لندن - الجزائر اليوم
رغم أن بريطانيا تتخبط في مكافحتها لفيروس كورونا المستجد الذي أودى حتى صباح أمس بحياة أكثر من 1400 بريطاني من أصل أكثر من 22 ألف إصابة، كثر الحديث في الأيام الأخيرة عن سيناريوهات محتملة لعودة الدوري الممتاز لكرة القدم، أبرزها المعسكرات المغلقة وإكمال الموسم على ملاعب محايدة بدون جمهور، وسينتظر الجميع اجتماع الجمعة لمعرفة إلى أين يسير مصير المسابقة.
وبعد أن اتخذ في منتصف مارس (آذار) قرار تعليق الأنشطة الكروية حتى الرابع من أبريل (نيسان) بسبب فيروس "كوفيد - 19"، قرر مسؤولو كرة القدم الإنجليزية تمديد فترة التوقف حتى 30 أبريل، وهم سيجتمعون الجمعة لتحديد الخطوة التالية.
وبدأت ترتفع أصوات متناقضة بخصوص الخطوة التالية التي يجب اتخاذها، حيث طلب البعض بإلغاء الموسم في حال استحالة استكماله بنهاية يونيو (حزيران)، فيما رأى آخرون وجوب منح ليفربول اللقب الذي طال انتظاره منذ ثلاثين عامًا، في حال اتخذ قرار التوقف نهائيًا بما أنه من غير العادل حرمانه من التتويج وهو يتصدر الترتيب بفارق 25 نقطة عن أقرب ملاحقيه بعد 29 مرحلة من أصل 38، لكن هذا التتويج غير الرسمي سيكون له أثره أيضًا على تحديد الفرق الهابطة، وأيضًا الصاعدة للدوري الممتاز.
وبانتظار أن تتبلور الرؤية "السوداء" حتى الآن في ظل تواصل ارتفاع عدد الإصابات بفيروس "كوفيد - 19" في المملكة المتحدة ومن بينهم رئيس الوزراء بوريس جونسون والوزيرة المنتدبة لدى وزارة الصحة نادين دوريس، ما زالت الأمور تبدو غامضة ومعقدة.
واتفقت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ورابطة دوري المحترفين (الخاصة بتنظيم بطولات الدرجات الأربع التالية) أنهما تواجهان قرارات صعبة لكن لن يتم استئناف المسابقات إلا بعد التأكيد من أن الوضع بات آمنًا تمامًا.
ويُعد 30 أبريل موعدا مقترحا لاستئناف المسابقات لكن هذا الموعد يبدو متفائلا في ظل قيود فرضتها الحكومة لعدم مغادرة المواطنين منازلهم لأسباب غير ضرورية.
وقالت روابط الدوري في إنجلترا في وقت سابق إن هدفها محاولة استكمال الموسم الحالي من دون جماهير عند استئناف النشاط، لكن مثل هذا النهج يؤدي لمشاكل مالية لأندية الدرجات الأدنى التي تعتمد على إيراد المباريات في تسيير أعمالها.
واتفقت رابطة الدوري الممتاز ورابطة دوري المحترفين واتحاد اللاعبين المحترفين على أن هناك قرارات صعبة ينبغي اتخاذها للتقليل من حدة التأثير الاقتصادي لتوقف بطولات المحترفين في إنجلترا، واتفقت كذلك على العمل سويًا للوصول إلى حلول مشتركة.
في حال تحول قرار التعليق إلى إلغاء ما تبقى من الموسم، يطرح ذلك تساؤلات كثيرة حول كيفية تحديد البطل، وما هي الفرق التي ستشارك في المسابقتين القاريتين الموسم المقبل.
وتعرض الوكالة الفرنسية بعض السيناريوهات التي يُتداول بها خلف الكواليس.
يُعتبر خيار إكمال الموسم في ملاعب محايدة وخلف أبواب موصدة، مع السماح فقط للموظفين الأساسيين والجهات الناقلة للدوري، أكثر الخيارات المطروحة حاليًا ويُعتقد أن هناك دعما متزايدًا من الأندية لهذه الخطة، على أن تستكمل المراحل التسع المتبقية في يونيو ويوليو (تموز)، لا سيما بعد قرار إرجاء كأس أوروبا وأولمبياد طوكيو من صيف 2020 إلى صيف 2021.
وفي حال قرر المعنيون السير بهذه الخطة، فيحتمل أن تقام المباريات المتبقية في موقع أو اثنين فقط في ميدلاندز (وسط البلاد) ولندن، مع إجبار اللاعبين والكوادر الفنية والطبية على الدخول في معسكرات مغلقة بعيدًا عن عائلاتهم، مشابهة لتلك التي تسبق البطولات الكبرى للمنتخبات أو المباريات النهائيات لمسابقات الأندية، وذلك من أجل تجنب الإصابة بفيروس كورونا.
ويشكل الانحسار الجذري لفيروس "كوفيد - 19" في المملكة المتحدة خلال الشهرين المقبلين، مفتاح هذه الخطة لعدد من الأسباب، أبرزها تخفيف مخاوف اللاعبين من إمكانية الإصابة بالفيروس أثناء اللعب، وأيضًا تجنب أن يصبح اللاعبون عرضة للانتقادات لنيلهم امتياز الخضوع للفحوص غير المتاحة لعامة الناس وخصوصًا العاملين في الخطوط الأمامية لمكافحة هذه الجائحة.
وفي حال لم يحصل الانحسار في عدد الإصابات من الآن وحتى الصيف، فإن اضطرار الطواقم الطبية الرسمية إلى تخصيص جزء كبير من جهودها على فحص اللاعبين في حدث غير أساسي ومصيري للبلاد، لن يلقى استحسان البريطانيين على الإطلاق.
