اجرت الجمعية الكويتية لحماية البيئة عملية مسح بيئي لمنطقة الخويسات في اطار زياراتها الميدانية لابرز واهم المناطق الشاطئية والساحلية في البلاد وذلك للوقوف على طبيعتها البيئية ودراسة ايجابيات تلك الموائل وعرض السلبيات التي تتهددها. وقالت مديرة البرامج والانشطة في الجمعية جنان بهزاد في تصريح صحافي اليوم ان نتائج الدراسة العلمية التي تواصل اجرائها على سواحل الكويت خصوصا ما يتعلق بمنطقة الخويسات اظهرت ان الخويسات منطقة شاطئية هادئة يفصلها عن البر شارع مرصوف ضيق حيث الشاطئ على اليمين ومرتفعات جال الزور تقف بوجه الطبيعة جامدة لتشكل مناظر رائعة والوانا رملية متدرجة وتكمل من روعة الشاطئ. واضافت بهزاد ان الخويسات منطقة بعيدة عن المدينة تقع على الساحل الشمالي للبلاد في اول الطريق المؤدي الى الصبية والاسم له الكثير من التفسيرات والاقرب منها انها جمع كلمة خيس وهي النخلة التي لا تثمر والخويسات مكان على ساحل البحر بين كاظمة والجرثامة قرب الجهراء. واوضحت ان هذه المنطقة تتميز بأن السواحل الشمالية لجون الكويت شواطئ ضحلة وتنتشر المسطحات الطينية برواسبها الدقيقة العالية بالمواد المغذية المحمولة مسافات طويلة من منطقة شط العرب في رأس الخليج العربي مبينة ان تلك المسطحات لايوجد فيها الكثير من الحياة الا بعض القواقع والرخويات البحرية والكائنات الدقيقة التي تشكل رأس السلسلة الغذائية للاسماك والقشريات. وذكرت انه بعد المسطحات الطينية بمسافة لا تزيد عن عشرات الامتار تنتشر سبخات ورواسب ملحية على سطح الارض وتمتد حتى المنطقة المقابلة المصنفة بمنطقة صحراوية. وقالت ان تلك المسطحات الطينية تشكل الغالبية من تركيب الرواسب في المنطقة وهي من اصل كلاستيكي حملتها التيارات المائية في الخليج من شط العرب واخرى غيرها حملتها الرياح للمنطقة مشيرة الى ان هناك دراسات تبين ان الرواسب المحمولة للمنطقة الجنوبية تتكون من بقايا تعرية الصخور السطحية من الكوارتز والفلدسبار والمعادن الطينية وكمية قليلة جدا من الكربونات. وفيما يتعلق بالتيارات المائية التي تشهدها المنطقة افادت بهزاد انها تتميز المنطقة الشمالية خصوصا داخل الجون المحمي من التيارات بالتعرض القليل للتيارات بما يعادل 8ر1 متر ولا يوجد تأثير كبير للامواج على الشواطئ الشمالية لخلو المنطقة من التضاريس مقارنة بالشواطي الجنوبية ولان المنطقة قليلة العمق وشواطئها عبارة عن ارض مسطحة وخالية من العوائق والعمران. وبينت ان هذه المنطقة تقع ضمن اكثر المناطق تاثرا بارتفاع منسوب مياه البحر مستقبلا حسب ما ذكر تقرير البلاغ الوطني بشأن التغير المناخي مضيفة ان المنطقة الشمالية ستغمر عند ارتفاع منسوب لمياه البحر يبلغ مترا واحدا وتشكل نسبة الاراضي المغمورة في الشمال 2 في المئة من مساحة البلاد وربما لا يغمرها الماء كما سيغمر جزيرة بوبيان وما حولها. وحول محور الكثبان الرملية للمنطقة قالت ان الساحل الشمالي يتلقى الرياح من المناطق الشمالية والشمالية الغربية وهي المناطق الرئيسية المصدرة للرمال والرواسب السطحية في جهة الشمال ويلعب الغطاء النباتي الدور الاساسي في تكون الكثبان الرملية. واضافت انه تنتشر بعض النباتات الفطرية التي تتحمل الأملاح العالية في التربة وتقاوم الرياح ونشاطها مبينة انها تصطاد ما تحمله الرياح من اتربة ورمال باحجامها المختلفة وترسبه باتجاه الرياح مكونة بذلك "النباك" وتظهر على شكل تراكمات رملية قببية الشكل من رمال ناعمة. واستعرضت بهزاد طبيعة موائل الخويسات المتعلقة بالطيور المهاجرة او المستوطنة فضلا عن حجم المخالفات البيئية في المنطقة موضحة ان انواع الطيور في المنطقة تختلف عن بعضها بعضا واكثرها انتشارا هي نوارس البحر كبيرة الحجم اضافة الى المدقي او أبلق الرمال والفقاقة البقعاء. وعن المخالفات البيئية اوضحت ان هناك الكثير من المشاهد المؤسفة في المنطقة من نفايات ملقاة على الساحل تتجمع حولها الكلاب الضالة وطيور النورس ومنطقة استغلها رواد البحر لركن القوارب وصيانتها وفي منطقة الكثبان الرملية ترعى الابل على النباتات البرية وتدمر جحور الحيوانات البرية التي تعيش بالقرب منها.