، على خلفية مبلغ الميلونين فرنك سويسري "محل الاشتباه، التي دفعها للفرنسي ميشيل بلاتيني، عرابه القديم وأحد أكبر أعداؤه في نهاية المشوار.

ويأمل بلاتر في صدور قرار من المحكمة منتصف نيسان/ابريل المقبل، إلا أن الضغوط عليه تتزايد، حيث لا تزال التحقيقات التي تباشرها النيابة العامة في سويسرا معه مفتوحة.

وقبل يومين من عيد ميلاد بلاتر، تم تفتيش مكاتب الاتحاد الفرنسي لكرة القدم في باريس للبحث عن أدلة أخرى تتعلق بقضية بلاتيني.

وبالنسبة لبلاتر فإن تفسيرات الموقف الذي يعيشه حاليا غاية في البساطة والوضوح، فالأمر برمته يعود الذنب فيه للأخرين وللجنة القيم التي أنشأها هو بنفسه وللأمريكين، الذين ينتقمون منه بسبب خسارتهم أمام قطر في سباق اختيار مقر إقامة مونديال .2022

"لكنت اليوم في جزيرة بالجنة"، هذا ما قاله بلاتر عندما أكد أنه لولا الذي حدث في الثاني من ديسمبر 2010 عندما فازت قطر بشرف استضافة المونديال على حساب الولايات المتحدة الأمريكية، لاستطاع الاحتفاظ بتواجده في دوائر السلطة بالفيفا.

ويرجع بلاتر الذنب في هذ الأمر لبلاتيني، الذي صوت لصالح قطر بموجب أمر حكومي من باريس وضم إليه مصوتين أخرين.

ويرى المسؤول السويسري السابق طبقا لمنطقه الخاص أنه لولا مونديال قطر لما تفجرت الفضيحة ولم يكن توديعه للفيفا بهذه المرارة.