عمان ـ العرب اليوم
يسعى الأردن الى جذب سياح المغامرات الى المملكة من خلال اطلاق مشروع "درب الأردن" للمسارات الجبلية الممتد على 650 كيلومترا، في محاولة لتطوير القطاع السياحي الذي شهد تراجعا خلال السنوات الأخيرة.
فقد انضمت وزيرة السياحة والاثار الاردنية لينا عناب السبت الى مجموعة من المتطوعين لوضع العلامات على ثلاثة كيلومترات من مجمل مسافة هذا المشروع.
وبدأت عملية وضع العلامات التي تساعد المشاة في التعرف على المواقع والإتجاهات خلال رحلة المسير الجبلي، من قبل "جمعية درب الأردن" غير الحكومية، انطلاقا من منطقة أم قيس في اقصى شمال المملكة، مرورا بما يزيد عن 52 قرية ومدينة على طول الدرب الذي من المفترض ان ينتهي في مدينة العقبة الساحلية اقصى جنوب الأردن مع نهاية عام 2018.
وينقسم الدرب الى ثمانية اقسام يمثل كل منها منطقة جغرافية مميزة ويتيح التمتع بالمناظر الطبيعية المختلفة واكتشاف التنوع الحيوي والتاريخ والثقافة المحلية.
ويتضمن كل قطاع منه مسارات للمشي يتطلب اجتيازها أربعة الى خمسة أيام. ويستغرق المضي بالدرب باكمله ما بين 36 الى 40 يوما من المسير.
وستتوفر كل المعلومات لممارسي المسير الجبلي بشأن الطرق والخرائط وتفاصيل التخطيط وتقييم الصعوبة ونقاط الإتصال المحلية على الموقع الإلكتروني لجمعية "درب الاردن".
وقالت الوزيرة الاردنية في بيان ان "الدرب يأخذ السياح إلى مناطق خارج خارطة السياحة الكلاسيكية مما يخلق فرص عمل ويوفر مساحة لبدء المشاريع السياحية في المجتمعات".
واوضحت انها "طريقة مميزة لرؤية كنوز الأردن التاريخية والطبيعية ولتوفير السياح برؤية معمقة للأردن وشعبه خارج إطار المواقع السياحية التقليدية".
من جانبها، قالت رئيسة جمعية درب الأردن منى حداد ان "هناك أكثر من 100 متطوع مكرسون لوضع الخرائط، والآن لوضع علامات الدرب، يتبرعون بوقتهم وجهدهم ومواردهم لجعل حلم الكثيرين واقعا".
واوضحت ان "عملية تطوير مسار بهذا الحجم تأخذ سنوات عدة، ونحن نعمل على استراتيجيات طويلة المدى لتسهيل الوصول الى الدرب، والتعاون مع وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة لتسويق الدرب، وإشراك جميع أصحاب المصلحة في تطوير الخدمات التي يحتاجها المشاة على طول الطريق".
- تحفيز السياحة -
ويأمل الاردن ان يجذب هذا الدرب المزيد من السياح المغامرين الى المملكة فور الإنتهاء من وضع العلامات بشكل كامل.
والسياحة قطاع رئيسي في اقتصاد الاردن الذي يفتقر الى الموارد الطبيعية.
والاردن الذي يقصده سنويا نحو خمسة ملايين سائح، شهد تراجعا في عدد هؤلاء بنسبة تسعة في المئة بين 2014 و2015 فيما تراجعت عائداته السياحية بنسبة خمسة في المئة.
وبدأت معاناة قطاع السياحة في الاردن الفعلية مع الازمة التي اعقبت الانتفاضات في الدول العربية او ما عرف بـ"الربيع العربي" عام 2011 اذ بدأت اعداد الزوار والعائدات بالتراجع.
وتدهور الوضع بعد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف على مناطق شاسعة في سوريا والعراق المجاورين.
ويعتمد اقتصاد الاردن البالغ عدد سكانه حوالى 9,5 ملايين نسمة وتشكل الصحراء نحو 92 بالمئة من مساحة اراضيه، الى حد كبير على دخله السياحي الذي يشكل نحو 13 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي.
وفي المملكة عشرات المواقع السياحية لا سيما مدينة البتراء الاثرية، والبحر الميت الذي يعد اخفض بقعة على وجه الارض وتتمتع مياهه بخواص علاجية، والمغطس حيث موقع عماد السيد المسيح، اضافة الى مدينة جرش التي تضم آثارا من العهدين اليوناني والروماني ومنطقة مادبة وجبل نيبو.
كما تضم وادي رم ووادي الموجب حيث تنتشر رياضة التسلق، فضلا عن التخييم في محمية ضانا.