الجزائر - الجزائر اليوم
مرة أخرى يعود الثنائي نبيل فقير وعيسى ماندي لاعبا نادي بيتيس إشبيليا، ليصنعا الحدث بسجودهما، ولكن هذه المرة في غياب زميلهما المغربي زهير فضال، بعد سجودهما في مباراة برشلونة التي لُعبت في المدينة الأندلسية إشبيليا، وقد جاء هذه المرة السجود لتأكيد هويتهما بالرغم من موجة الاحتجاج والانتقاد التي لقيتها السجدة الجماعية السابقة من طرف الفرنسي فضال والجزائري ماندي والفرنسي الجنسية فقير، وبالرغم من غضب الجزائريين من نبيل فقير عقب اختياره لمنتخب فرنسا تحت ضغط رئيس فريق ليون في زمن المدرب غوركوف، إلا أنهم تعاطفوا هذه المرة مع اللاعب وأذابوا جليد رفضهم له وعادوا ليشجعوه.
قيمة السجدة جاءت في قيمة المنافس حيث لعب سهرة الأحد فريق بيتيس على أرضه أمام العملاق برشلونة، وبينما كانت النتيجة متعادلة في الشوط الأول، سجل فقير هدفا من لعبة فردية وسجد رفقة عيسى ماندي والتقطت الصورة، وسافرت في لحظة وجيزة إلى كل أنحاء العالم ومواقع التواصل الاجتماعي، وكان الأندلسيون قد رفضوا السجود في مباراة سابقة، وهاجمت مجموعة “سيبرتار غول سور” المنتمية لأسرة الفريق خلال مباراة مايوركا في الجولة الخامسة عشرة، عندما سجل نبيل فقير هدفا وسجد رفقة الثنائي فضال وماندي، وردّ حينها فضال على صفحته قائلا، بأنه سيحتفل عقب أي هدف يسجله رفقاءه بالطريقة التي يريد وتناسبه.
وواضح أن نبيل فقير الذي صار الآن أحسن لاعب في النادي الأندلسي، وأمله في استرجاع الفريق لبريقه سيبقى يحتفل بالسجود دائما، مع الإشارة إلى أن نبيل فقير عندما كان يلعب لفريق ليون الفرنسي لم يسجد أبدا، ويبقى السؤال الكبير المطروح ماذا لو سجل نبيل فقير المرشح تواجده مع كتبية ديشون في أمم أوروبا القادمة، ماذا لو سجل هدفا بألوان منتخب فرنسا، هل يفعلها ويسجد ؟
الجزائريون هم أول من سجد في الدوريات الأوروبية الكبيرة، فقد كان للتاريخ عنتر يحيى أول من سجد في سنة 2009 عندما كان يلعب لنادي بوخوم الألماني، ففي إحدى المواجهات سجل من مخالفة مباشرة وجرى إلى غاية وسط الميدان وسجد شكرا لله، ثم تلاه عدد كبير من اللاعبين الجزائريين من المغتربين، حيث سجد إسحاق بلفوضيل في كل أهدافه الكثيرة بألوان بارما في الأراضي الإيطالية كما سجد سفيان فيغولي في الأراضي الإسبانية دائما عند تسجيله بألوان فالونسيا وسجد جمال عبدون بألوان ألمبياكوس اليوناني، كما سجد مرة فقط رياض بودبوز عندما سجل بألوان سوشوا من قذيفة من خارج منطقة العمليات في مرمى مارسيليا، وتوالت حالات السجود مع انتقال سليماني إلى أوربا حيث سجد في البرتغال وإنجلترا وفرنسا، وكان ياسين براهيمي يسجد كلما يسجل هدفا بألوان بورتو البرتغالي بما في ذلك هدفا سجله في مرمى النادي الإسرائيلي ماكابي في دور المجموعات من رابطة أبطال أوربا في مباراة لٌعبت في بورتو، كما سجد سوداني في الأراضي الكرواتية وأسامة درفلو في الأراضي الهولندية كما سجد رامي بن سبعيني في أهدافه الثلاثة التي سجلها هذا الموسم بألوان بوريسيا مونشن غلاد باخ الألماني، ولا يوجد أي دوري مصنف ضمن كبريات دوريات العالم، إلا وشهد عمليات سجود لللاعبين الجزائريين في أوربا.
وتحوّل تقليد الجزائريين في الأراضي الأوروبية إلى طريقة احتفالية يقوم بها بعض اللاعبين المغاربة والتونسيين، وطبعا طريقة نشاهدها بشكل دائم من نجم ليفربول محمد صلاح مع ناديه العالمي، وحتى الأتراك صاروا يحتفلون بها وكان منهم آردا تورام عندما لعب بقمصان نادي برشلونة.
أول من بدأ السجود في عالم الكرة هم السعوديون بعد تألقهم في مونديال أمريكا سنة 1994، وتلاهم منتخب مصر بعد تألقه في الملاعب الإفريقية، من دون مشاركات عالمية، ولكن نجوم الخضر من زمن عنتر يحيى وجمال عبدون إلى زمن عيسى ماندي وياسين براهيمي، هم من رسّخوا وبقوة السجود في الملاعب الأروبية الشهيرة.
هناك الكثير من رجالات الدين من رفضوا السجود في الملاعب وانتقدوه، وقالوا بأن لسجود الشكر شروطه، ولكن اللاعبين قالوا بأن تسجيلهم وفرحتهم في الملعب هي التي تقربهم من الله ولا يجدوا أحسن من السجود، وهي بصمة على الهوية، خاصة أن ما حدث في بيتيس كما تظهره الصورة لا يعني لاعبا واحدا، وإنما ثلاثة أي ما يمثل قرابة ثلث الفريق، وهو ما جعل السجدة الجماعية صورة تاريخية للعرب والمسلمين في أرض الأندلس.
:قد يهمك ايضــــاً
صلاح يثير الجدل بتغريدة غامضة عن اتحاد كرة القدم
تركي آل الشيخ يداعب زيدان بـ"النطحة الشهيرة"