الاسكتلندي جيم كلارك

تحل السبت، الذكرى الـ 50، لوفاة الاسكتلندي جيم كلارك، أحد أساطير سباقات السيارات في حادث في الفورمولا 2، في السابع من أبريل/نيسان 1968، وقال جاكي ستيوارت، إن كلارك يعد أفضل سائق تنافس ضده، في بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1.

وبينما حزن الملايين حول العالم، لوفاة البرازيلي إيرتون سينا، الفائز بلقب فورمولا 1، 3 مرات في إيمولا الإيطالية في 1994، فإن وفاة السائق الاسكتلندي، أصابت الجيل السابق بصدمة بالغة، وتسبب هذا الحادث مثل نظيره في إيطاليا بعد ذلك بربع قرن، في تبعات فيما يتعلق بسلامة السائقين.

وأضاف ستيوارت، قبل أن يسافر لحضور جائزة البحرين الكبرى "وفاة جيم كلارك، تسببت في بداية تغيير كبير في عالم الفورمولا 1، فيما يتعلق بإجراءات السلامة على الحلبات".

وتابع السائق البالغ عمره 78 عاما "كان مضادا للحوادث بشكل شبه مثالي، كان يقود بسلاسة ويحسب كل شيء ولا يصبح عدائيا على أرض الحلبة، كان سائقا من الصعب التفكير أن تأتي وفاته في سباق"، وأوضح "فجأة سمحت الرياضة بحدوث ذلك، لأنه لم تكن هناك أي حواجز أو إجراءات حماية من تلك الأشجار التي اصطدمت سيارته بها".

وفقد كلارك، الذي كان هادئا وغامضا خارج السيارة، بقدر ما كان مسيطرا داخلها، السيطرة على السيارة عند سرعة كبيرة، بسبب انفجار الإطار الخلفي لسيارة لوتس، على ما يبدو، لتنقلب قبل الاصطدام بالأشجار.

ولم يكن هناك مصورون أو صور تلفزيونية، بل فقط صور الحطام، وكان ستيوارت في إسبانيا في ذلك الوقت، للتفتيش على حلبة خاراما، بالقرب من مدريد، مع اتحاد سائقي الجائزة الكبرى.
ويتذكر ستيوارت ذلك قائلا "كان ذلك قبل أيام من انتقاله للعيش في سويسرا، هيلين زوجة ستيوارت كانت في سويسرا بالفعل، عندما تحدثت إليها هاتفيا. كانت سمعت بالأم، المكالمة كانت صامتة. لم يستطع أي منا الكلام"، وكان الحادث الذي أدى إلى الوفاة، هو بداية لسلسلة من الحوادث القاتلة في 4 أشهر متتالية.

وانتصر ستيوارت في ذلك السباق، بفارق 4 دقائق عن أقرب منافسيه، وسط الأمطار والضباب، لكن تفكيره كان منصبا على إجراءات الحماية للسائقين الآخرين على حلبة "الجحيم الأخضر"، وفزت بذلك السباق، وكان السؤال الأول الذي سألته بسبب تلك الأشهر الصادمة، هل الجميع بخير؟".

وكان كلارك، الذي كان يمكن أن يكون الأب الروحي لمارك، الابن الثاني لستيوارت، أحد السائقين الذين قتلوا في أخطر عصر لرياضة المحركات، لكن ستيوارت أشار إلى أن ذلك الحادث لم يغير من التزامه تجاه السباقات.

ونوه "ربما يبدو ذلك قاسيا، لكن السائقين في تلك الفترة كانوا مجموعة من الغرباء، في العديد من الأمور. كنا نذهب إلى الجنازات أكثر من أي شخص آخر، وكانت الجنازات لسائقين عشنا وسافرنا وذهبنا إلى العطلات سويا وتنافسنا ضدهم".

وتم تخليد ذكرى كلارك، بنصب تذكاري من الجرانيت، لكن الأشجار تغطي مكان الحادث حاليا، وقال ستيوارت "فاز بلقبين فقط في بطولة العالم لأن حياته انتهت. كان يستطيع الفوز بأكثر من ذلك".