افتتح في مطعم تراث المندي، الأربعاء، معرض الفنان اليمني مظهر نزار، ويستمر شهراً، من أجل استحضار تراث اليمن وفنونه في مكان أليف يتردد عليه الزبائن من جميع الجنسيات، ويترافق عرض اللوحات مع أفضل الأطباق والفن والموسيقى، ما يجعل اللوحات تتمتع بنكهة خاصة. تكسر هذه اللوحات، التي بلغت حوالي العشرين موزعة بطريقة جذابة، ايقاع الأفكار المتداولة في الأزمة اليمنية التي أثرت بشكل أو بآخر على مسيرة الفن، وتتميز بالألوان المائية التي اشتهر بها الفنان وأنجز بواسطتها ملحمة فنية بصرية للمدن اليمنية خلال عقدين ونيف، ربما هي التي تعطي اللوحات بريقاً من مسحة الخيال، كما أن إضافة طبقات شفافة ذات حبيبات زادت من رونق اللوحات، خصوصاً وأنها تجسد العمارة اليمنية بأشكالها الفنية المتنوعة. وتتميز لوحات الفنان مظهر نزار بالتجديد التقني حيث تحتل موقعها المتميز في الفن التشكيلي اليمني، فهي مزيج من أعمال التعبيرية والتجريدية والغرافيك، يطل من خلالها الفنان اليمني على آفاق فنية تنبض بروحه الشفافة في رؤية هذه المدن التي صنعتها الأيادي البشرية. وهي في النهاية لوحات تراثية، تستوحي أبرز الرموز من تاريخ اليمن، وذلك يدل على أن الفنان لم يقطع صلته بلوحته التي تطورت منذ أكثر من عقدين، وهو يرسم المدن ذاتها ولكن بأشكال وتعابير مختلفة. أما صنعاء القديمة، فإنها مدينة تجعل أي فنان يشعر بأنها مشروع عمره فني، وخاصة في التكوينات البصرية والايحائية، التي تعتمد على فن العيش والتأقلم مع البيئة، وهذا ما يحاول الفنان اليمني أن يعبّر عنه في لوحاته، التي يتضمن الجانب التراثي فيها مفردات فولكلورية وإسلامية، على غرار لوحة الملكة بلقيس، بكل ما تحمله من ثراء وعمق تاريخيين. وهنا تأخذ المرأة بعداً جديداً في لوحاته، متحولة في ريشته إلى ملكة، مهما كان مستوى هذه المرأة. ويركز الفنان اليمني على بيع لوحاته، لأنه يؤمن بأن الفنان لا بد وأن يسوق أعماله، وهي معروضة حالياً للبيع في دبي. كما يؤمن أن اللوحات الفنية يجب أن تدخل البيوت، وتزينها بما تتميز به من ألوان زاهية وموضوعات اجتماعية تؤهلها لدخول البيوت، لأنها تشكل نوعاً من الديكورات الداخلية. ومهما اختلفت الآراء، فإن الفنان مظهر نزار يركز على الجانب الجمالي في اللوحة، والتي يعتبرها جوهر العمل الفني، وتأتي الموضوعات في الدرجة الثانية، مهما كانت ساخنة. ومن أجل الابتعاد عن الخوض في عالم السياسة، يحاول الفنان أن يخرج إلى الفناء العام بما فيه من عمارة وبيئة وحياة. وبطبيعة الحال، لا يمكن إغفال التأثيرات الهندية سواء على صعيد الملابس أو العمارة أو غيرها من المفردات التي تحضر بقوة في كل أعماله، ويعود ذلك إلى فترة دراسته في الهند. ولد مظهر نزار عام 1958. حاز على دبلوم في الجرايفيك من الهند. واقام منذ عام 1987 العديد من المعارض منها معرض الفنون التشكيلية(إيطاليا)، ومعرض الإبداع الفردي بمعهد كونينكليك (امستردام)، ومعرض الإبداع الفردي، (ألمانيا)، ومعرض الفن المعاصر،صنعاء، والمعرض الفني الدوري السابع،(بنجلاديش)، ومعرض الفنون والنقاش الفني، المغرب، ومعرض الإبداع الفني، دبي. والفنان عضو في الرابطة الدولية للفنون.وعضو مؤسس في جماعة الفن المعاصر وأتلييه صنعاء.