القاهرة ـ محمد عبدالمحسن
يتطلع فريق فيراري بحماس لتحقيق عودة قوية عبر سباق الجائزة الكبرى الإسباني الذي أقيم الأحد، على مضمار كتالونيا في مدينة برشلونة ضمن منافسات بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-1، وبدا مؤهلا لذلك لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن بالنسبة إلى الفريق الإيطالي، إثر توقّف مفاجئ وطويل لسائقه الألماني سيبستيان فيتيل في نقطة الصيانة.
وأحرز فيتيل أول سباقين في الموسم الجاري ليرفع سقف طموحات مشجعي الفريق وينعش أمالهم في العودة إلى منصة التتويج من جديد بعد غياب طويل في ظل هيمنة فريق مرسيدس على بطولة العالم، لكن حامل اللقب البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس حقق الفوز بعدها في سباقي أذربيجان وإسبانيا ليحكم قبضته على صدارة الترتيب العام لفئة السائقين أمام فيتيل.
وانتزع هاميلتون من فيتيل صدارة الترتيب إثر تحقيق الفوز بسباق أذربيجان في باكو قبل أسبوعين، وفي سباق ببرشلونة، استفاد السائق البريطاني من هفوة لفريق فيراري تسببت في إنهاء فيتيل السباق في المركز الرابع.
وحرص سيبستيان فيتيل على عدم إلقاء اللوم على فريقه في التوقف الثاني بنقطة الصيانة خلال تدخل "سيارة الأمان الافتراضية"، ولكن أيا كان السبب تآكلت إطارات سيارته بشكل أسرع من سيارات باقي الفرق كما استغرق توقفه في نقطة الصيانة وقتا طويلا لينهي السباق في المركز الرابع، علما بأنه انطلق من المركز الثالث ونجح في التقدم إلى المركز الثاني.
وقال فيتيل "إطاراتنا لم تصمد لنفس وقت صمود إطارات الفرق الأخرى، لذلك لم يكن بإمكاننا اتباع نفس الاستراتيجية. كان علي التوقف في نقطة الصيانة مجددا وبالطبع فقدنا مركزين، إلى جانب استغراق التوقف لوقت أطول".
وأضاف "لكن الاستمرار (دون التوقف في نقطة الصيانة) لم يكن ممكنا. فقد كانت لدينا مشكلة في الحفاظ على التوازن المطلوب للسيارة في ظل المعاناة من الإطارين الأماميين، لكنني لا أرى مبررات لعدم التفاؤل بشأن السباق المقبل".
وتتواصل منافسات بطولة العالم عبر سباق الجائزة الكبرى في موناكو، المقرر في 27 أيار/مايو، والذي تحمل فيه مراكز الانطلاق التي تحسمها التجارب الرسمية التأهيلية، أهمية أكبر منها في السباق الإسباني.
كان هاميلتون حامل لقب بطولة العالم انطلق من المركز الأول في سباق أمس ولم يتراجع خلال منافساته ليواصل هيمنته على المقدمة ويتوج بالسباق الثاني على التوالي.
ويتصدر هاميلتون الترتيب العام لفئة السائقين في بطولة العالم بفارق 17 نقطة، بعد خمسة من إجمالي 21 سباقا بالبطولة، لكن هاميلتون لا يزال يتوخى الحذر وبخاصة في ظل المشكلات التي سبق أن واجهها الفريق في أول سباقين بالموسم الجاري.
وقال هاميلتون "بالتأكيد سنخوض سباق موناكو بثقة عالية، لكننا ندرك أن الكثير من العمل ما زال بانتظارنا"، وأضاف "من المهم أن نواصل التقدم والعمل بأعلى درجات الجدية، مثلما كان الحال في المراحل الأولى من الموسم".
وللمرة الأولى في الموسم الجاري، فرض مرسيدس هيمنته على المركزين الأول والثاني، حيث أحرز فالتيري بوتاس المركز الثاني في سباق أمس.
وقال الفنلندي بوتاس تعليقا على سيناريو سباق أمس "قبل السباق كنا نعتقد بأن التوقف مرة واحدة في نقطة الصيانة سيكون أمرا مستحيلا، ولكن عندما رأينا أن الإطارات تصمد بشكل أفضل قررنا تغيير الاستراتيجية".
وأضاف "السباق المقبل في موناكو قد يكون صعبا بالنسبة إلينا.. أعتقد بأن ريد بول سيقدم مستويات قوية كما أن فيراري سيستمد الحماس من تفوقه في السباق، العام الماضي".
وجاء ماكس فيرستابن سائق ريد بول في المركز الثالث واستعرض السائق الهولندي الشاب قدراته من خلال الحفاظ على التركيز وتفادي المجازفات غير الضرورية.
أما رومين جروسيان سائق فريق هاس، فقد كان سباق أمس هو سباق للنسيان بالنسبة إليه، حيث اضطر للانسحاب خلال اللفة الأولى، وذلك بعد أسبوعين من تعرضه لحادث تصادم في سباق أذربيجان في باكو.
كان جروسيان خرج عن المضمار ولدى عودته اصطدم بسيارة نيكو هيلكنبرج سائق رينو وسيارة بيير جاسلي سائق تورو روسو.
وأسفر التصادم عن انسحاب السائقين الثلاثة والتدخل المبكر لسيارة الأمان.
وقال الفرنسي جروسيان "آسف لمن تضرروا بالحادث، فلم أستطع فعل شيء في تلك اللحظة".