لندن - العرب اليوم
يرشح خبراء السياحة لعشاق المغامرات مملكة بوتان التي تقع في جبال الهمالايا بين الهند والصين للقيام برحلة سياحية حافلة بالمشاهد المثيرة والمذهلة، والاستمتاع ببلد خام لم تفسدها الحياة العصرية، فهي غارقة في التقاليد القديمة، كما تتمتع بتاريخ عريق يشابه في عراقته عراقة جبال الهمالايا.
ولعل أكثر المعالم السياحية في بوتان شهرة وجاذبية هو معبد (تاكتشانغ غويمبا) معبد عش النمرة الذي يعلو وادي (بارو) بحوالي كيلومتر، الذي شيده الزعيم الروحي للطائفة الدينية البوذية في بوتان (غورو رينبوتشي)، وتقول أسطورة النمرة والراهب إن غورو طار على ظهر خليلته التي حولت نفسها إلى نمرة. ويقول خبراء السياحة إن المتعة تكمن أيضًا في رحلة الطيران إلى بوتان، والتي تنطلق من مدينة دلهي الهندية وتطير فوق تسعة من أعلى قمم الجبال في العالمـ،وهي الجبال التي راح ضحيتها العديد من عشاق تسلق الجبال الذي كانوا يأملون في الوصول إلى قمتها. ويظل الواقع أن الطبيعة الأسطورية عن مملكة بوتان لم تتغير والفضل في ذلك يرجع إلى انعزالها عن العالم الحديث، فمطار بارو يبدو في شكل المعبد، ويحمل عبارة ترحيب تقول "مرحبًا بك في أرض تنين الرعد".
ويمنع في هذا البلد التدخين، والرياضة الشعبية الأولى هي الرمي بالسهام، والجميع يرتدون الزي القومي. ولا تقوم السلطات بمنح تاشيرة دخول البلاد إلا للسائحين القادمين عبر شركات سياحية وليس للسائح القادم بمفرده، ويستثني من ذلك الهنود القريبون من الحدود. ويذكر ان عدد السائحين الذين زاروا بوتان خلال العام 2012 لم يزد عددهم عن 53504 سائح، وعلى الرغم من قيام السلطات بفرض ضريبة سياحة تصل إلى 280 دولارًا يوميًا إلا أنها تدخل في إطار تكلفة الرحلة ككل.
وفي إطار حركة التحديث التي بدأت العام 2008 تم إنشاء ثلاثة مطارات جديدة تربط مدن البلاد ببعضها بعضًا، وذلك خلال العام الماضي. وكان أول طريق تشهده هذا البلاد المنعزلة قد تم بناؤه في الستينات من القرن الماضي، كما شهد العام 1974 وصول أول فوج سياحي للبلاد.
وباختصار شديد، فإن حكام البلاد على استعداد لاستقبال السائحين والترحيب بهم ولكن ليس على حساب ثقافتهم وتقاليدهم، ولهذا فإن جولات البلاد السياحية يغلب عليها الطابع الثقافي، وخاصة المعابد والمهرجانات الدينية، ويصحب ذلك متعة مشاهدة المناظر الطبيعية الجبلية الرائعة. ويوجد أيضًا نهر با تشوهو الرائع الذي يقود السائح نحو الجبال الشاهقة عبر حقول اللفت والأرز، وعبر القرى التي تحمل الطابع المعماري لمنازل سكان بوتان وخاصة قرية ميزيزام، وجدران المنازل هناك تحمل رسومات للنمور والقرود وزهور اللوتس، بالإضافة إلى عضو الرجل الذكري وذلك كما تقول الأسطورة لطرد الشياطين. وتوجد أيضًا غابات أشجار البتولا والنباتات الوردية أخشاب البامبو وألوان الربيع التي تغطي منحدرات الجبال، بالإضافة إلى انتشار البلابل والحمائم والطيور المغردة، وهناك أيضًا بحيرات تشو فو بلونها الفيروزي. وعلى الرغم من شدة برودة الأجواء هناك أثناء الليل إلا أن ذلك لا يمكن أن يحرم السائح من متعة المغامرة طوال الرحلة، التي كانت تستدعي النوم داخل لحاف قطبي وإلى جواره زجاجات من الماء الساخن للتدفئة داخل المخيمات في بعض المناطق أثناء الرحلة، وما أحلى أكواب الشاي الساخن في صباح تلك الليالي. أما النهار فهو دافئ ومشمس وخالٍ من الغيوم، وبالنسبة إلى الطعام وهو أطباق لذيذة من اللحوم والخضروات المطهية على البخار مع الأرز بالكاري والفاكهة الظازجة.
ولا يصدق الناس هناك الذين يؤمنون بالتناسخ أن الإنسان وصل القمر، كما أن العلاج من الأمراض هناك يتم على يد المنجمين والمتصوفة، باعتبار أن سبب الأمراض يرجع إلى الأرواح الشريرة. ويذكر أن بوتان لم تعرف التليفزيون إلا في العام 1999، وهذا يعكس بوضوح أن الحداثة تسير بخطى متباطئة للغاية. ولمزيد من التفاصيل عن هذه الرحلة يمكن التواصل مع مكتب سفريات (Blue Poppy) على موقع (bluepoppybhutan.com) على شبكة الإنترنت، أو التواصل هاتفيًا مع رقم (020-7609 2029) حيث يقدم عرضا لقضاء عشرة أيام بتكلفة تبدأ من 1600 جنيه إسترليني للفرد، شاملة تكاليف المرشد السياحي والضرائب والطعام والإقامة والتنقلات.
وفي ما يتعلق بالطيران يمكن التواصل مع شركة (Virgin Atlantic) على موقع (virginatlantic.com)، أو هاتف رقم (0844 209 7777)، وهو يقدم رحلات طيران من لندن إلى دلهي تبدأ من 640 جنيه ذهابًا وعودة، أما عن الطيران من دلهي إلى (بارو Paro) فهو على طيران (Druk Air) الذي يمكن التواصل معه على موقع (drukair.co.bt)، وتبلغ تكاليف الطيران 530 جنيه ذهابًا وعودة. ويوفر فندق (Uma Paro) على موقع (comohotels.com) غرف للإقامة تبدأ من 300 دولار في الليلة، وفي فندق (Uma Punakha) فتبدأ تكاليف الليلة من 400 دولار. ولمزيد من المعلومات يمكن التواصل مع هيئة السياحة في بوتان عبر الموقع الحكومي (tourism.gov.bt)