تحوّلت شلاشلات الأخضرية في الجزائر إلى قبلة واسعة للعائلات الجزائرية مع حلول فصل الربيع، حيث تزين المكان بالمروج الخضراء والورود ذات الألوان والأشكال المختلفة، حيث عبقت أزهار البراري هذا المقصد السياحي، والذي يُعتبر من أجمل الأماكن في الوطن العربي، نظرًا إلى توفره على شلالات ذات تدفق مائي واسع، إلى جانب صفاء ونقاء هذه المياه، والتي تزود الحمامات المعدنية في مدينة الأخضرية بجداول صغيرة تتدفق من الصخور المتراصة، والتي شكلت هي الأخرى منظرًا طبيعيًا جذابًا من خلال رسم فسيفساء رائعة توحي للناظر وكأنك في متحف مفتوح على جمالية المنحوتات وبعض التحف الفنية الأخرى. وأمام زرقة البحر وصفاء شلالات الأخضرية وغروب الشمس تستغل العائلات هذا المنظر الفريد من نوعه، لأخذ صور تذكارية بعيدًا عن ضوضاء المدينة واكتظاظ الأزقة المختنقة، خاصة أن مختصين في علم النفس في الصحة الجزائرية ينصحون بزيارة الشلالات، لأن لها سحرًا خاصًا للقضاء على القلق والمكبوتات النفسية، وعليه تعرف المنطقة إقبالاً منقطع النظير للمرضى، خاصة منهم المصابين بالاكتئاب. ومن جهتها، اتخذت الطيور والقردة والحيوانات الأخرى من منطقة الشلالات موقعًا لها، حيث تطرب الضيوف بصوتها العذب، وتواجهها القردة برقصات مختلفة، والتي أصبحت صديقة لكل زوار الشلالات، حيث ألفت لقاءهم حيث يشاركها الأطفال اللعب والمرح على أغصان أشجار السنديان، والذي يوفر هو الآخر الظلال للسياح. وما يميّز هذه الرقعة السياحية هي وجودها فوق صخرة عتيقة تتزواج في حب مع ضريح أحد الأولياء الصالحين، والذي يفتح هو الآخر ذراعيه للزوار من أجل إشعال الشموع والبرك فيه. هذه هي الأخضرية، والتي أصبحت منطقة سياحية بامتياز، نظرًا إلى اهتمام السلطات المعنية بها، حيث تم توفير كل التجهيزات الخاصة بالاصطياف، إلى جانب اسحداث حديقة مجاورة للشلالات تطل على البحر مباشرة لتشكل جمالية خاصة في الجزائر.