أنقرة- العرب اليوم
في عام 2006، وعن طريق الصدفة البحتة، عثرت السلطات التركية على مغارة طبيعية في منطقة طرسوس بولاية مرسين، لتقوم لاحقًا بترميمات واسعة جعلت المغارة مركزًا سياحيًا جذّابًا بفضل التكتّلات الصخرية المُدهشة بداخلها.
المغارة سُمّيت بـ”طاش قويو”، نسبة للحي الذي تقع فيه، وهي تحتضن مظاهر صخرية رائعة مختلفة تشكّلت بفعل العوامل الطبيعية. وتزداد أهمية المغارة بسبب قربها من “مغارة النائمون السبعة”، وهي إحدى عدة مغارات في العالم يعتقد أن “أصحاب الكهف” المذكورين في سورة “الكهف” بالقرآن الكريم، قد ناموا بداخلها.
وباتت مغارة “طاش قويو”، في الوقت الراهن، محط أنظار السياح المحليين والأجانب بطرسوس التي احتضنت العديد من الحضارات عبر تاريخها العريق.
السلطات التركية المحلية عثرت بالصدفة على هذه المغارة الطبيعية، عام 2006، خلال أعمال حفر وصيانة أحد الطرقات في حي “طاش قويو”. وعقب إجراء الفحوص والتدقيقات اللازمة في المنطقة، وضعت بلدية طرسوس مغارة “طاش قويو” تحت الحماية الرسمية، بهدف ترميمها والاستفادة منها في تنشيط القطاع السياحي.
وعام 2012، بدأت بلدية طرسوس بأعمال ترميم مشتركة مع وكالة “جوقوروفا للتنمية”، داخل المغارة التي دخلت قائمة المراكز السياحية عام 2014 بقرار من لجنة حماية الموارد الطبيعية التابعة لمديرية البيئة والتخطيط العمراني بولاية أضنة.
وتبعد “طاش قويو” حوالي 10 كيلومترات شمال غربي طرسوس، وترتفع حوالي 214 مترًا عن سطح البحر، وتتراوح درجة الحرارة بداخلها ما بين 20 و24 درجة. وبداخل المغارة العديد من المظاهر الطبيعية المدهشة مثل لآلئ الكهوف وغيرها من التشكّلات الصخرية المتنوعة، يمكن مشاهدتها مجانًا.
وتجذب المغارة بشكل خاص، عشاق التصوير، حيث قامت الجهات المعنية بتركيب نظام إضاءة ومدارج ومسارات مشي ومنصات مشاهدة خاصة، تسهل الحركة في الداخل.
“بوسة غُل دوغان”، واحدة من السياح القادمين لزيارة المغارة، قالت إنها جاءت من أضنة بهدف زيارة الأماكن التاريخية والاستمتاع بالمظاهر السياحية في طرسوس.
ووصفت السائحة التركية مغارة “طاش قويو” لوكالة الأناضول قائلة “هي مدهشة للغاية، وتتمتع بمشاهد غريبة ومناخ ساحر، وبداخلها جدران رائعة، وحين تدخلونها لا تتمنون الخروج أبدًا”.
من جهته، قال “مراد كوج” من ولاية هطاي إنه جاء إلى طرسوس لزيارة مغارة “أصحاب الكهف”، وعندما سمع بوجود مغارة “طاش قويو”، قرر زيارتها للتعرف عليها أيضًا.
وأوضح كوج، أنه تفاجأ بجمال المغارة عندما دخلها لأول مرة، مضيفًا: “إنه مكان غريب ورائع، أنصح الجميع بزيارته إلى جانب الأماكن السياحية الأخرى في مرسين”.