الفراعنة قدموا دروسًا قوية في بطولة أمم إفريقيا

على خلاف المنتخب الجزائري الذي غادر منافسة "كان 2017" من بوابة الدور الأول، عاد المنتخب المصري إلى واجهة المنافسات الإفريقية الجارية حاليا في الغابون، وبحسب صحيفة الشروق الجزائرية فإن هناك الكثير مما يجب تعلمه من الفراعنة.
ورغم التحفظات التي قدمها البعض من ناحية المردود، إلا أن الفراعنة حرصوا على منطق النتائج الإيجابية، والبداية كانت بتجاوز الأدوار دون متاعب، وتأهل إلى النهائي، وهو الإنجاز الذي يعد محفزا هاما لتوظيف إمكاناتهم بنية إحراز لقب إفريقي جديد يضاف إلى التتويجات السابقة، آخرها في "كان 2010".

وتتابع الصحيفة: "وبصرف النظر عن الانتقادات الموجهة للمنتخب المصري من حيث المردود والحظ الذي كان إلى جانبه، إلا أن الكثير يؤكد على توفر زملاء محمد صلاح على عوامل موضوعية تقف وراء عودتهم القوية إلى الواجهة الإفريقية".

وصنعت الروح القتالية بالإضافة إلى روح المجموعة الفارق في هذا الجانب، والشيء الإيجابي حسب الكثير هو قوة الدوري المصري في حد ذاته، من خلال توفره على أندية قوية من الناحية الهيكلية والمؤسساتية، وفي مقدمة ذلك الأهلي والزمالك اللذان يشكلان نصف تعداد المنتخب المصري.

يضاف إلى ذلك سياسة التكوين الناجحة في الفئات الشبانية وبقية الفرق التي لا تلعب على الألقاب، لكنها تحرص على تكوين مواهب كروية يكون لها مستقبل في الدوري المصري أو في بقية البطولات الأوروبية والخليجية وغيرها، بدليل ما يصنعه محمد صلاح ومحمد نني.

كما أن العامل الآخر الذي صب في خدمة المصريين هو الحفاظ على توابل آخر منتخب أحرز على كأس إفريقيا عام 2010، على غرار محمد عبد الشافي الذي لم يتسن له اللعب بسبب إصابة، وأحمد فتحي الذي توج بـ 3 ألقاب إفريقية متتالية (2006ـ 2008 و2010)، وكذا الحارس المخضرم عصام الحضري المتواجد مع المنتخب المصري منذ نهاية التسعينيات.

وقالت الصحيفة"والواضح أن الإنجاز المميز الذي حققه المنتخب المصري إلى حد الآن يعد درسا مهما للكرة الجزائرية والقائمين عليها، بغية تعلم الكثير من العبر، إذا أرادوا فعلا إحداث ثورة كروية نوعية في المستقبل بدلا من حصر الحديث في ذكريات ملحمة أم درمان ومونديال البرازيل".

ويكون ذلك من خلال العمل على توظيف أسس كسب الخبرة الإفريقية المبنية على نوعية مشاركات الأندية في منافسات القارة السمراء، على غرار ما قام به وفاق سطيف مؤخرا، وبدرجة أقل اتحاد الجزائر ومولودية بجاية، إضافة إلى تعلم المعنى الحقيقي للعب من أجل الألوان الوطنية (المنتخب)، من خلال التحلي بالروح القتالية.

وأكدت الشروق في مقالهال: "كما يجمع العديد من المتتبعين على أن بناء أي فريق في أي مستوى مرهون بتعزيز القاعدة الدفاعية وإضفاء التوازن بين الخطوط الثلاثة بدلا من التركيز على الفرديات (المهارات الفردية)، إضافة إلى الاعتماد على طاقم فني موسع بقيادة مدرب كفؤ وصارم، وكذا إعادة الاهتمام للبطولة المحلية التي تعد في نظر الكثير بمثابة النواة التي يجب أن يتشكل منها المنتخب الوطني".