القاهرة – العرب اليوم
عند بلوغ سن الثانية عشرة تتكون الأسنان التي مجموعها 28 سنًا، نصفها في الفك العلوي والنصف الآخر في الفك السفلي، بحيث تكون سبعة أسنان في كل جانب من الفك، لكن بعد ذلك وتزامنًا مع فترة بلوغ الإنسان سن الرشد، تظهر عند العديد من الناس في عمر متأخر أضراس العقل وتنشأ أربعة في كل زاوية من الفم.
وذكر البروفسور ديتمار أوسترايش، نائب رئيس الرابطة الألمانية لأطباء الأسنان، أن هناك حالات عديدة يبزغ فيها فقط ضرس واحد للعقل أو اثنان أو ثلاثة أو ربما لا يظهر أي ضرس على الإطلاق.
أما عن وقت نشأة أضراس العقل فتختلف من شخص لآخر، وأكد البروفسور أوسترايش أن “بزوغ الأضراس في سن متقدم نادر جدًا”، رغم ذلك لا ينفي الطبيب الألماني أن هناك حالات لأشخاص مسنين منعدمي الأسنان ظهر عندهم فجأة ضرس العقل.
وكان الأطباء ينصحون سابقًا بخلع أضراس العقل إذا بزغت بعد سن الخامسة والعشرين لكونها تُولد إزعاجًا ومشكلات لكثير من الناس عاجلًا أم آجلًا، إذ تتسبب في تزاحم الأسنان الأخرى وتحركها إضافة إلى الالتهابات اللثوية الميكروبية المواكبة لبزوغ أضراس العقل.
أما اليوم فقد بات خلع أضراس العقل يخضع لضوابط عديدة لما تتخلله عمليات خلع أضراس العقل الجراحية من مخاطر، كالتهاب الجرح مثلًا بعد إجراء العملية أو إتلاف الألياف العصبية.
وقال مدير قسم جراحة الفم والوجه والفكين في جامعة ميونخ، البروفيسور ميشائيل إيرنفيلد: “خلع أضراس العقل ليس خطأ ولكن أصبحنا اليوم أكثر حذرًا من أي وقت مضى”.
وأضاف البروفيسور إيرنفيلد: “حسب الإحصائيات فإن كل ضرس من أصل خمسة أو ستة أضراس يتعذر عليها البزوغ وتشكل بذلك مشكلات في المستقبل”.
وينصح مدير قسم جراحة الفم بالرجوع إلى طبيب الأسنان الذي يمكنه تقييم إجراء عملية خلع أضراس العقل بالاعتماد على صور الأشعة السينية للفكين وتحديد مدى ضرورتها وتنبيه الشخص إلى مضاعفات الجراحة المحتملة.
أما طبيب الأسنان إدريس ورطيني فيرى أن “هناك معايير مختلفة تحدد ضرورة الإقدام على إزالة ضرس العقل”، فإذا كانت لضرس العقل المساحة الكافية وبات لا يزعج الأسنان الأخرى، يجب الانتظار وعدم التسرع في إزالة أضراس العقل، لاسيما وأن هذه الضروس يمكنها أن تؤدي مهام الأسنان المفقودة والتالفة، ومن هذا المنطلق فإن تواجدها له منافع أكثر من إزالتها.