نظرًا للتأثير الكارثي الهائل للفيروس على المجتمع بشكل عام، يرى الكثيرون أنه من غير المناسب أخلاقيا أن يعود اللاعبون إلى الملاعب بهذا الشكل المبكر، بل يجب الانتظار حتى يصبح "كوفيد - 19" تحت السيطرة تمامًا قبل استئناف اللعب.
وفي حال أصابت التوقعات بأن يبلغ عدد الإصابات بالفيروس ذروته في بريطانيا خلال شهر يونيو، فذلك يعني الإبقاء على تعليق الأنشطة الرياضية حتى أغسطس (آب) أو سبتمبر (أيلول).
والانتظار سيسمح بإكمال الموسم الحالي بالكامل، مما يضمن عدم اضطرار رابطة الدوري الممتاز إلى سداد مبلغ 750 مليون جنيه إسترليني (930 مليون دولار، 842 مليون يورو) للشركات الناقلة لـ"بريمير ليغ" بسبب خرق العقد.
لكن سيكون لهذا الأمر تأثير كبير على الموسم المقبل لأنه قد يؤدي إلى تقصير روزنامة الموسم المقبل، لا سيما بعد إرجاء كأس أوروبا للمنتخبات إلى صيف 2021.
الحل واضح بالنسبة لقائد إنجلترا وهداف توتنهام هاري كين، وهو إلغاء الموسم في حال استحالة استكماله بنهاية يونيو المقبل.
وقال كين في دردشة على "إنستغرام" مع لاعب وسط ليفربول وتوتنهام السابق جيمي ريدناب: "أعرف أن المسؤولين عن الدوري الإنجليزي سيفعلون كل ما في وسعهم لإنهاء الموسم، وأنهم يبحثون في كل خيار ممكن. أعتقد، بالنسبة لي، نحن بحاجة إلى محاولة إنهاء الموسم، لكنني لا أرى فائدة كبيرة في اللعب في يوليو أو أغسطس وتأخير بداية الموسم المقبل. لكن بالتأكيد، لا أعرف الكثير عن الكواليس والأمور المادية".
وشدد على أن "كرة القدم ثانوية في الوقت الحالي... الأمور ليست بيدي".
وهناك مسؤولون يؤيدون موقف كين ويرون أن "لا مكان للرياضة في الوقت الحالي"، أبرزهم رئيس الاتحاد غريغ كلارك الذي قال لرابطة الدوري الممتاز في وقت سابق من الشهر الحالي إنه لا يتوقع استكمال الموسم بحسب التقارير المحلية.
ومن المؤكد أن هذا السيناريو يقض مضجع ليفربول الذي كان بحاجة إلى خسارة ملاحقه مانشستر سيتي أمام مضيفه بيرنلي، لكي يصبح مصيره بين أيديه حين يتواجه مع جاره اللدود إيفرتون بعد يومين، قبل أن يتخذ قرار تعليق الدوري.
وأفادت صحيفة "ميرور" قبل يومين إلى أنه كانت هناك مفاوضات من أجل محاولة منح ليفربول اللقب، ومن ثم اتخاذ قرار تعليق الدوري، على أن يكون التتويج في ملعبه ضد كريستال بالاس في المرحلة الـ31 في حال فاز سيتي على بيرنلي قبلها بمرحلة.
بالنسبة للكاتب في صحيفة "ديلي تلغراف" بول هيوارد يجب تتويج ليفربول باللقب، موضحًا: "إذا انتهى الموسم قبل أوانه، فمن الطبيعي أن يحسم التتويج بحسب النقطة التي وصل إليها قبل التوقف: 29 مباراة من أصل 38 (مرحلة)، هي مسافة محترمة"، مشددًا على أن "إلغاء" الموسم سيكون "هراء".
ولم يكن موقف المدير التنفيذي لبرايتون، بول باربر، مختلفا عن هيوارد، إذ رأى أنه في حال "جُمِدَ" الموسم، فسيكون ذلك غير عادل بحق ليفربول، وقال لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "كل من في اللعبة يقدرون الموسم الرائع الذي خاضه ليفربول، الفريق الرائع الذي يملكه. لكن سيكون من الظلم أيضًا أن يتم تهبيط الفرق إلى الدرجة الأولى رغم بقاء ثماني أو تسع أو عشر مباريات لخوضها في الدوري الإنجليزي الممتاز".
لكن نائبة رئيس وستهام يونايتد، كارين برايدي، رأت أنه إذا تعذّر استكمال الدوري، فإن الحل العادل الوحيد هو أن يعلنوا الموسم "ملغى وباطلًا".
وتساءلت برايدي التي يحتل فريقها المركز السادس عشر بفارق الأهداف عن منطقة الهبوط: "من يعلم من كان سيهبط أو سيصعد إذا لم يتم خوض المباريات بالكامل؟ إنها ضربة قوية لليفربول الذي يواجه احتمال حرمانه من لقبه الأول منذ 30 عاما". لا أحد يعلم متى سيعود اللاعبون إلى الملاعب، لكن عندما يتحقق ذلك، يأمل الكثيرون أن يُمنح ليفربول فرصة لإكمال رحلته الطويلة نحو القمة.
قد يهمك ايضا :
الاتحاد الإنجليزي ينهي قضية قرصنة ليفربول لفريق مانشستر سيتي
رئيس نادي غيلينغهام يحث أندية الدوري الممتاز على دعم الفرق الضعيفة