القاهرة - محمد عبد المحسن
استقال خبير قانوني من جنوب أفريقيا، يعمل في اللجنة التأديبية بالاتحاد الدولي لـألعاب القوى، احتجاجا على قانون جديد يتعلق بفرط إفراز الأندروجين قد يؤدي إلى إيقاف واستبعاد متسابقات ما لم يخضعن لعلاج لخفض معدلات هرمون الذكورة تستوستيرون. وعين ستيف كورنليوس استاذ القانون في اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الدولي لألعاب القوى أواخر العام الماضي.
وقال في خطاب استقالته إن ضميره لن يكون مرتاحا بالارتباط "بمنظمة تصر على نبذ أفراد بعينهم معظمهم من الإناث دون جريمة ارتكبنها". وتابع "من الناحية الأخلاقية لا أستطيع أن أكون جزءا من نظام ربما يطلب مني تطبيق قوانين أراها معيبة وغير قانونية على الأرجح في مختلف الدوائر القضائية بشتى أنحاء العالم".
ونشر المحامي الرياضي جريجوري ايوانيديس الذي وصف نفسه بأنه صديق لكورنليوس الخطاب على تويتر اليوم الثلاثاء. واتصلت رويترز بالاتحاد الدولي لالعاب القوى لطلب تعليقه على هذه الاستقالة. وأعاد القانون الجديد عن فرط إفراز الاندروجين الأمور الشخصية لعداءة جنوب افريقيا كاستر سيمينيا إلى دائرة الضوء مرة أخرى وهو الأمر الذي قالت عنه في السابق إنه تسبب في حزنها وإحراجها.
وتواجه البطلة الاولمبية مرتين وبطلة العالم ثلاث مرات في سباق 800 متر إجبارها على تناول عقار يخفض معدلات هرمون الذكورة تستوستيرون المرتفعة عن الطبيعي وهو الأمر الذي يرى الاتحاد الدولي أنه يمنحها أفضلية غير عادلة. وهرمون تستوستيرون مسؤول عن زيادة الكتلة العضلية والقوة والهيموجلوبين ليزيد من معدلات التحمل.
ولم يكن قانون الاتحاد الدولي الجديد والذي سيتم تنفيذه بشكل رسمي في الأول من نوفمبر موجها ضد سيمينيا بشكل شخصي لكنها ستكون الأكثر تأثرا به ليقلص آمالها في الجمع بين لقبي سباقي 800 و1500 متر في بطولة العالم في الدوحة العام المقبل.
وشهدت مسيرة العداءة الجنوب أفريقية إثارة للجدل منذ نجاحها في مراحل الشابات في سباق 800 متر في بطولة العالم 2009 في برلين عندما أحاطت الشكوك بطبيعة جنسها بعد فوزها الساحق. وأدى ذلك إلى سلسلة من الاختبارات تبعها تسريبات صحفية حول حالتها وهو الأمر الذي وجدت صعوبة في التعامل معه.
لكن في السنوات الأخيرة تحولت سيمينيا من مراهقة مضطربة غير معتادة على الاهتمام العام إلى رياضية واثقة من نفسها وسعيدة للحديث مع وسائل الإعلام في البطولات الكبيرة بعد منعها من المسابقات لمدة نحو عام إلى أن وافق الاتحاد الدولي في 2010 على عودتها للمنافسات.
وحصلت على فرصة بعدما أبطلت محكمة التحكيم الرياضية لوائح الاتحاد الدولي السابقة حول فرط إفراز الاندروجين لتفوز باللقب الاولمبي والعالمي لسباق 800 متر لكن المناقشات حول حالتها كانت مستمرة دائما. وتحولت سيمينيا من التعامل مع الأسئلة حول حالتها من الصمت المحرج إلى التعامل معها بسخط دون الرد بشكل مقنع أو فهم لغضب منافساتها اللاتي يشعرن أنها تملك أفضلية غير عادلة.
وأشارت العداءة الجنوب افريقية إلى أنها شعرت بالخجل بسبب الاختبارات التي تعرضت لها بعد نجاحها في بطولة العالم في برلين وبالارتباك بسبب استمرار المناقشات حول حالتها. وتحدثت مؤخرا عن حبها للركض قائلة "أشعر أنني حرة عندما أركض. أعتقد أنني أفعل ذلك بسبب حبي للرياضة ولا شيء آخر".
وأضافت قبل فوزها بذهبية المسافة المتوسطة في ألعاب الكومنولث في أستراليا هذا الشهر "لكن عندما ترى أنك تستطيع الفوز وتقوم بعمل أكبر للحفاظ على سلسلة انتصاراتك وكل هذه الميداليات والجوائز وكل شيء". ويوجه قانون الاتحاد الدولي عن فرط إفراز الأندروجين إلى الرياضيين أصحاب التطور الجنسي المختلف عن الطبيعي ويغطي السباقات من مسافة 400 متر إلى الميل.
وفي ردها على قرار الاتحاد الدولي كتبت سيمينيا على حسابها على تويتر تغريدة مشفرة. وقالت "سلوكك مثل ثمنك. يوضح مدى قيمتك. من الرائع أن تبقى ساكتا عندما يتوقع شخص ما غضبك". ويشعر مدرب سيمينيا السابق أنه يتم التعامل معها دون أي أساس وكأن الأمر عبارة عن مطاردة لساحرة.