القاهرة _الجزائراليوم
من النادر نسبيًا رؤية أشخاص بشعر أحمر فنسبة هؤلاء تتراوح فقط بين 1% و 2% ومن المرجح أنك أمعنت النظر كلما لمحت رجلًا بلحية حمراء على الرغم من أن شعر رأسه ليس كذلك. فما هو السر وراء هذه اللحى المثيرة للاهتمام خاصة بين الرجال ذوي الشعر الداكن أو الأشقر أو حتى الرمادي؟
نالت هذه الظاهرة انتباه عديد الباحثين على غرار نينا جابلونسكي وهي أستاذة في علم الإنسان في جامعة ولاية بنسلفانيا والتي تمحورت أبحاثها على بيولوجيا صبغات الشعر. في تصريح لها لـ “لايف ساينس” قالت: “لقد رأيت الكثير، وخاصة صغار السن، من ذوي اللحى الحمراء والشعر الأحمر وبعضهم ذو لحية حمراء وشعر بني فاتح أو أشقر أو أحمر.”
وفقًا لصحيفة التلغراف، يعيش معظم حمر الشعر في بلدان سلتيك مثل اسكتلندا وإيرلندا وويلز تليها إنجلترا ودول شمال أوروبا. ربما يمكن نسب ظاهرة الشعر الأحمر إلى طفرة جينية وعلى وجه التحديد طفرة في الجين المعروف باسم “MC1R” والذي يتحكم في إنتاج الصبغ في خلايا الشعر وغيرها من الأشياء الأخرى مثل البشرة الفاتحة وضعف القدرة على الاسمرار وإدراك الألم وهو ما قد يفسر سبب كون التخدير الموضعي أقل فعالية بالنسبة لذوي الشعر الأحمر.
يتم تحديد لون الشعر بالاعتماد على لون الصبغة وهو المسؤول عن الصبغة السوداء و pheomelanin وهو مصدر الصبغة الحمراء. من المرجح أن الأشخاص ذوي الشعر الأسود أو البني الداكن هم من يمتلكون ال eumelanin أو على الأقل سيكون هو الصباغ المهيمن. في الحين ذاته، يمتلك الشقر نسبة قليلة من كلا النوعين من الأصباغ مقارنةً بأولئك ذوي الشعر الأسود والأحمر وبالطبع فإن أصحاب الشعر الأحمر يملكون في الغالب الPheomelanin.
أحد مهام الجين MC1R هو تشفير بروتين يسمى melanocortin والتي تتمثل وظيفته في تحويل الصبغة الحمراء إلى اللون الأسود. ولكن إذا كان لدى الشخص طفرة مزدوجة في هذا الجين فإن البروتينات الناتجة عنه لن تكون فعالة مما يؤدي إلى الإبقاء على اللون الأحمر.
تطرح الأستاذة في جامعة بلسينفينيا السؤال التالي: كيف يحدث أن يمتلك شخص لحية حمراء وشعرًا بنيًا؟ مشيرًا أن الجواب يكمن في الدور الذي تلعبه تلك الجينات.
وتضيف جابلونسكي:”من شبه المؤكد أن هذا يعزى إلى التعبير التفاضلي لـMC1R على مستوى بصيلات شعر اللحية وكذلك شعر فروة الرأس مما يؤدي إلى إنتاج خليط مختلف من إيوميلانين بني داكن وفوميلانين أصفر وأحمر.”
وبعبارة أوضح، فإن الجين نفسه يتصرف بشكل مختلف في أجزاء مختلفة من الجسم وربما يرجع ذلك إلى وجود طفرة واحدة فقط في الجين MC1R بدلاً من طفرة مزدوجة مما يؤكد أن ذوي الشعر الأحمر حاملون بالفعل للجين المسؤول عن الصبغة الحمراء.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن تحدث هذه الظاهرة أيضًا عند بعض الرجال وخاصة مع تقدمهم في العمر وبلوغ سن الأربعين ويعود ذلك على الأرجح إلى إصابة الخلايا المنتجة للصبغة الملونة لشعر الرأس وشعر اللحية بالشيخوخة بمعدلات مختلفة وبذلك لن يتوجب عليك أن تكون شابا أو ذو شعر أحمر لتحصل على لحية حمراء .
قد يهمك أيضا: