القاهرة ـ العرب اليوم
لم يخطر ببال المهندس عدلي القيعي، مدير إدارة التعاقدات بالنادي الأهلى، أن يكتب محمود الخطيب رئيس النادي، هذه النهاية المأساوية لتاريخه وعطائه الحافل داخل القلعة الحمراء، بعد القرار، الذي أعلنته لجنة الكرة ظهر اليوم الإثنين، بتعيين محمد فضل نجم الكرة السابق والمحلل في قناة أون سبورت في منصب مدير التعاقدات بدلاً من القيعي. لم يتصور عدلي القيعي بعدما عمل بمفرده في إدارة التسويق بالأهلي، سواء إبرام التعاقدات مع لاعبي كرة القدم أو بيعهم، والأمر نفسه للألعاب الأخرى، بخلاف مشروعات النادي التسويقية، أن يأتي عليه اليوم الذي يتم فيه استبعاده من منصبه بهذه الطريقة، حيث قابل الخطيب وقوف القيعي بجواره في الانتخابات وهجومه على المجلس السابق لصالح بيبو، بهذه النهاية الحزينة، التي تعد بمثابة سوء الخاتمة لمشواره الطويل في خدمة نادي القرن. القرار الصادم لم يكن الأول من نوعه من الخطيب للقيعي، إذ كانت البداية عندما قرر بيبو إقالته من منصب المتحدث الرسمي للنادي وبدله له بمنصب مدير التعاقدات، وكانت هذه الواقعة بعد أيام قليلة من فوز الخطيب في انتخابات الأهلي، حيث تم تعيين عدلي متحدثا إعلاميًا لمجلس الإدارة، كأول فاتورة انتخابية يتم تسديدها على الدور البارز الذي لعبه الأخير قبل الانتخابات في الهجوم على مجلس الإدارة السابق برئاسة محمود طاهر وتشويه قراراته أمام الرأي العام من خلال برنامجه في قناة الأهلي، وتبرعه بالظهور في عدد من البرامج لتنفيذ مخططه. وبعد أيام قليلة من تعيين القيعي نشب أول خلاف بينه والخطيب بسبب اعتراضه على الراتب الشهري، الذي حدده له وقيمته 25 ألف جنيه، حيث رفضه المتحدث الرسمي، وأكد أنه لا يليق به، وبالدور الذي لعبه قبل الانتخابات. وبسبب عدم رضا محمود الخطيب عن الدور الذي لعبه القيعي كمتحدث رسمي، بعد مرور شهر تقريبًا من تعيينه تم تعيين شريف فؤاد متحدثًا إعلاميًا بدلًا منه، وتم تغيير منصب القيعي إلى مدير إدارة التعاقدات، ما أثار غضب الأخير ليبدأ في مهاجمة المتحدث الإعلامي الجديد في جلساته الخاصة، بدعوى أنه ليس من داخل النادي الأهلي، ولا يعرف مبادئه تقاليده. القيعي تولي منصب مدير إدارة التعاقدات يوم 10 يناير 2018 بعد شهر بالتمام والكمال من عمله متحدثًا رسميًا، لكن المفاجأة تمثلت في أن الأهلي معه قدم واحدة من أسوأ فترات الانتقالات -ربما في تاريخه- حيث فشل في إبرام صفقات سوبر، ولم ينجح في التعاقد مع ثلاثة لاعبين، خطفهم الزمالك منه، هم محمد عنتر لاعب الأسيوطي ومحمد عبد الغني لاعب إف سي مصر، وأخيرًا محمود عبد العزيز، لاعب الوسط المدافع لسموحة. الثلاثي السابق كان الأهلي يسعى في البداية للتعاقد معهم، لكن محاولات واتصالات مسئولي القلعة الحمراء باءت بالفشل، ليرتدي اللاعبون الثلاثة "تي شيرت" الزمالك، ويتألقوا في صفوفه خاصة محمود عبد العزيز، الذي توج جهوده بالانضمام لمنتخب مصر، وشارك مؤخرًا في ودية الكويت، التي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1. القيعى أثناء عمله مديرًا للتعاقدات ضم لاعبين من نوعية محمود الجزار من كهرباء الإسماعيلية، ومحمد فخرى من غزل المحلة وأحمد كارلوس من بتروجت، وأخيرًا كان يتفاوض مع نادي الشمس لضم يوسف الجبالي، وهي صفقات لا تغني ولا تسمن من جوع، لأن الأهلي الذي يخوض منافساته من أجل الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا -والتأهل لمونديال الأندية- والدوري المصري وكأس مصر، لن يمنحه أي من هؤلاء اللاعبين الإضافة التي يبحث عنها لحصد البطولات. حتى الصفقة المدوية التي نجح الأهلي في التعاقد معها في فترة الانتقالات الشتوية الماضية متمثلة في التعاقد مع صلاح محسن مهاجم إنبي، وهو لاعب واعد تعاقد معه الأهلي مقابل 38 مليون جنيه، أي أن أي مسئول بخلاف القيعي كان سيضم اللاعب دون أدني مجهود، لأن الأموال كانت هي الحاسمة للصفقة، وحتي القيمة المالية لم يسددها النادي الأهلي، بل تحملها تركي آل شيخ الرئيس الشرفي السابق للأهلي.
الخطيب قرر الإطاحة بالقيعي من منصب مدير التعاقدات بعد الهجوم الذي تعرض له الأخير في الفترة الماضية عبر السوشيال ميديا، وتأثر به رئيس الأهلي في قراره، بعد فشله في إبرام صفقات ثقيلة، وضم لاعبين سوبر يستفيد منهم الأهلي في الموسم الجديد. القيعي الذي تعاقد مع نجوم سوبر تألقوا في صفوف الأهلي بداية من طاهر الشيخ، ومرورًا بنجوم عديدة مثل أبو تريكة وبركات وأحمد حسن وأمادو فلافيو وجيلبرتو وغيرهم ممن سطروا تاريخهم الكروي في القلعة الحمراء بسطور من ذهب، جاء عليه اليوم الذي يتم إحالته تقريبًا للمعاش من خلال تعيينه مستشارًا براتب شهري، لكي يضمن الخطيب عدم انقلابه عليه. الكثيرون يتذكرون ما كان يردده القيعي داخل الخيمة الانتخابية في النادي الأهلي في نهاية نوفمبر الماضي، حيث قال الدجملة الشهيرة: "الحقوا الأهلي قبل ما يتباع".. ليأتي اليوم الذي يتعرض هو فيه للبيع بعد أبعاده عن منصبه بهذه الطريقة.