الجزائر - الجزائر اليوم
بكثير من الغضب والثورة، قابل الجزائريون الخيبة التي مُني بها فريقا شبيبة القبائل واتحاد العاصمة، اللذان لم يوفقا في مهمتهما في اجتياز دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا، وخيّبا على طول الخط، وصارت مغادرتهما للمنافسة الإفريقية الأقوى مسألة وقت بالنسبة إلى فريقين أقاما في نهاية الموسم الماضي الدنيا ولم يقعداها، على خلفية التتويج بلقب الدوري الجزائري بعد مباراة قسنطينة الشهيرة التي فاز بها الاتحاد وانتزع اللقب من أنياب شبيبة القبائل.
المشكلة لم تكن في النتائج السلبية التي حققها كل فريق في مجموعته فقط، وإنما في الأداء الباهت الذي افتقد حتى الروح القتالية التي لعب بها في الموسم الماضي فريقا شباب قسنطينة وشبيبة الساورة، حيث تأهل شباب قسنطينة قبل نهاية دور المجموعات للدور الثاني ولم يخسر حظوظه فريق شبيبة الساورة إلا في آخر جولة في تنقله إلى مصر لمواجهة الأهلي عملاق إفريقيا، ولو تعادل لبلغ الدور ربع النهائي، بينما يؤدي هذا الموسم شبيبة القبائل وخاصة اتحاد العاصمة بطريقة رديئة، ففي اللقاء الأخير الذي لعبه شبيبة القبائل على أرضه أمام الرجاء البيضاوي المتعب بالمقابلات والمنقوص من عدد من نجومه، بدا فريق ملال غير قادر على صنع فرصة واحدة طوال التسعين دقيقة خاصة في الشوط الثاني عندما أغلق فريق الرجاء الأبواب والمنافذ، فتاه الفريق وبدا عاجزا تكتيكيا وفنيا وبدنيا، من خلال تواضع مستوى غالبية لاعبي الشبيبة، أما اتحاد العاصمة الخاسر في سفريته إلى جنوب إفريقيا، فعليه أن يحمد الله لأن الفريق المحلي سجل هدفين فقط، وكان بإمكانه قتل المباراة في شوطها الأول، وحتى ضربة الجزاء التي تحصل عليها الاتحاد في الأنفاس الأخيرة من المباراة، كانت ضد مجريات اللقاء، ولو سجلها مفتاح لقلنا بأن الاتحاد سرق نقطة التعادل.
إخفاق الجزائر بفريقيها الكبيرين شبيبة القبائل واتحاد الجزائر، كان استثناء بالنسبة إلى فرق شمال القارة، حيث يمكن القول بأن كل الفرق العربية من شمال القارة ستتأهل للدور ربع النهائي، وتغادر الفرق الجزائرية، ومسألة تأهل الأهلي والزمالك من مصر والترجي والنجم الساحلي من تونس، والغريمين المغربيين الوداد والترجي، هو مسألة وقت لأنها جميعا وضعت قدما ونصفا في الدور ربع النهائي، بينما يحمل الشبيبة والاتحاد حقائب الوداع أمام خيبة وحسرة من جمهور الفريقين ومن عشاق الكرة الجزائرية، الذين عادوا إلى مقولة رئيس الاتحاد السابق محمد روراوة الذي نصح الفرق الجزائرية بعدم المشاركة في البطولات الإفريقية، مادام نفس السيناريو يتكرر في كل سنة من خلال تبذير المال العام في السفريات إلى أقصى الأرض في القارة السمراء وفي المنح من دون بلوغ أدوار متقدمة أو حتى اجتياز دور المجموعات، كما حدث هذا الموسم التعس كرويا مع شبيبة القبائل التي راهن رئيسها على اللقب أو اتحاد العاصمة الذي سبق له منذ خمس سنوات أن بلغ النهائي وسقط أمام تي.بي.مازمبي.
يحدث هذا الزلزال بالنسبة إلى الكرة الجزائرية وفي معقل فرقها الأكثر شعبية بعد ساعات فقط من تمكن الجزائر بفضل منتخبها الوطني من حصد العديد من الألقاب التي لم يكن في مستواها فريقا شبيبة القبائل واتحاد العاصمة، فقد تم تعيين الخضر كأحسن منتخب، فاز باللقب القاري في مصر ولم ينهزم لمدة أكثر من سنة، بينما يخسر اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل في كل منعرج كروي إفريقي، كما حصل المدرب جمال بلماضي على لقب أحسن مدرب في القارة السمراء، ويعجز الفرنسي فيلود والجزائري بلال دزيري عن رسم مخطط تكتيكي يمنحهما الانتصار أو على الأقل اللعب الجميل، وتوّج هدف رياض محرز أمام نيجيريا بلقب أحسن هدف في القارة السمراء، ويعجز لاعبو شبيبة القبائلة واتحاد العاصمة، عن صنع الفرص ولن نقول تسجيل الأهداف، وأكيد أن يوسف بلايلي لو بقي في الدوري الجزائري، ما حقق لقب أحسن لاعب ينشط في القارة السمراء عندما كان بألوان الترجي التونسي.
ما يحدث حاليا في بيت مولودية الجزائر وما حدث أيضا في بيت شباب قسنطينة، وما حدث في السنة الماضية في بيت مولودية وهران، والهزات التي تعرض لها بيت شباب بلوزداد رائد ترتيب الدوري الجزائري، يتطلب تحرّك السلطات، لأن هذه الهزات لها علاقة بالمال العام الذي يتهاطل مثل الغيث على الأندية الجزائرية التي لا يهتم بعض رؤساء أنديتها بالمستوى وبالتألق قاريا أو عربيا بقدر اهتمامهم بالمال القادم من السلطة.
قد يهمك ايضا
الجزائري رامي بن سبعيني يقترب من ليل الفرنسي
أنباء سارة من ألمانيا بخصوص إصابة بن سبعيني