برعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي ووزير المالية، تنظم وزارة البيئة والمياه الإماراتية بالتعاون مع المركز الدولي للزراعة الملحية في الرابع عشر من  كانون الثاني المقبل بدبي مؤتمراً علمياً حول "استخدام المياه العادمة المعالجة في الإنتاج الزراعي بالوطن العربي: الواقع الحالي والآفاق المستقبلية". وصرح معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه بأن المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام يعتبر منبراً لصناع القرار والخبراء من الوطن العربي, والمنظمات الدولية لمناقشة كيفية الاستفادة من موارد المياه العادمة المعالجة في القطاع الزراعي بالوطن العربي بما في ذلك تقييم السياسات الداعمة، ومراجعة الوضع الحالي لاستخدام المياه العادمة المعالجة في الزراعة على مستوى العالم مع التركيز على المنطقة العربية والتعرف على أفضل الممارسات الإدارية والمبادئ التوجيهية والتشريعات والسياسات والإستراتيجيات، وتقييم الإمكانات المستقبلية لاستخدام المياه العادمة المعالجة في الزراعة في المنطقة العربية. وأضاف بن فهد أن الدولة اتخذت خطوات رائدة في تشجيع استخدامها ومراقبتها فقد أوصت إستراتيجية المحافظة على الموارد المائية في دولة الإمارات العربية المتحدة التي طورتها وزارة البيئة والمياه في العام 2010 بضرورة تحسين إدارة مياه الصرف الصحي وتنويع استخدامات المياه المعالجة في الدولة من خلال تطوير معايير مشتركة لتجميعها ومعالجتها وإعادة استخدامها في مختلف القطاعات، ومراقبة تطبيق المعايير البيئية على مستوى الإمارة، وتقييم سلامة شبكات الصرف الصحي، ووضع المعايير التي تساهم في زيادة استخدام المياه المعالجة، وتنسيق حملات التوعية للتغلب على مخاوف المستخدمين. وأشار معاليه إلى أن كمية مياه الصرف الصحي المعالجة في الدولة تبلغ حوالي500 مليون متر مكعب سنوياً ويتوقع زيادتها كلما تزايد عدد السكان وتحسنت مرافق التجميع والمعالجة وعلى سبيل المثال شكلت إمارة أبوظبي منذ العام 1975 لجنة مشروع الصرف البلدي لري الغابات والزراعات التجميلية بالمياه المعالجة من محطة المفرق التي وفرت 90 في المائة من المياه اللازمة لري 15 ألف هكتار من الغابات والزراعات التجميلية والحدائق العامة وملاعب الغولف وحوالي 250 هكتار من مزارع إنتاج الأعلاف في منطقة الوثبة. كما تستخدم إمارة دبي أكثر من 165 مليون متر مكعب سنوياً من المياه المعالجة لري الزراعات التجميلية، وتستخدم إمارة الشارقة حوالي 75 مليون متر مكعب، وتعمل بقية إمارات الدولة على استكمال المنظومة الخاصة برفع نسبة الاستفادة من المياه المعالجة. من جهتها، صرحت سعادة د. اسمهان الوافي المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية بأن مشكلة ندرة المياه وكفاءة استخدامها تعتبر من أهم مشاكل المناطق التي تعاني من الجفاف والندرة في المياه التقليدية، ومنها المنطقة العربية التي يقع نحو 90 في المائة من أراضيها في المناطق الجافة وشبه الجافة، ونتيجة للتزايد المتسارع في النمو السكاني وارتفاع المستوى المعيشي للفرد وازدياد الوعي الصحي والبيئي لدى المواطن العربي، إضافة إلى ازدياد الطلب على المياه لأغراض الشرب والري الزراعي والصناعة والسياحة، المترافق مع تأثيرات التغيرات المناخية وانخفاض معدلات الهطول المطري وارتفاع درجات الحرارة، كل ذلك أدى إلى نقص كبير وشح في الموارد المائية التقليدية المتاحة في العالم العربي ولذلك ازدادت أهمية البحث عن مصادر مائية جديدة غير تقليدية ورديفة وإن كانت ذات نوعية أقل جودة من المياه التقليدية، مثل مياه الصرف الصحي المعالجة التي يمكن أن تشكل مصدراً هاماً من مصادر مياه الري. واضافت انه نظراً لازدياد عدد السكان وانتشار العديد من محطات معالجة المياه العادمة في معظم الدول العربية فإن كمية هذه النوعية من المياه آخذة بالتزايد عاماً بعد عام، وتقدر كمية هذه المياه في الوطن العربي حوالي 9-10 مليار متر مكعب في السنة حسب تقديرات منظمة الأغذية والزراعة، وتقدر الكمية المعالجة منها بحوالي 50 في المائة يستخدم جزء منها في الزراعة والزراعات التجميلية والاستخدامات الصناعية والأغراض البيئية. يشارك في المؤتمر متحدثون من عدة دول عربية منها الى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية والكويت والأردن وتونس وسورية ومصر والمغرب بالإضافة إلى متحدثين من المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة ومنظمة الصحة العالمية والمعهد الدولي لإدارة المياه والبنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة وبعض مؤسسات القطاع الخاص.