القاهرة - محمد عبد الحميد
فقد العداء الجامايكي أوساين بولت إحدى ميدالياته الذهبية الأولمبية التسع، بعد تجريد اللجنة الدولية الأولمبية الأربعاء منتخب بلاده من لقب سباق التتابع 4 مرات 100 م في أولمبياد بكين 2008، لثبوت تعاطي نستا كارتر المنشطات، واستند قرار اللجنة الأولمبية الى عمليات اعادة فحص قامت بها لمئات العينات من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في بكين، ما أظهر تعاطي كارتر مادة ميثيلهيكسانامين المحظورة التي كانت تستعمل من اجل فتح الجيوب الأنفية لكنها الآن تعتبر مكملاً غذائيًا.
وكان بولت بنى أسطورته من خلال تحقيق ثلاثية غير مسبوقة في ثلاث دورات أولمبية صيفية، باحرازه ذهبية سباقات 100 م و200 م و4 مرات 100 م، في بكين 2008 ولندن 2012 وريو دي جانيرو 2016. ومع تجريد منتخب بلاده، بات يحمل ثماني ميداليات ذهبية، وكان قرار التجريد متوقعا بعد الاعلان في حزيران/يونيو، أن إعادة فحص كارتر أثبتت تعاطيه المادة المحظورة.
وأكدت اللجنة الأولمبية الدولية في بيان الأربعاء أن كارتر "ثبت خرقه لقواعد مكافحة المنشطات في الالعاب الاولمبية في بكين 2008"، وعليه سيتم "تجريده" هو و"المنتخب الجامايكي" من لقب التتابع، وبناءً على هذا القرار، ستعود ذهبية سابق التتابع 4 مرات 100 م إلى منتخب ترينيداد وتوباغو، والفضية لليابان، والبرونزية للبرازيل.
وكان بولت الذي اكتسب مكانة أسطورية في "أم الألعاب"، لاسيما في سباقات السرعة، أكد في ختام دورة الألعاب الاولمبية في ريو 2016، أن ثبوت تعاطي كارتر "لن يغير شيئًا من ارثي، وسيخيب أملي بالطبع في حال فقدت هذه الميدالية، لكن هذه هي الحياة، ماذا تريدونني أن أفعل؟ لا تأثير لي على هذا الموضوع".
وأضاف العداء الملقب بـ "البرق"، "نحن على الطريق الصحيح ضد التنشط في ألعاب القوى، وأنا أثق بالوكالة الدولية لمكافحة المنشطات والاتحاد الدولي لألعاب القوى، هما يقومان بعمل جيد"، ويحمل بولت (30 عامًا) الرقمين القياسيين العالميين في سباقي 100 م (9,58 ثوان) و200 م (19,19 ثانية)، وسبق للعداء الجامايكي أن أعلن أن عام 2017 التي تقام فيها بطولة العالم لألعاب القوى في لندن في آب/أغسطس، ستكون الأخيرة له في مسيرته.
وسبق لبولت أن أعلن أن عام 2017 التي تقام فيها بطولة العالم في لندن في آب/أغسطس، ستكون الأخيرة له في مسيرته، وهي ليست المرة الأولى يجرد فيها منتخب فائز في التتابع من ذهبيته الأولمبية، فالولايات المتحدة، إحدى أبرز الدول في سباقات السرعة، جردت من فضية سباق 4 مرات 100 م في لندن 2012، بعد ثبوت تناول تايسون غاي منشطات.
وفي سياق متصل، اعلنت اللجنة الاولمبية تجريد الروسية تاتيانا ليبيديفا وصيفة مسابقة الوثب الطويل في اولمبياد بكين، من ميداليتها، وتأتي عملية التجريد الجديدة في أعقاب قيام اللجنة بعملية إعادة فحص واسعة لمئات العينات في ألعاب بكين ولندن. وفي المجموع، قامت اللجنة بإعادة فحص 1243 عينة من الدورتين، بفضل أساليب متطورة واستنادًا إلى معلومات محددة جمعت منذ صيف 2015.
وكان المدير الطبي في اللجنة ريتشارد بادجت توقع في كانون الاول/ديسمبر، كشف "حالات منشطات جديدة عدة" بفضل عمليات إعادة الفحص، وفي نهاية كانون الأول/ديسمبر، وصل عدد العينات التي اثبتت عملية اعادة فحصها وجود مواد
محظورة، 101.
وكانت اللجنة الأولمبية أعلنت في 12 كانون الثاني/يناير تجريد ثلاث رباعات صينيات من الميدالية الذهبية التي احرزتها كل منهن في بكين 2008، لثبوت تعاطيهن المنشطات (مادة "جي ايتش ار بي-2")، وهزت عالم الرياضة في 2016 فضيحة منشطات ضخمة محورها روسيا، بعد تقرير للمحقق الكندي ريتشارد ماكلارين كشف فيه حصول عمليات تنشط ممنهج تدخلت
فيها أجهزة الدولة الروسية، وشملت أكثر من ألف رياضي في 30 رياضة.
وكان كشف الجزء الاول من تقرير ماكلارين الصيف الماضي، أفضى إلى استبعاد أكثر من مئة رياضي روسي عن أولمبياد ريو، وفي اعقاب نشر التقرير النهائي في التاسع من كانون الأول/ديسمبر، أعلنت اللجنة الأولمبية أن 28 رياضيًا روسيًا شاركوا في الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي 2014، سيكونون محور إجراء تأديبي.