بغداد- نجلاء الطائي
يدشّن العراق مرحلة عودة الساحرة المستديرة الدولية إلى أراضيه اليوم الإثنين بمباراة "محلّية" في الدور الثاني لكأس الاتحاد الآسيوي بعد أعوام من غياب المنافسات الرسميّة ذات الطابع الدولي بسبب الظروف الأمنية وأوضاع الملاعب، حيث سيشهد ملعب فرانسو حريري في مدينة أربيل، لقاء القوة الجوية حامل لقب كأس الاتحاد الآسيوي ومنافسه الزوراء، ويترقبها العراقيون الذّين ستتاح لهم متابعة مباراة رسمية خارج مضمار الـدوري المحلّي للمرة الأولى منذ العام 2013.
ويدخل فريق القوة الجوية مباراة اليوم بشخصية حامل اللقب ويسعى لحسم المباراة ليواصل رحلته في الدفاع عن لقبه، فيما ينظر الزوراء إلى المباراة بأهمية كبيرة كونه يسعى لأن يتوّج باللقب الأول على غرار غريمه القوة الجوية، كما أنّه يتوقّع أن تشهد المباراة حضورًا جماهيريًا غفيرًا كونها تأتي أولى المباريات الرسمية بعد قرار رفع الحظر الجزئي عن الملاعب العراقي، وسيلعب الزوراء بكامل تشكيلته من دون تسجيل أي غياب، فيما يعاني الجوية اليوم من غياب عنصرين أساسيين في التشكيلة همّا بشار رسن وسعد ناطق.
ويتواجه بطل غرب آسيا مع بطل الملحق الإقليمي للمناطق الأخرى في الدور النهائي، بحسب النظام الجديد للبطولة، وسيتنافس أبطال المناطق الجغرافية الأخرى (آسيان، الوسط، الجنوب والشرق) ضمن ملحق إقليمي، بحيث يتأهل الفائز من هذا الملحق إلى خوض النهائي بمواجهة بطل منطقة غرب آسيا.
وتصدّر الزوراء في الدور الأول ترتيب المجموعة الأولى برصيد 12 نقطة من ست مباريات، مقابل 9 نقاط للجيش السوري و6 للأهلي الأردني و5 للسويق العماني، بينما تصدّر القوّة الجوية ترتيب المجموعة الثانية برصيد 12 نقطة من ست مباريات مقابل 11 نقطة للوحدة السوري و9 للحد البحريني ونقطة واحدة للصفاء اللبناني.
وتوقّع لاعب الجوية السابق والمنتخب العراقي في كرة القدم جبار هاشم، حسم الزوراء لمباراة اليوم في نصف نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، فيما تمنّى فوز الجوية في المباراة، معلنًا في تصريح صحفي: بأنّ "مباراة اليوم في كأس الاتحاد الآسيوي تختلف تمامًا عن لقاءات الفريقين في الدوري المحليّ، حتّى من ناحية المردود المالي بالنسبة للمتوّج والتّي يمكن لأي طرف أن يحلّ مشاكله بقيمة الجائزة التّي تصل إلى المليون دولار في حال التتويج"، مضيفًا بأنّ "كلّ طرف سيقدّم كلّ ما لديه في هذه المباراة، لكن مشكلة الجوية هي غياب عنصرين مهمين له وهما سعد ناطق وبشار رسن، حيث أنّ الأخير أصبح مفتاح لعب الفريق الذّي يبني عليه المدرب أفكاره من الناحية الهجومية والضغط على المنافسين، أما الزوراء وبحسب متابعتنا له فإنّه سيلعب المباراة بكامل صفوفه خاصة بالنسبة لخط الهجوم الذّي استعاد عافيته في الفترة الأخيرة، إنّ تسجيل أيّ هدف للزوراء سيحمّل الفريق الجوي ضغطًا كبيرًا على اعتبار انّ ملعب أربيل هو أرض الجوية وفي حال التعادل في الذهاب والإيّاب في النقاط فإنّ الحسم سيكون بالاهداف، لذا فإنّ الجوية سيدخل المباراة مضغوطًا من حيث عدم السماح للزوراء في هز شباكه"، وأكّد هاشم بأنّ "المباراة صعبة على الفريقين وما أتمناه هو فوز الجوية، لكن ظروف المباراة تسير بحسم الزوراء لها وهو توقع أتمنى أن لا يتحقق".
ويشار إلى أنّ مباراة الإيّاب بين الفريقين ستقام اليوم الإثنين في الدوحة، حيث أكّد مدرّب الزوراء في كرة القدم عصام احمد، بأنّ فريقه "غير قلق من جرّاء مواجهة الجوية، مؤكّدًا بأنّه سيعيش لحظة المباراة وظروفها وسيجد الحلول المناسبة لها مثل ما يفكر الطرف الآخر"، لافتًا إلى أنّ "خيار التسجيل وهزّ شباك الجوية موجود في حساباتنا وكلمّا سجلنا زاد الضغط على المنافس في مباراة الإيّاب الحاسمة في الدوحة"، مضيفًا بأنّ "فريقنا سيدخل مباراة اليوم بكامل صفوفه من دون معاناته للغياب من جراء الإصابات وسنلعب المباراة من دون ضغوطات وهدفنا هو الحسم، لكن علينا أن نفكر بأنّ المنافس ليس بالفريق السهل، فهو يمتلك أسلحة التفوّق بقدر ما يمتلكها فريقنا، لذا فإنّ المباراة ستكون صعبة على الطرفين".
وذكر مصدر من داخل وفد الزوراء المتواجد في اربيل للقاء الجوية في الدور نصف النهائي لفرق غرب آسيا في كأس الاتحاد الآسيوي، بأنّ "المعلومات الواردة من مدينة زاخو أكّدت أنّ هناك عددًا كبيرًا من جمهور مدينة زاخو سيزحف اليوم الإثنين لمساندة الزوراء"، مشيرًا إلى أنّ "وفد الزوراء قد تلقّى عددًا من المكالمات الهاتفية، أكّدت من مدينة زاخو بأنّ رابطة فريق الزوراء تستعد لحضور مباراة اليوم لتشجيع النوارس في لقاء الجوية وبأعداد كبيرة"، يُذكر أنّ مدينة زاخو هي ثاني أكثر مدينة عراقية بعد كربلاء في عدد جمهور الزوراء بالنسبة إلى المحافظات، وأكّدت الوقائع بأنّ جمهور النوارس في زاخو يشجع الأبيض حتّى في استضافة نادي زاخو للزوراء في الدوري الممتاز.
فرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ونظيره الآسيوي، حظرًا على إقامة المباريات في العراق بشكل متكرّر منذ العام 2003، حينما دخل العراق بعد الاجتياح الأميركي في سلسلة متواصلة من دورات العنف، إلّا أنّ الفيفا خفّض في أيّار\مايو الجاري الحظر، وسمح بإقامة المباريات الدولية الودية، على أن تكون الأولى في 1 تمّوز\يوليو بين العراق والأردن، وتقام في مدينة البصرة بجنوب البلاد، كما قد وافق الاتحاد الآسيوي على طلب نظيره العراقي بإقامة مباراة القوة الجوية والزوراء على ملعب عراقي، واختار لها ملعب فرانسو حريري الذّي يتّسع إلى نحو 14 ألف متفرّج، وسبق له استضافة نهائي كأس الاتحاد في العام 2012.